اتخذت سطة الانقلاب في مِصْر قرارًا بحجب موقع "العربي الجديد" باللغتين العربية والإنجليزية، لتنضم بذلك إلى كل من السعودية والإمارات، دون تقديم مبررات لذلك الإجراء.
وأشار البيان -الذي أصدرته الجريدة- إلى حجب الموقع في الدول الثلاث قائلة: "لا نجد غير عداء السلطات في الدول الثلاث لما يمثله "العربي الجديد"، وما يعبر عنه، من قيم الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة ومواقفه المبدئية من القضايا العربية وقضية فلسطين، ولا سيما أننا لم نتبع في عملنا المهني، فيما ننشر من أخبار وآراء، وفيما نتابع من مستجدات وقضايا، غير توخي الحقيقة والنقاش الحر وتبادل الأفكار.
وتابع البيان: نعتقد أننا أصبنا في هذا كله نجاحًا محمودًا، دل عليه مجددًا المؤازرة النشطة لنا في مواقع التواصل الاجتماعي، فور ذيوع أخبار الحجب، تضامنًا مع "العربي الجديد"، ودعمًا لنهجه المهني والإعلامي، من خلال هاشتاج #حجب_العربي_الجديد.
وأكد البيان رفض هذا التصرف، قائلا: "وإذ نؤكد رفضنا هذا التصرف الغريب من حكومات المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومِصْر، فإننا -في الوقت نفسه- نعلن مجددًا ثباتنا على خيارنا الذي أخذناه مسارًا لعملنا، الذي ظل دائم الانفتاح على مختلف الاجتهادات والتصورات السياسية في مجتمعاتنا، بحرية مسئولة، وباحترام مؤكد للأخلاقيات المهنية والاعتبارية في العمل الإعلامي البعيد عن التزلف والإثارة والفلتان الرخيص".
وتابع البيان: "لقد دأبنا على ذلك كله، منذ أطلقنا موقع العربي الجديد، قبل نحو عام ونصف، وفي أثناء نجاحه اليومي المشهود، وقد حقق لنفسه مطرحه المتقدم في صدارة المواقع الإلكترونية، الإعلامية والإخبارية والثقافية العربية الكبرى، وشكل وصول عدد زيارات الموقع في كل الوطن العربي وفي دول الاغتراب إلى الملايين مسئولية خاصة علينا، جعلتنا أكثر ثقة بما نحن عليه، وعلى قناعة بوجوب التجدد والحفاظ على هذه العلاقة الخاصة التي قامت بيننا وبين قرّائنا ومتابعينا، والذين لم يبخلوا علينا بآرائهم، بل بمؤاخذاتهم أيضًا، التي تجد منّا كل احترام وتقدير، في كل المجتمعات والدول العربية، ومنها التي أقدمت على حجْب الموقع".
واستطرد البيان: تعتبر أسرة "العربي الجديد" هذا الحجب دافعًا لها لمضاعفة عملها، وهي تعلن في هذا البيان تمسكها بقيم الحرية والديمقراطية والحوار المدني والحريات العامة، وبالمواطنة الحقّة، وبقيم العروبة المنفتحة، وبوجوب العدالة الاجتماعية ضرورة مُلحّة في كل بلد عربي"، مضيفا "كنا نودّ من الذين اتخذوا القرار بحجب موقع الصحيفة عن قرائه أن يكونوا أكثر إدراكًا لأهمية قيام الإعلام بوظائفه، بكل استقلالية، في كشف كل الاختلالات وفي مختلف الموضوعات والقضايا، لكنهم آثروا الحجب والمنع في التعامل مع أي وسيلة إعلام يبادرونها بخصومة مسبقة، فهل يعقل أنهم لا يعرفون أن وسائل كسر هذا المنع والحجب في زمن الثورة الرقمية التقنية عديدة، وأنه ليس هناك ما هو أيسر من الوصول إلى جمهورك، وخصوصاً إذا تسلحت بالمصداقية والأهلية والكفاءة المهنية".