جواسيس أبوظبي بالجزائر و”تبون” يقيل وزير الإعلام .. مراقبون: صراع أجنحة وراء التخبط

- ‎فيعربي ودولي

شهد الأربعاء 21 يونيو مجموعة غير منفصلة من الأحداث بالجزائر في أقل من 24 ساعة وسيظهر ارتباطها لاحقا، وهي استقبال الرئيس تبون للأمير الوالد لدولة قطر الشيخ خليفة بن حمد والد الأمير، وهي الدولة التي كان لديها صراع مع الإمارات وصفته بتبادل السفراء قبل يومين، ثم الإعلان عن طرد السفير الإماراتي من الجزائر، ثم تفجير مقر إقامة السفير الجزائري بالخرطوم في السودان التي تسيطر فيها الإمارات على القرار، وأخيرا إقالة وزير الاتصال الجزائري دون إعلان الأسباب.

مغادرة السفير

ومساء الثلاثاء، تحدثت “صحيفة النهار” الجزائرية، وهي تابعة للمخابرات عن أن الجزائر طلبت من السفير الإماراتي مغادرة التراب الوطني في غضون 48 ساعة. 

وأوضحت الصحيفة أن “قرار طرد السفير الإماراتي جاء بعد توقيف 4 جواسيس إماراتيين كانوا يتخابرون لفائدة جهاز الموساد لدولة الاحتلال”.

وأضافت “النهار” أن “الجواسيس الموقوفين حاولوا نقل أسرار ومعلومات عن الدولة الجزائرية”.

إلا أن موقع صحيفة النهار، عبر “فيسبوك” و”تويتر” حذفا الخبر بعد دقائق من نشره عبر صفحتيها الرسميتين.

وانهى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون مهامّ وزير الاتصال محمد بوسليماني، ثم كلف الأمينة العامة لوزارة الاتصال بتسيير شؤون الوزارة بالنيابة، دون ذكر “بيان الرئاسة” أسباب ودوافع إقالة الوزير، لكنه جاء بعد أقل من ساعة من نشر قنوات تلفزيونية ووسائل إعلام جزائرية خبر النهار.
 

غير أن الناشط الإعلامي الجزائري والمقرب من السلطات الحاكمة، أحمد داوود، قال إن “العلاقات بين الجزائر والإمارات متوترة جدا”، بحسب حساب (@AHMADDAOUD14) .

تجسس قديم

حساب على “تويتر” عنوانه @Smail_Naravas قال: “من ظن أن #الإمارات تتجسس على #الجزائر اليوم فقط فهو إما غبي أو يتغابى ، طيب أليست الإمارات هي الممول الحصري للجزائر بعربات مرسيدس وبأجهزة لوجيستية عسكرية وأمنية حساسة؟ ألا يمكن للإمارات أن تتجسس عليك وهي من تبيعك كل هذه الأمور؟ لأن الامارات تمتلك غالبية الجنرالات والمسؤولين”.
https://twitter.com/Smail_Naravas/status/1671301777994514432

غير أن المفكر الجزائري محمد العربي زيتوت اعتبر أن الأزمة واحدة من تجليات صراع الأجنحة بين الجنرالات، وأن مقصده بذلك الخبر المعلن ، أمس الإعلان عن طرد سفير #الإمارات في #الجزائر بعد اكتشاف خلية جواسيس إماراتية تعمل لصالح الموساد، كما جاء في موقع النهار الإعلامي وهو موقع تابع للمخابرات، أقل من ساعة بعد ذلك تم سحب الخبر وطُرد وزير الاتصال”.

وأضاف عبر  @mohamedzitout أن “جناح الإمارات في الجزائر له نفوذ واسع وللإمارات ملفات أخلاقية عن كثير من كبار المسؤولين ، فقد فتحت لهم دبي على مصرعيها وماتزال”.

وعلق المحامي والناشط المصري عمرو عبد الهادي أن “الامارات لا تتحمل أن تتعاون مع العرب لأكتر من ٤ حكومات فقط، بعد يوم مارجعت سفيرها قطر، سفيرها في الجزائر يطرد بتهمة التخابر ضد الجزائر لصالح الكيان الصهيوني، ياصهيوني نام وارتاح و محمد بن زايد يكمل الكفاح”.

وعبر @amrelhady4000 رجح أن “هذا الخبر لن يناقش على الجزيرة والعربية وسكاي نيوز ولا مصر بعد المصالحات”.

https://twitter.com/amrelhady4000/status/1671499778226569216
 

نفي الخارجية
 

وأقال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزير الاتصال محمد بوسليماني بدون إعطاء أي تفاصيل حول القرار، في حين ربط الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نشر خبر في موقع صحيفة النهار الجزائرية عن طرد السفير الإماراتي بالجزائر بعد ضبط 4 جواسيس للإمارات في الجزائر، مرتبطين بالموساد الصهيوني في خبر كذبته السلطات.

وبدورها، نفت وزارة الخارجية الجزائرية الأربعاء 21 يونيو ما تم تداوله بشأن طلب الجزائر من سفير الإمارات مغادرة البلاد، بعد ساعة تقريبا من بيان صادر عن الرئاسة الجزائرية أعلن إقالة وزير الاتصال بوسليماني.

وفي بيان طويل، سارعت الخارجية الجزائرية بالنفي للأنباء التي تناولتها صحيفة النهار وقالت: إنها “غير صحيحة ولا أساس لها من الصحة، مشددة على استمرار العلاقات الودية والمتينة بين البلدين”.

ونص بيان الخارجية: “ينفي الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج نفيا قاطعا ما تم نشره وتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام من أخبار مغلوطة وكاذبة، حول طلب الوزارة من السفير الإماراتي مغادرة التراب الجزائري”.
 

مغربيون على الخط

الصحفي المغربي “هرباز نبيل”، تداخل على خط الأزمة وقال إن “إهانة سفير دولة الإمارات لن يمر دون حساب، الموضوع على ما يبدو خاص بالمسؤولين الجزائريين المتورطين بالدعارة في دبي، حيث كشف الناشط أمير ديزاد عن وجود 13 فيديو خليعا من فئة 18+ لـ13 مسؤولا جزائريا بيد المخابرات الإماراتية، حيث كانوا يزورون بانتظام إحدى شبكات الدعارة الجزائرية هناك”، وذلك عبر حساب (@HARBAZNABIL) .

وزعم هرباز عبر حسابه على “تويتر” أنه “تم تسجيل فيديوهات خليعة لهم من طرف العاهرات الجزائريات هناك وتم تسليم التسجيلات للمخابرات الإماراتية، وعلى مايبدو أن هذا فاجأ المسؤولين الجزائيين مما جعلهم يفتعلون أزمة مع الإمارات لتسهيل التنصل من الفيديوهات واتهام الموساد والإمارات بفبركة الفيديوهات إن خرجت للوجود”.

وسرد ناشطون مغاربة ما يحدث بشكل متتال في الجزائر فكان “1. خبر طرد سفير الإمارات 2. حذف خبر الطرد 3. إقالة وزير الاتصال الجزائري 4. نفي خبر الطرد من طرف الخارجية الجزائرية. 5. هجوم على سفارة الجزائر في السودان. 6. إدانة للهجوم من طرف وزارة الخارجية.”.