قالت صحيفة تليجراف البريطانية: إن "مخاوف جديدة بشأن سلامة السياح في مصر ظهرت بعد أن أمضت سلطات الانقلاب سنوات في طمأنة الزوار بشأن الهجمات الإرهابية".
وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أنه بداية من الرحلات النيلية إلى الغوص في البحر الأحمر وأهرامات الجيزة ، كانت مصر منذ فترة طويلة على قائمة تفضيلات المسافرين البريطانيين، وقبل بضع سنوات ، جعل تهديد الإرهاب الكثيرين يقتربون من عطلات مصر بحذر شديد، أو يتجنبون البلاد تماما، في عام 2014 ، زار 900000 مسافر بريطاني، انخفض هذا الرقم إلى ما يزيد قليلا عن 200000 في عام 2016 في أعقاب تفجير طائرة متروجيت بعد وقت قصير من مغادرتها شرم الشيخ ، حيث اختارت العديد من شركات السفر في المملكة المتحدة التوقف عن بيع العطلات هناك.
وأوضحت الصحيفة أن الوضع الأمني تحسن بشكل كبير بعد الوباء مع إعادة إطلاق رحلات إيزي جيت هوليدايز والإبلاغ عن مبيعات قوية بشكل خاص لهذا الصيف، واقترح الرئيس التنفيذي يوهان لوندغرين في وقت سابق من هذا العام أن الطلب يرجع إلى أن الوجهة تقدم قيمة كبيرة مقابل المال في سياق أزمة تكلفة المعيشة، ويعد هذا التحسن أمرا بالغ الأهمية للاقتصاد المصري نظرا لأن السياحة تمثل 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وتكافح البلاد حاليا تضخما مرتفعا بنسبة 40 في المائة.
وأشار التقرير إلى أنه لسوء الحظ ، تحولت المخاوف الآن إلى نقص عام في معايير السلامة في صناعة السياحة بعد سلسلة من الحوادث البارزة، ففي يوم الأحد 11 يونيو ، فقد ثلاثة سياح بريطانيين ويفترض أنهم لقوا حتفهم بعد أن اشتعلت النيران في يخت في رحلة غوص في البحر الأحمر، وتم إنقاذ 24 شخصا من القارب الذي كان عائدا إلى ميناء مرسى علم بعد رحلة استغرقت أسبوعا، وقالت السلطات المحلية إن تحقيقا أوليا أشار إلى أن ماسا كهربائيا في غرفة المحرك كان مسؤولا عن الحريق.
كانت هذه هي المأساة الثانية التي تضرب السياحة في مصر في غضون أيام قليلة. في 8 يونيو، حيث قتل رجل روسي يبلغ من العمر 24 عاما على يد سمكة قرش نمر قبالة سواحل الغردقة، وكان هذا هو الهجوم الثالث لأسماك القرش في المنطقة في غضون عام، وتم إغلاق امتداد 46 ميلا من الشاطئ وتم تعليق جميع الأنشطة المائية في المنطقة لمدة 48 ساعة.
وتساءل التقرير، هل هذه الحوادث مجرد مصادفات مأساوية أم أن السياح معرضون لخطر متزايد عند قضاء عطلة في مصر؟
وتطرق التقرير إلى المخاوف الرئيسية وقدم نصائح حول كيفية ضمان معايير السلامة العالية عند السفر إلى البلاد.
وتابع التقرير: "في حالة حريق القارب المأساوي، لا يزال من السابق لأوانه استخلاص أي استنتاجات هامة، لكن تجدر الإشارة إلى أنه ليس حادث القارب الوحيد في البحر الأحمر هذا العام يخت آخر ، كارلتون كوين ، انقلب وغرق بالقرب من الغردقة في أبريل، لحسن الحظ لم تقع إصابات ، لكن الركاب يخططون لمقاضاة المالكين لتشغيل سفينة يزعمون أنها لم تكن صالحة للإبحار.
بالنظر إلى أن البحر الأحمر هو أحد أكثر وجهات الغوص شعبية في العالم ، فمن المنطقي أن تطالب الشركات السياحية بالاستفادة القصوى من هذا الطلب، وأن بعضها قد يكون لديه معايير سلامة متساهلة، في الواقع تحذر نصائح السفر الصادرة عن وزارة الخارجية من أن مشغلي الغوص الرخيصين للغاية قد لا يوفرون معايير السلامة والتأمين الكافية.
وأردف: "أما بالنسبة لهجمات أسماك القرش ، فإن الوضع يبدو أكثر وضوحا، ظهرت تقارير تفيد بأن الإلقاء غير القانوني لجثث الحيوانات واللحوم النيئة هو السبب في اقتراب أسماك القرش من الشاطئ في الغردقة، حقيقة أن المنطقة شهدت ثلاث هجمات لأسماك القرش هذا العام تضيف وزنا إلى هذا الادعاء".
