..بسبب قمع السيسي
كتب جميل نظمي:
بسبب سياسات القمع التي يتبعها الانقلاب العسكري، ضد حرية المعلومات والاتصالات والقيود التي يفرضها على حرية الانترنت، تراجعت مصر إلى المركز 100 بمؤشر "قياس مجتمع المعلومات".
كشف تقرير الاتحاد الدولى للاتصالات حول "قياس مجتمع المعلومات"، الصادر الثلاثاء الماضي، تراجع مصر إلى المركز المائة بعد الإكوادور وجاميكا، وقبل بيرو وفيجى والجزائر.
وكان الانقلاب العسكري قد استحدث عدد من القوانين المقيدة لاستخدام النت ، تحت مزاعم الامن القومي والارهاب، واخترق خصوصيات ملايين المستخدمين، فيما تحضع جميع شركات الاتصالات الهاتفية لجهاز المخابرات العامة، وفق خبير اتصالات يعمل بشركة "فودافون"للاتصالات، كاشفا عن فرض المخابرات وجود مكتب متكامل داخل مقار الشركات بالقرية الذكية، يتاح لها الدخول على كافة بيانات واتصالات العملاء.
واستعرض التقرير للسنة الثامنة على التوالى، منذ بداية نشره عام 2009، تحليلا سنويا عن أحدث تطورات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم. ومن ضمن الدول العشرة الأولى لعام 2016 أيضا دولتان فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و7 دول أوروبية.
كما ظهرت 3 دول فى البحر الكاريبى، هى سانت كيتس ونيفيس، ودومينيكا، وغرينادا، من بين الدول الأكثر ديناميكية مع إبداء تحسينات قوية فى قيم مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وأشار التقرير إلى التفاوت فى تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى الدول العربية، وأوضح أن أعلى 5 دول أداء فى المنطقة هى الاقتصادات ذات الدخل المرتفع الغنية بالنفط، حيث إن المنطقة تشمل أيضا عددا من البلدان ذات الدخل المنخفض، 3 منها من الدول الأقل ارتباطا بالاتصالات، توضح النتائج أن هناك فجوة رقمية بين الدول الأقل ارتباطا بالاتصالات، والبلدان الأكثر ازدهارا فى المنطقة.
ووفقا لما جاء فى التقرير فتعمل أفريقيا على دفع أداء مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد سجل متوسط قيمة المؤشر لمنطقة أفريقيا نصف المعدل العالمى. وهذا يعكس انخفاض مستوى التنمية الاقتصادية فى المنطقة، الأمر الذى يحول دون تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولا تزال أوروبا فى مركز القيادة فى مجال تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحتفظ بأعلى متوسط فى قيم المؤشر فى العالم.
وعملت عدد من البلدان فى الأمريكتين على تحسين أدائها فى مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل ملحوظ. وقد أحرزت عدة بلدان فى أمريكا اللاتينية، لا سيما بوليفيا والمكسيك، تقدما ملحوظا فى أداء المؤشر. وعلى غرار مناطق أخرى كان لنمو اشتراكات المحمول ذات النطاق العريض تأثير بشكل خاص على هذه النتائج.
ويعتبر المؤشر (IDI) أحد أدوات القياس التى ترصد تطورات مجتمع المعلومات فى جميع أنحاء العالم. وتتميز نسخة هذا العام 2016 بأنها تجمع مستوى تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى 175 دولة فى جميع أنحاء العالم.
وذكر التقرير أنه لدى معظم الناس إمكانية الوصول إلى خدمات الإنترنت، إلا أن الكثير منهم لا يستخدمها وتبقى الإمكانات الكاملة للإنترنت غير مستغلة.
وأوضح التقرير أن الوصول إلى شبكة الإنترنت لا يكفى، مشيرا إلى أهمية أن يقوم واضعو السياسات بمعالجة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية ومساعدة الناس على اكتساب المهارات اللازمة بغية الاستفادة إلى أقصى حد من إمكانات شبكة الإنترنت.