هاجم عشرات المستوطنين الإسرائيليين الذين يحميهم الجنود، بعد ظهر يوم الأربعاء، بلدة ترمسعيا بالضفة الغربية المحتلة، شمال رام الله، مما أسفر عن مقتل رجل فلسطيني وإحراق المنازل والمركبات والأراضي الزراعية، بحسب ما أفاد موقع "ميدل إيست آي".
وقتل رجل يبلغ من العمر 27 عاما عرفته وزارة الصحة الفلسطينية باسم عمر كيتين بطلق ناري. ولم يتضح على الفور ما إذا كان مستوطنون مسلحون أو جنود إسرائيليون قد أصيبوا بالرصاص.
وجاء الهجوم المفاجئ في وقت الغداء بعد ليلة عصيبة للفلسطينيين بالقرب من نابلس، التي تعرضت قراها وبلداتها لهجوم مماثل من قبل المستوطنين الإسرائيليين، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص.
وقال لافي أديب، رئيس بلدية ترمسعيا، إن أكثر من 400 مستوطن يهودي مسلح، قادمين من مستوطنة شيلو التي أقيمت على أراضي البلدة، هاجموا المجتمع الفلسطيني وأشعلوا النار في حوالي 30 منزلا و60 مركبة.
وأضاف أديب لموقع "ميدل إيست آي" إنه وسكان آخرين ساعدوا في إجلاء الناس من المباني المحترقة، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، الذين كان العشرات منهم يختنقون بالدخان.
وأكد أديب أن «هذه إبادة جماعية، هذه حرب ضدنا. مستوطنون يحملون أسلحة وعبوات مملوءة بالوقود يهاجمون قريتنا الصغيرة ويشعلون النار في المنازل فوق رؤوس سكانها".
هذا الهجوم على البلدة ليس الأول من نوعه، لكنه الأكبر منذ عدة سنوات.
وترمسعيا التي صادرت دولة الاحتلال أراضيها لبناء مستوطنة شيلو غير القانونية وغيرها من البؤر الاستيطانية، استهدفت أحيانا من قبل المستوطنين في السنوات الأخيرة.
ومع نزول المستوطنين إلى ترمسعيا، تجمع العشرات من السكان الذين لم تذكر أسماؤهم لمواجهتهم والدفاع عن منازلهم، ليجدوا طريقهم محاصرا من قبل الجنود الإسرائيليين الذين يحمون المهاجمين.
كما أغلق الجنود الإسرائيليون مداخل البلدة، مما جعل من الصعب وصول سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف.
ووفقا لأديب، أصيب أكثر من 100 فلسطيني، من بينهم 12 بالرصاص الحي.
وأضاف "لقد هاجموا بلدتنا على حين غرة، وتسللوا ظهرا لأنهم يعرفون أن المواطنين مشغولون وأن معظمهم خارج البلدة. الهجوم كان كبيرا ومنظما، مع حماية وتنسيق كاملين مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعمل ضدنا ويحميهم".
"شرسة"
ومع منع الجنود سيارات الإسعاف من دخول معظم أنحاء البلدة، اضطر السكان إلى نقل الجرحى إلى المراكز الطبية باستخدام سياراتهم الخاصة.
ووصف أحمد جبارة، أحد سكان ترمسعيا، هجوم المستوطنين بالوحشي، خاصة وأنهم كانوا مسلحين ومحميين من قبل الجنود الإسرائيليين.
وقال لموقع "ميدل إيست آي" إن بلدته كانت في بعض الأحيان تشبه ساحة معركة محترقة، حيث تحولت منازلها المبلطة الجميلة إلى اللون الأسود تحت سحابة من الدخان.
وأضاف "انتهينا من صلاة الظهر، ثم سمعنا صراخا على الجانب الشمالي من البلدة. هرعنا إلى هناك ووجدنا السيارات مشتعلة وكل شيء يحترق والتهمت المحاصيل الزراعية والأشجار".
وقال أمير مخول، المحلل الفلسطيني المتخصص في القضايا الإسرائيلية، إن الهجوم على ترمسعيا "ليس عدوانا من المستوطنين، بل إرهاب دولة".
وقال لموقع ميدل إيست آي "عصابات المستوطنين الإرهابية هي جزء لا يتجزأ من دولة الاحتلال، ووظيفتها هي ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية والترهيب للفلسطينيين حتى تفلت دولتهم من المسؤولية والمساءلة القانونية".
وأوضح "العصابات الإرهابية إلى جانب القوات النظامية جزء لا يتجزأ من الأيديولوجية الصهيونية".
وقال إن تكتيكات إسرائيل باستخدام البلطجية غير النظاميين إلى جانب القوات يمكن رؤيتها من هجوم فبراير على حوارة إلى نكبة عام 1948 ، عندما أجبر أكثر من 300000 فلسطيني على ترك منازلهم.
وتابع: "هذا ما شهدته الحركة الطلابية العربية في الجامعات الإسرائيلية في 70s وبداية 80s عندما تحالفت الشرطة مع أمن الجامعات والشاباك والعصابات الإجرامية لقمع الطلاب العرب".
ووصف مخول المستوطنين بأنهم "أدوات غير رسمية على ما يبدو لتنفيذ السياسات الرسمية المؤيدة للضم لحكومة الاحتلال في الضفة الغربية"، بقيادة وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش.
وتقع ترمسعيا على طول الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينتي رام الله ونابلس.
ويعيش حوالي 4,000 شخص في البلدة، مع 14,000 فلسطيني آخر من ترمسعيا يعيشون في الخارج، وخاصة في الولايات المتحدة.
https://www.middleeasteye.net/news/israel-palestinian-shot-dead-settlers-storm-west-bank-town