وتجدر الإشارة إلى أن هجمات أسماك القرش في مصر وفي جميع أنحاء العالم لا تزال نادرة، وقالت جوليا لو بوي سعيد، الرئيس التنفيذي لشركة "أدفانتج ترافيل بارتنرشيب"، إنه "على الرغم من أن الهجوم كان مؤلما، إلا أن السلطات تصرفت بسرعة، ووضعت الآن تدابير ومستويات للسلامة في جميع منتجعات البحر الأحمر".
وأضافت "من الواضح أن هذا وضع غير عادي للغاية حدث في مصر ، ولحسن الحظ هذه الهجمات نادرة جدا، ومع ذلك ، يمكن أن تحدث في أي مكان في العالم ، ومن المهم أن يتخذ جميع المسافرين والمصطافين احتياطات إضافية عندما يكونون في عطلة للتأكد من أنهم يسبحون في مياه آمنة ".
وأكمل التقرير: " قد يكون المصطافون أيضا على دراية بعدد من حوادث منطاد الهواء الساخن في السنوات الأخيرة، في عام 2013 ، اشتعلت النيران في بالون في منتصف الرحلة فوق الأقصر ، مما أسفر عن مقتل 19 سائحا، بعد خمس سنوات ، قتل سائح من جنوب إفريقيا وأصيب عدة أشخاص آخرين في نفس المنطقة بسبب هبوط قوي، كما تم الإبلاغ عن عدد قليل من الحوادث الأصغر الأخرى".
وبالنسبة لأولئك الذين يرغبون في حجز رحلة منطاد ، تقدم FCDO هذه النصائح ، لم يتمكن بعض منظمي الرحلات السياحية في المملكة المتحدة من التحقق بشكل مستقل من إجراءات السلامة لرحلات المنطاد ولا يبيعون الرحلات الجوية لعملائهم، تحدث إلى شركتك السياحية قبل حجز رحلة منطاد."
كيف يمكنني البقاء آمنا خلال عطلتي في مصر؟
قبل حجز عطلة إلى مصر ، تأكد من قراءة أحدث نصائح السفر FCDO بدقة ، والتي تحتوي على تحليل مفصل لاعتبارات السلامة في أجزاء مختلفة من البلاد ومعلومات عن أنشطة محددة.
وفيما يتعلق بالغوص والغطس في البحر الأحمر، ينصح الموقع المصطافين بأن يكونوا على دراية بأن معايير السلامة لمشغلي الغوص يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا.
ويتابع: "حيثما أمكن ، قم بإجراء الحجوزات من خلال ممثل جولتك، قد لا يوفر المشغلون الرخيصون جدا معايير كافية للسلامة والتأمين، الغوص خارج حد العمق لبوليصة التأمين الخاصة بك سيبطل تغطيتك ".
كما تسلط وزارة الخارجية البريطانية الضوء على وقوع العديد من حوادث الدراجات الرباعية الخطيرة التي تورط فيها مواطنون بريطانيون في مناطق المنتجعات، تقول: "اتخذ نفس الاحتياطات كما تفعل في المملكة المتحدة ولاحظ أن معايير السلامة يمكن أن تختلف اختلافا كبيرا، ارتد دائما خوذة التصادم ".
بشكل عام ، يعد الحجز مع منظم رحلات حسن السمعة أمرا ضروريا وتأكد من التحقق من أن الشركة محمية من Atol. كما هو الحال دائما ، فإن ضمان حصولك على تأمين سفر قوي أمر لا بد منه.
على وجه الخصوص ، إذا كنت تخطط لرحلة غوص ، فمن المهم التأكد من أن التأمين الخاص بك ، أو منظم الرحلات ، يوفر تغطية لتكلفة أي إنقاذ جوي أو بحري. الرسوم الحالية لهذا تزيد عن 4000 دولار في الساعة ولن تقوم السلطات بعملية إنقاذ إلا عند استلام الدفع.
واختتم التقرير:" لوائح الصحة والسلامة في مصر ، كما هو الحال مع أجزاء أخرى من العالم ، ليست صارمة كما هو الحال في المملكة المتحدة، ومن المحتمل أن يكون هذا قد تفاقم بسبب اليأس للاستفادة من النهضة السياحية بعد سنوات عديدة في البرية ، فضلا عن الظروف الاقتصادية الصعبة المستمرة، ومع ذلك ، على عكس الوجهات ذات البنية التحتية الأقل ، هناك الكثير من شركات السفر ذات السمعة الطيبة العاملة في مصر، لا يزال إجراء الكثير من الأبحاث قبل الحجز ومواكبة أحدث نصائح السفر الحكومية هو أفضل مسار للعمل".
https://www.telegraph.co.uk/travel/news/does-egypt-have-a-safety-problem/
