تبنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية دهس نفذها الشهيد عبدالوهاب خلايلة (20 عاما) ظهر الثلاثاء في تل أبيب، وقالت إنه أحد عناصرها. وقال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع إن العملية تؤكد قدرة المقاومة على ضرب الاحتلال وحمله على دفع ثمن عدوانه. وأكد القانوع أن هذه العملية هي بداية الرد على عدوان الاحتلال على جنين، معربا عن ثقته باستمرار عمليات الرد والثأر لشهداء جنين. وقال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان للجزيرة إن العملية العسكرية في جنين هي مخطط إستراتيجي لإفراغ مناطق بالضفة، وإن المطلوب الآن هو وقف العدوان وإنهاء الاحتلال. وأكد أن العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين سيكتب لها الفشل.
دعم أمريكي للعدوان
رحبت وسائل الإعلام الإسرائيلية بالدعم الأمريكي اللا محدود للعداون الإسرائيلي على مدينة جنين الفلسطينية منذ فجر الإثنين 3 يوليو 2023م؛ وقالت الإذاعة العبرية إن مقدم الأخبار في شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية، استخدم مصطلحات طُلب منه اعتمادها من أن ما يحدث في جنين مجرد نشاط عسكري وليس اجتياحا أو اعتداء، وهو الأمر الذي يكشف الغطاء الأميركي لما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات واعتداءات على الفلسطينيين في جنين.
وفي حديثه لحلقة برنامج "ما وراء الخبر" الذي بثته قناة الجزيرة الإخبارية مساء الإثنين 3 يوليو، يعلق الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني نواف العامر، على الدعم الأمريكي المتواصل للاحتلال بأن تل أبيب دائما ما تعول على مواقف الإدارات الأميركية المتعاقبة، في أن توفر غطاء سياسيا ودبلوماسيا لجرائمها المتتابعة ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها العملية العسكرية التي ينفذها في جنين ومخيمها بالضفة الغربية منذ فجر اليوم الاثنين. وفي حديثه لما وراء الخبر، أشار العامر إلى أن تكاليف الدعم الأميركي للاحتلال منذ عام 1948 وحتى منتصف العام الماضي تجاوزت 130 مليار دولار، كما أن واشنطن كانت أكثر الدول الكبرى في استخدام حق النقض (الفيتو) بمجلس الأمن، حيث استخدمته 83 مرة، نصفها كان ضد القضية الفلسطينية. ورأى أنه لا فرق في إبداء الدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي بين الجمهوريين والديمقراطيين، وأنه رغم الخلافات المعلنة بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن، فإن ذلك لا يحد من هذا الدعم، حيث إن ما يحكم تلك المواقف مؤسسات الدولة المختلفة.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن وزير الدفاع يوآف غالانت، اجتمع بالسفير الأميركي لدى (إسرائيل) توماس نايدز، وأطلعه على سير العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية بمخيم جنين، مضيفة أنه تم التخطيط لهذه العملية منذ عام ووافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تنفيذها قبل 10 أيام. ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإنه تم إبلاغ الأميركيين بالعملية العسكرية -التي لا تزال مستمرة في جنين وأوقعت 11 شهيدا فلسطينيا بينهم 3 أطفال ونحو 100 جريح بينهم 20 في حالة خطرة- على أعلى مستوى بدون تحديد للموعد، في حين عبّر نتنياهو في كلمة تلفزيونية مساء الإثنين عن امتنانه للدعم الأميركي المستمر لإسرائيل.
ويرى الدكتور إدوارد جوزيف، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكينز الأميركية، أن الجانب الإسرائيلي بمحاولته التأكيد على إبلاغه واشنطن بالعملية وتفاصيلها، يود أن يضع الأمر في سياق العلاقات القوية بين البلدين، وأنه يحظى بدعم أميركي. لكنه أكد على أن إدارة بايدن تفعل كل ما يمكنها فعله، من أجل أن تتم مثل هذه العمليات بأقل الخسائر الممكنة من الجانبين، فهي لا تريد تصعيدا ومواجهات، معتبرا أن المؤشرات على الأرض تدل على أن إسرائيل تحاول أن تتم عمليتها سريعا. وأبدى اقتناعه بأن واشنطن لن توافق إلا في حال شعرت من خلال هذه المعلومات التي وصلتها، أن العملية مبررة، كأن تستهدف منشآت تصنيع سلاح "للمنظمات الإرهابية". على حد زعمه.
وترى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحديث الأميركي عن دعم "العدوان الصهيوني" على مخيم جنين "يمثل عدوانا على شعبنا ومشاركة للاحتلال في حربه"، مشيرة إلى أن الموقف الأميركي الداعم للعدوان عن جنين "يعد تشجيعا للاحتلال على تصعيد انتهاكاته ضد كل ما هو فلسطيني".
دعم بريطاني الماني للاحتلال
في المقابل، كرر رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك دعم بريطانيا ما وصفه بـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، ودان سوناك ما وصفها بـ"الأعمال الإرهابية" الفلسطينية، وكرر على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، لكنه قال "إن حماية المدنيين يجب أن تكون الأولوية في أي عملية عسكرية"، وحث إسرائيل على "ضبط النفس" وكافة الأطراف "على تجنب المزيد من التصعيد". لكنه اعتبر من ناحية أخرى أن المستوطنات الإسرائيلية تتعارض مع القانون الدولي وأنها عقبة في طريق السلام وتهدد إمكانية حل الدولتين، وقال "أوضحنا مرارا لإسرائيل معارضتنا أي توسع استيطاني، وطلبنا منها التراجع عن سياستها الاستيطانية".
من جهتها، حثت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية البريطانية آن ماري تريفيليان القوات الإسرائيلية على ضبط النفس والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين، وقالت إن العنف المتسارع في الضفة الغربية يهدد بدورة جديدة من سفك الدماء. واستنكر نواب بريطانيون الهجوم الإسرائيلي الوحشي المستمر منذ الاثنين على مدينة جنين ومخيمها في الضفة المحتلّة، وجاء الاستنكار خلال جلسة للبرلمان البريطاني أمس جرى فيها تمرير مشروع قانون يجرم مقاطعة إسرائيل. وقال الزعيم السابق لحزب العمال المعارض جيرمي كوربن "كمثال على الاحتلال، اليوم في جنين يوجد 14 ألف شخص في مخيم للاجئين تقل مساحته عن نصف كيلومتر مربع".
وذكر النائب عن حزب العمال آندي ماكدونالد أن مشروع القانون الحكومي "يمنح الإذن باستمرار الأحداث الرهيبة التي وقعت في جنين اليوم من دون رد مناسب وشرعي وسلمي". ووصف النائب من حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا كريسبن بلانت الاعتداء الإسرائيلي على مخيم جنين "بالفظيع"، وقال إنه "نتاج عملية أوسلو التي اتضح أنها كارثية وأفق زائف للشعب الفلسطيني".
نفس الموقف تبنته المانيا وقالت وزارة الخارجية الألمانية، في بيان، "نحن نتابع بقلق بالغ الوضع في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة"، مؤكدة أن "لإسرائيل، ككل دولة، الحق في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب" لكن عليها أيضا "واجب احترام مبدأ التناسب المنصوص عليه في القانون الدولي"!