صفع وركل وضرب وطعن بأسياخ مدببة وحادة، كل ذلك انهال على جسد سمكة قرش التهمت سائحا روسيا، أهمل المنقلب السفيه السيسي في توفير الأمان والحماية له قبالة سواحل مدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر، وسط اتهامات متزايدة للعسكر بالتهاون في حل هذه المشكلة المستمرة منذ سنوات.
وحمل ناشطون على تويتر وزارتي البيئة والسياحة كامل المسؤولية عن الواقعة، مستنكرين غياب دور العسكر خاصة قطاع المحميات في إدارة الأزمة، بعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه استغاثة الشاب الروسي بعد هجوم سمكة القرش عليه، ومحاولته الفرار منها.
قرش إخواني ..!
الناشطون على مواقع السوشيال ميديا، استنكروا تعتيم إعلام العسكر، وأعربوا عن استيائهم من تلميح صحفيين محسوبين على الانقلاب، ومسؤولين، إلى أن الحادث مفتعل.
وقد أشار هؤلاء ومن بينهم الإعلامية هالة سرحان ونقيب صيادي دمياط في مصر أحمد المغربي، إلى مسؤولية السعودية عن ذلك، ما عده مغردون هروبا من تحمل المسؤولية وتسترا على المسؤولين الحقيقيين.
وكتبت سرحان على حسابها في تويتر، إن القرش جرى إرساله عمدا لضرب السياحة المصرية ومصدر دخل أجنبي انتعش.
فيما قال المغربي إن "سبب اقتراب سمكة القرش مرتبط بإلقاء أضاحي الحج النافقة خلال نقلها إلى السعودية في البحر الأحمر مما يحفز حواس الأسماك ويجعلها تقترب من السواحل".
وأشار في هذا السياق إلى أن أسماك القرش توجد بكثرة قرب الشواطئ والطرق المؤدية إلى السعودية.
وأكد نقيب الصيادين أنه في هذه الأيام مع ارتفاع درجات الحرارة تتغير سلوكيات بعض الحيوانات المفترسة وخاصة القروش، وتقترب من السواحل أكثر في فصل الصيف، بحسب تصريحاته لقناة القاهرة 24.
وسخر ناشطون على تويتر عبر تغريداتهم على حساباتهم الشخصية ومشاركتهم في وسم #سمكة_القرش، وغيرها، تغريدة هالة سرحان، مما دفعها لحذفها، واستهجنوا تحميل السعودية مسؤولية الواقعة، لافتين إلى أن نقل أضاحي موسم الحج لم يبدأ.
وبرز حديثهم عن دور المسؤولين عن السياحة والبيئة في تأمين الشواطئ وعدم وجود دوريات هليكوبتر أو قوارب لإسعاف المصابين ولا خفر سواحل ولا فرق إنقاذ ولا مراقبة للشواطئ، بالإضافة إلى عدم وجود حواجز لحماية السائحين وشباك تفصل بين البشر والأسماك المفترسة.
وأعرب ناشطون عن غضبهم من الطريقة العنيفة وغير الإنسانية التي تعامل بها الصيادون مع القرش بعد اصطياده، وتساءلوا عن دور جمعيات حقوق الحيوان مما حدث، معلنين ترقبهم الإجراءات التي ستتخذها الحكومة المصرية حيال تلك الواقعة المتكررة.
وتفاعلا مع الأحداث، أشار الصحفي والإعلامي أحمد عطوان، إلى أن الصورة التي تناقلتها وكالات الأنباء للاعتداء على سمكة القرش التي قضمت السائح الروسي في الغردقة بعد استخراجها من المياه، كانت أقسى ألما وانزعاجا في الغرب بعد بشاعة الحادث.
وقال: "بدلا من محاسبة أنفسهم لعدم اتخاذ تدابير منع اقتراب القروش من الشواطئ، انهالوا بالضرب والاعتداء على السمكة الرهينة".
ووصفت الصحفية مها سراج، فيديو الغردقة وما لحقه من تصرفات بتعذيب القرش بالمؤلم، قائلة: "لو الناس دي مقتنعه أنهم بمعاقبة السمكة وتحميلها المسؤولية يبقى بيجيبوا حق الراجل دي مشكلة".
وعرض أحد المغردين، مقطع فيديو يظهر تعذيب سمكة القرش، قائلا: "لم أستوعب للآن لماذا يعذبون السمكة؟ مفترض أن من يشاهد تعذيبها هم الأسماك وليس البشر كي يرتدعوا عن أكل اللحم ويتجهوا للخضراوات".
وأضاف: "هذه غريزتها وفطرتها، جائعة فأكلت، هي لم ترتكب أي جريمة، أنت من ترتكب الجريمة بتعذيبها وقتلها، وإن لم تكن جائعا لا يجوز لك قتلها".
