كتب: أسامة حمدان
تمضي الإمارات في دورها المعادي ليس لجماعة الإخوان المسلمين فحسب، بل المعادي للمسلمين بوجه عام، وتحاول بشكل براجماتي وضع الجميع في سلة "اللغز" الذي يحمل شفرته محمد بن زايد آل نهيان، الذي فاحت رائحة مغامراته السياسية والعسكرية وجلبت على رأسه عقوبات أمريكية، بعد تورطه في دعم برنامج الصواريخ الإيراني!
ويرى الكاتب والمحلل السياسي التونسي "سمير حجاوي"، أن الإمارات تتآمر على المملكة العربية السعودية من خلال دورها في سوريا واليمن.
وقال -في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"-: "الدور الإماراتي في سوريا واليمن خطير جدًا، أخطر ما فيه أنهم يتآمرون على السعودية في الحالتين حاليًا رغم المواقف الظاهرية".
الفضيحة نقلتها وثائق صاردة عن السفارة السعودية في أبوظبي، أكدت أن الرياض رصدت علاقات خاصة بين أبوظبي وإيران، خاصة في تقديم الأولى الدعم لطهران في الالتفاف على العقوبات الدولية، كما أن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد قام بزيارة سرية لإيران العام الماضي.
عفريت الإصلاح!
وعلى الرغم من دورهم في حفظ تعز بعيدًا عن سيطرة الحوثيين، فإن التجمع اليمني للإصلاح قد اتهم بالخيانة من قبل «أنور قرقاش»، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، الذي غرد بالقول: «لولا فشل التجمع اليمني للإصلاح وأعمال الإخوان المسلمين لكانت تعز محررة بشكل كامل الآن».
تحتفظ الإمارات حتى الآن بعلاقة مع المخلوع علي عبد الله صالح وحزبه، بل إنها رغم دورها العسكري القوي في اليمن تستضيف قائد قوات الحرس الجمهوري السابق، أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس المخلوع، إلى جانب أفراد من أسرة المخلوع نفسه، وهي التي تحارب تحالفه مع الحوثيين، ولكنها لا تكف عن محاولات فك ارتباطه عن هذا التحالف وإدخاله في مفاوضات سياسية، وفي المقابل يستثني صالح الإمارات من أعدائه ويمنع منافذه الإعلامية من مهاجمتها كبقية دول التحالف العربي الذي يشن الحرب على اليمن.
هذه الممارسات الإماراتية المزدوجة ظهرت أيضًا في التململ ناحية استكمال الانتصارات العسكرية والاتجاه ناحية العاصمة صنعاء، تخوفًا من وقوع هذا التقدم في مصلحة الإخوان المسلمين في اليمن الذين يقودون جبهات كبيرة للمقاومة الشعبية في عدة مدن يمنية بدعم سعودي، فقد أبدت الإمارات امتعاضها من تعيين "نايف البكري" القيادي الإخواني وقائد المقاومة الشعبية في عدن محافظًا للمدينة، ولكن حتى الآن لا تستطيع الإمارات وقف مثل هذه القرارات بسبب الضغط السعودي الواضح على عبد ربه منصور هادي لاتخاذها.
أما الإمارات فتسعى الآن للتنسيق مع نائب الرئيس اليمني خالد بحاح للخروج بموقف يضمن عملية فك الارتباط بين الحوثيين وصالح مقابل خروج آمن له، وهو على ما يبدو سيكون التفاف سياسي على مكتسبات تحرير عدن، حيث ظهرت بوادر الحديث عن ضرورة التمهل في عملية الحسم وضرورة خوض مفاوضات سياسية وهو تغير لم توافق عليه الرياض حتى الآن.
رشاوى المعركة!
ومن معاداة الإخوان في مصر إلى اليمن ومنها إلى سوريا وليبيا، يبدو أن كبار المسؤولين في الإمارات العربية المتحدة يعرفون حربهم ليس على أنها حرب ضد "الإرهاب" كما يزعمون، ولكنها حرب على جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل شوكة في حلق الالتفاف الصهيوني الأمريكي الشيعي في المنطقة العربية.
جراء تلك الحرب المعلنة من الإمارات على جماعة الإخوان، تفاعل عدد كبير من الصحف والمواقع الإندونيسية مع قضية اختطاف الشيخ عبد الرحمن بن صبيح السويدي، من قلب الأراضي الإندونيسية في مقابل رشاوي كبيرة، على يد عناصر جهاز أمن الدولة الإماراتي ونقله بطائرة خاصة في جنح الظلام إلى أبوظبي.
وعبد الرحمن بن صبيح السويدي، ناشط إماراتي واستشاري في شئون الإغاثة، عرف بأنشطته الخيرية الإنسانية في بورما وأندونيسيا وغيرها، طالب بالإصلاح السلمي في بلاده، لكن ذلك تحول إلى تهمة حكم عليه بموجبها غيابيًّا بالسجن 15 عامًا، في القضية المعروفة باسم "الإمارات 94".
وغير مخفي التقارب الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي، العدو الأول للأمة الإسلامية، بعد التقارب مع إيران التي تحتل فعليا سوريا وجنوب لبنان وأجزاء من اليمن والعراق، وهكذا تحاكي عائلة "زايد" أفلام المافيا والعصابات الدولية وعالم الإجرام، وتساند الانقلابات العسكرية، وتحرق الربيع العربي في تونس ومِصْر وليبيا واليمن وسوريا، وتدفع مئات ملايين الدولارات من أجل إلقاء القبض على ناشط حقوقي في أندونيسيا.