تحولت لرحلة عذاب وأجرة الركوب تواصل الارتفاع..المواصلات مأساة يومية في زمن الانقلاب

- ‎فيتقارير

 

المواصلات تحولت إلى مأساة يومية في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، حيث واصلت أسعار الأجرة الارتفاع وأصبحت عبئا كبيرا على ميزانية الأسر، بجانب الزحام الذي تكون ضحاياه السيدات وكبار السن .

ومع زيادة سعر السولار والبنزين، يتزايد العبء ثقلا، حتى أرهق الجميع، ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل صارت المواصلات ميادين معارك لا تتوقف بين سائقي الميكروباص والمواطنين، وهي معارك تصل أحيانا إلى القتل. 

كانت حكومة الانقلاب قد قررت رفع سعر لتر السولار في مطلع مايو الجاري من 7.25 إلى 8.25 جنيهات، بنسبة زيادة تعادل 14% تقريبا، ولم يتم رفع سعر البنزين، ومع ذلك رفع السائقون أجرة الميكروباص في كل المحافظات بنسب تراوحت بين 20% و40%.

ورغم أن جميع المحافظات أعلنت تعريفة رسمية لأجرة الميكروباص بعد الزيادة الأخيرة في السولار، لكن أحدا لم يلتزم بها   وفي الجيزة رفع سائقو الميكروباص أجرة الركوب من نهاية فيصل إلى منطقة الجيزة من 4.5 جنيهات إلى 6 جنيهات بنسبة زيادة بلغت 75% رغم أن محافظة الجيزة أعلنت أن زيادة الأجرة لن تتجاوز 10٪ بعد رفع أسعار السولار. 

مشاجرات يومية

في القليوبية، رفع سائقو الميكروباص أجرة التوصيلة من شبين القناطر إلى موقف كلية الزراعة من 5 إلى 6 جنيهات، بنسبة زيادة 20% رغم أن محافظة القليوبية حددت تعريفة ركوب هذه المسافة بـ5.25 جنيهات، لكن سائقي الميكروباص قرروا من تلقاء أنفسهم أن تكون الأجرة 6 جنيهات.

وقال عبدالله مصطفى – موظف، 43 عاما – "سائقو الميكروباص يستغلون المواطنين، فيرفعون الأجرة، كما يحلو لهم، ولا يوجد من يردعهم". 

وأكد مصطفى في تصريحات صحفية أن أجرة المواصلات صارت عبئا على الجميع، فأجرة الميكروباص غالبا لا تقل عن 5 جنيهات، والغالبية العظمى من المصريين يستخدمون أكثر من وسيلة مواصلات حتى يصل إلى عمله ويعود منه، وهو ما يتكلف على الأقل 30 جنيها يوميا. 

وفي منطقة أوسيم التابعة لمحافظة الجيزة ارتفعت أجرة التوصيلة من داخل أوسيم إلى الكيت كات من 3 جنيهات إلى 4 جنيهات.  

وقال محمد سيد موظف، 36 عاما: "السائقون يفتعلون المشاكل في طريقة «لم الأجرة» ولا تتوقف المشاجرات اليومية معهم بسبب مغالاتهم الكبيرة في الأجرة وسوء أسلوبهم في التعامل وتقطيع المسافات لتحصيل أكبر قدر من الأجرة". 

رحلة عذاب

في موقف عبدالمنعم رياض بميدان التحرير بمحافظة القاهرة ارتفعت تعريفة ميكروباص خط التحرير – حلوان من 6 جنيهات إلى 7.5 جنيهات، وقال محمد عبدالنبي – طالب، 21 عاما، إن "رحلة ركوب الميكروباص رحلة عذاب ولكن المضطر يركب الصعب".

وطالب عبدالنبي في تصريحات صحفية بوجود سيارات جديدة في ذلك الخط تصلح للاستخدام الآدمي حتى لو تم زيادة الأجرة. 

وأضاف: الزحام شديد جدا والمشاجرات لا تتوقف بسبب الأجرة أو عدم وجود فكة أو بسبب إصرار السائق على رفع صوت تسجيل السيارة بأغاني المهرجانات رديئة الذوق.  

الزحام

أجرة ميكروباص التحرير -6 أكتوبر «الحصري» ارتفعت هي الأخرى من 7.5 إلى 9 جنيهات، وقالت «نهى عبدالحميد» موظفة بالقطاع الخاص، ملايين الموظفين يذهبون لعملهم في وقت واحد، وهو ما يسبب زحاما شديدا في جميع المواصلات.  

وأضافت «نهى عبدالحميد» في تصريحات صحفية، أذهب لعملي من موقف عبدالمنعم رياض بالتحرير إلى أكتوبر، وهو ما يستغرق ساعة ونصف بسبب الزحام رغم ارتفاع ثمن أجرة الميكروباص، وأجرة الأتوبيس المكيف إلى 15 جنيها «مواصلات مصر» والأخير لا يفوز بمكان فيه إلا مَن يزاحم على الأبواب، لتكون له أولوية الركوب، وهو ما يسبب معاناة مادية ومعنوية لها في التعامل معه يوميا وركوبه وهي معاناة متمثلة لجميع السيدات في المواصلات داخل القاهرة الكبرى. 

 

النقل العام 

 

زيادات تعريفة الركوب لم تتوقف عند الميكروباص فقط، بل وصلت إلى أوتوبيسات القطاع العام والخاص والميني باص فارتفعت تسعيرة ركوبها، وأعلنت محافظة القاهرة الزيادة الجديدة في أسعار تعريفة المواصلات لأتوبيسات شركات النقل الجماعي، بعد صدور قرار تحريك أسعار السولار بواقع جنيه لكل لتر، وتقرر زيادة أسعار الأتوبيسات الكبيرة بواقع جنيه لكل تذكرة، بينما تم زيادة أسعار تذاكر الميني باص العادي بنحو 50 قرشا، لترتفع إلى 6.5 جنيهات بدلا من 6 جنيهات، بينما زادت تذكرة الميني باص المكيف إلى ـ 11.5 جنيها بدلا من 10.5 جنيهات، أما تذكرة الأتوبيس المكيف فارتفعت إلى 13.5 جنيها بدلا من 12.5 جنيها.  

 

التوك توك 

 

ارتفاع الأجرة شمل جميع وسائل المواصلات بما فيها التوك توك، وقال ناصر حسانين، بائع ملابس ببولاق: "سائق توك توك لا يقبل بأقل من 7 جنيهات في أية توصيلة".  

وأضاف حسانين ، تعريفة ركوب التوك توك في معظم المشاوير تتراوح بين 15 و20 جنيها للمشوار الواحد، والسائقون يتعاملون بمنتهى العنف مع الركاب، وبمنطق «إذا كان عاجبك» ومعظمهم صبية صغار. 

وقال سلطان عبدالعال مقيم بمنطقة أرض اللواء بالجيزة إن "التوك توك أصبح من أغلى المواصلات ومعظم سائقيه من الأطفال لا يتوقفون عن ترديد الألفاظ النابية، وأقل مشوار يتكلف 10 جنيهات".  

وأكد عبدالله زينهم، مقيم بمنطقة ناهيا بالجيزة أن التوك توك انتشر داخل الشوارع والحواري بالمنطقة مسببا ضوضاء عالية ومعظم السائقين من الصغار، ويطالبون بضعف الأجرة خاصة من كبار السن والسيدات، الذين يدفعون ما يطلبه السائقون حتى يتقوا شرهم.