كتب: أسامة حمدان
"الإسلام هو الحل" شعار تولى العسكر محاولات القضاء عليه، بعدما سجل أصحابه في عام 1948 صفحات ناصعة من الجهاد ضد اليهود على أرض فلسطين، وجراء هذا الشعار جرى اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا، ثم جاءت أحداث انقلاب 1954 وتولى البكباشي عبد الناصر، ابن حارة اليهود، قمع "الشعار" بالتعذيب والقتل.
وجاءت أحداث 1965 وزادت الاعتقالات والمحاكمات العسكرية، حتى جاءت أحداث انقلاب 3 يوليو 2013 وواصل قائد الانقلاب ابن حارة اليهود مسيرة القمع، التي عجز سلفه من خلالها أن يمنعوا الإسلام من حقه المشروع في سياسة الحياة.
ويهدف متبنو هذا الشعار إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، والعمل بالمبادئ الإسلامية في المجتمع، وقد حصل الإخوان المسلمون في مصر علي حكم من محكمة القضاء الإداري في عام 2005م بجواز استخدام هذا الشعار، لعدم تعارضه مع الدستور وهو يتبني مادة رئيسية في الدستور وهي المادة الثانية "أن الإسلام دين الدولة الرسمي والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع".
ومع الانقلاب علت نبرة إعلام وكتاب ومفكري العسكر، الذين يدعون إلى المادية وترك الإسلام سواء كانوا مقتنعين أو مأجورين، وتجرأت أقلام بالهجوم على شريعة الله السمحة العادلة، والتشكيك في صلاحيتها لكل زمان ومكان، من هؤلاء إسلام بحيري وإبراهيم عيسى ووزير ثقافة الانقلاب حلمي النمنم.
معتز بتاع العسكر!
يقول الكاتب معتز عبد الفتاح -المؤيد للانقلاب العسكري- انتقد بعض القراء الكرام بشدة مقالاً سابقًا لي اقترحت فيه على الإخوان أن يعودوا إلى ثكناتهم الدعوية، وأن يركزوا على التربية ما دامت محاولاتهم السياسية أدت إلى عكس ما كانوا يرغبون ابتداء.. وكانت الحجة الأساسية للكثير من الناقدين هو أن انسحاب الإخوان من الحياة السياسية يتناقض مع نُصرة شعاري «الإسلام هو الحل» و«الحل الإسلامي»، وهما شعاران يحتاجان إلى شيء من التأمل.
ويتابع: "يظن بعض المسلمين، بحكم مفارقة اعتزازهم بالإسلام وجهلهم بمنهجه، أن هناك طريقة «إسلامية» لعلاج كل مشكلات المجتمع، وكأن المسلم ليس إنسانًا يخضع لما يخضع له غيره من البشر من قواعد وإنجازات.. وعلى هذا يظن بعض هؤلاء أن هناك طريقة إسلامية لعلاج مشكلات التصحر والمجاعات والجريمة المنظمة، وهناك تنمية بالإيمان، وهناك حل إسلامي لكل مشكلات المسلمين، ومثل هذه الطريقة فى التفكير تحوى الكثير من العاطفة أكثر مما تحمل من رؤية ناضجة لحاجات البشر للتفاعل والتعلم المتبادل، فشعار «الإسلام هو الحل» أقرب إلى قول أحدنا «البحر فيه كنز» أو «الأرض فيها خير»!
ردّ المرزوقي
يقول الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي: "الإسلام ليس فقط طريق الأمة إلى القمة وإنما الزاد الذي يعيننا على أحوال وأوحال ذلك الطريق، هذا الزاد ليس وصفات سحرية يبيعها مغرورون لسذّج، أو سذّج لمخدوعين، وإنما قيم {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} و{وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ}، {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}، حدث ولا تسل عن صرخة عمر.. والأمر الذي تنضح به "متى استعبدتم الناس"؟!
من أحرى منا بالتوجه للآخرين قائلين تعالوا ننقذ معا هذا الكوكب الجريح، نحن الذين تعلمنا من الإسلام أن {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
ألا تجعل هذه الآية الكريمة كل إنسان، مسلمًا أو غير مسلم، الممثل الشرعي والوحيد للإنسانية جمعاء؟ هل ثمة ذهنية أسلم للتعامل مع كارثة بيئية لا تفرق بين مسلم وغير مسلم ولا حل لها إلا بتضافر جهود الأول والثاني.
لكننا لسنا "روبوتات" نتحرك فقط بالأفكار المجردة.. نحن في حاجة إلى ثورة روحية، وهذه خزانها عندنا نحن المسلمين الأوامر والقيم لدين سنّ من بين ما سنّ من مكارم الأخلاق والتصرفات أنه لا إكراه في الدين.
شاهد الشيخ الشعراوي (الإسلام هو الحل):