وتساءلت نادين: "القرش لما حضرتك تعنفه هيفهم غلطه مثلا لأنه أكل الزبائن؟ طفل صغير يعني عشان تقوله كخه ف يقولك أنا آسف؟ هو ايه ده يا جماعة، إيه الجنان ده بجد؟ فين بتوع حقوق الحيوان عشان يتدخلوا؟"
وقالت دعاء محمود، إن "المسؤول عن حادثة سمك القرش التي تتكرر كل سنة هي وزارة البيئة، لكن سيادة اللواء عمره ما هيقول الحقيقه لسبب بسيط إنهم جهلة وعائمون في الفساد، وكل ما يقال عنها تجارب وتكهنات وخبرات من الصيادين والغواصين وهتتكرر كل سنة ولا عزاء للسياحة في مصر".
التعذيب للجميع..!
وأعرب ناشطون عن امتعاضهم من الطريقة التي تعامل بها الصيادون المصريون مع سمكة القرش، وقال السياسي عمرو عبدالهادي، إن "مشهد سمكة القرش وهي بتضرب بعد اصطيادها عشان أكلت الزبون كفيل يخليك تهاجر وتتقبل هجرتك".
وأضاف: "لكن الأهم من كده ، إحنا إزاي بنقول للشرطة متضربش الحرامي أو القاتل لما تمسكه وتروح تحاسبه بالقانون والشعب لما مسك سمكة طلع عين أبوها ضرب وهي لا بتتكلم ولا بتنطق ولا فاهمة حتى بتضرب ليه".
وأكد المغرد هواري، أن سلوكيات المصريين في حادث الغردقة أخطر من فعل القرش نفسه وتأثيره على السياحة سلبي أكثر، مشيرا إلى وجود أجهزة طرد قروش على شكل أسورة للمعصم أو الكاحل تعمل بنفس طريقة المغناطيس بس بالنبضات الكهربائية، لكن الجمارك تمنعها لسبب مجهول.
وكتب المغرد ميما "الحقيقة أن ضرب سمكة بعد ما تم اصطيادها ومرمية على الأرض ده الرد الفعل المنطقي جدا للثقافة الشعبية بتاعتنا، أنت كنت فاكر هنجيب علماء تدرس سبب وصول القرش للشواطئ أو إزاي نقدر ندرس حركة الأحياء البحرية عندنا مثلا؟ نضرب أم السمكة اللي هتضربلنا السياحة عشان باقي السمك يحترم نفسة طبعا"، وفق تعبيره.
ورأى الإعلامي محمد فارس تمان، أن فكرة الانتقام من القرش أو الشعور بعدائية تجاهه أمر غير منطقي لأنه من سلسلة المفترسات العلوية زي الأسود وغيرها، وهذه غريزتها الفطرية.
وقال المغرد بيتر، إن "أحقر حاجة حصلت في القصة دي كلها هو تعامل الصيادين مع القرش واللي تأثيره السلبي أكبر بكتير من تأثير هجوم القرش على السائح، الجهل اللي عندنا بقى مخيف لدرجه كبيره".
ووصف أحد المغردين، الفيديو بالمرعب، ويؤثر على السياحة ويحدث فوبيا لناس كثير، مشيرا إلى استحالة طلوع القرش على الشاطئ والمهاجمة إلا إذا في سبب.
ورأى أن الموضوع يحتاج تفسيرا وحلا من المسؤولين، متسائلا عن أسباب عدم وجود لانش إنقاذ سريع على الشواطئ؟
ولا يقتصر التعذيب في مصر على سمكة القرش، بل يأتي على رأس القائمة المواطن المصري نفسه، ونشرت منظمة "داون" الحقوقية تفاصيل مروعة من شهادة معتقل سياسي سابق، كان محتجزا لدى سلطات الانقلاب.
وبحسب المنظمة، فإنها تحفظت عن اسم المعتقل السابق؛ خوفا على حياة أسرته التي لا تزال في مصر، علما أنه انتقل بعد الإفراج عنه إلى تركيا.
وقال المعتقل السابق في شهادته، إن "أحد الضباط في التحقيق هدده بالاعتداء على والدته، وعندما ترجاه ألا يفعل ذلك، قال له الضابط "احنا كفار، لو ربنا نزل هعمل فيه اللي بعمله فيكم حاليا".
الضابط كان يريد مني الاعتراف بأني ارتكبت أعمال عنف، فقلت له أنا مطرب في دار الأوبرا، وكان لدي فرقة موسيقية، ولم يكن لي أي تاريخ سياسي أو إرهابي أو سلوك متطرف، وكنت أجوب المحافظات بفرقتي الموسيقية.
فقال لي الضابط: " إذا لم تعترف حالا، سأرسلك إلى مكان ربنا نفسه مش هيقدر يعمل لك فيه أي حاجة". للحظات تساءلت بيني وبين نفسي من هؤلاء؟ هل هم بشر؟ حتى الاحتلال الصهيوني لا يفعل ذلك، وأي دين لا يقبل مثل هذه الأفعال.