في مناسبة العشر العجاف التي تمر بها مصر منذ انقلاب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي على الرئيس المدني المنتخب د. محمد مرسي في 3 يوليو 2013، أبانت عن أن الرئيس مرسي حفظ كرامة مصر في الداخل، كما صانها في الخارج بما في ذلك المحيط العربي والإقليمي.
ومنذ الانقلاب كانت السعودية وملكها عبدالله بن عبدالعزيز، أول معترف ويشكر للجيش على الانقلاب وأكبر داعم اقتصادي وسياسي للمنقلب وعصابة العسكر، وذلك بعد مرور عام واحد من ولاية الرئيس محمد مرسي الرئاسية.
ووصفت في وقت سابق صحيفة "فايننشال تايمز"، تقديم السعودية والإمارات لتلك المساعدات، بأنه يؤكد تأثير ما يجري في القاهرة على النظام السياسي الأوسع للشرق الأوسط، وعلى سعادة الدولتين الغنيتين بالنفط بالإطاحة "مرسي".
وقال موقع “جلو بلتر” الإسباني إن "حكام السعودية والإمارات جلبا السيسي إلى الحكم لمنع الإسلام السياسي من الوصول إلى السلطة، ومدوه بمليارات الدولارات لترسيخ نظامه، لكنه فشل في تحقيق ذلك".
مساعدة السيسي بسخاء
وأشار الموقع إلى أن دولا على غرار السعودية والإمارات تساعد مصر منذ سنوات بسخاء يختفي وراءه المصلحة الذاتية، وأن هذه المبالغ الضخمة من الأموال فشلت في تعزيز استقرار اقتصاد بلد ينزف يوميا.
غير أن السيسي لم يبع فقط مصر اقتصاديا للخليج، بل تعددت المواقف والتصريحات واللقاءات والمؤتمرات والكقاطع المسربة والصور التي يظهر فيها السيسي وخلال هذه السنوات مهان لا كرامة له بين من يعدونه مجرد قزم باع كرامة مصر، مقابل حفنا من الرز الخليجي ولدى الحفاة العراة الذين منعوا فبدأ يسلط أزلامه على محمد بن سلمان ويبدي له الاستعداد لأن يصعد إلى طائرته، كما صعد إلى طائرة عنه الملك الهالك عبدالله بن عبدالعزيز، واتصالاته بحثا عن الرز السعودي مع مديري مكاتب الملك وولي العهد، أو حينما تجاهل سيل الكتابات الإعلامية مرات وذهب للقاء محمد بن سلمان والأزمة الأخيرة التي لم تنفط بعد منذ تصريحات وزير المالية السعودي على هامش منتدى اقتصادي بأنه لا منح أو عطايا أو استثمارات مجانية.
وقالت وكالة “أسوشييتد برس”، إن "الإشادة الكبيرة التي وجهها السيسي لحكام الإمارات، خلال حضوره مؤتمرات الحكومات العالمي بأبو ظبي ألأخير، تأتي في سبيل مساعيه لإعادة الدعم الخليجي للقاهرة".
وأضافت أن دول الخليج قدمت لمصر أكثر من 100 مليار دولار، خلال الفترة التي أعقبت انقلاب السيسي على الرئيس الراحل محمد مرسي عام 2013.
وتابعت أن دول الخليج تريد رؤية المزيد من الإصلاحات من الدول التي تتلقى مساعداتها، خاصة أن الدول في جميع أنحاء العالم تكافح مع التضخم وتداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
وزادت أن هذه الإشارات التي صدرت من مسؤول رسمي سعودي من المحتمل أن تؤثر على مصر التي تتعرض بالفعل لضغوط من صندوق النقد الدولي للإصلاح.
وقالت تقارير غربية إن "السيسي سعى، لاسترضاء دول الخليج، بعد التوترات الأخيرة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد".
ونشرت “رويترز” تقريرا، تحدثت فيه عن مساعي السيسي إلى تخفيف وقع النزاع الإعلامي الذي وصفته بـ”النادر” مع دول الخليج، موضحة أن الخلاف بدأ بعد انتقادات وجهها الصحفيان تركي الحمد، وخالد الدخيل للنظام المصري.
وأضافت "السيسي ومنذ رد الصحفي عبد الرازق توفيق من صحيفة الجمهورية المصرية المملوكة للدولة بشتائم للخليج، ووصفهم بـ”الحفاة العراة”، سعى إلى استرضاء الخليج في عدة مناسبات".
وأوضحت أنه "قبل إطرائه على الخليج، ومهاجمته “الأقلام المأجورة”، في أبو ظبي، كان السيسي أطرى بشدة على “الأشقاء” مشيرة إلى قوله: "أقل حاجة نعملها إن مكناش نقول كلام طيب يبقى إحنا نسكت يا جماعة إحنا مش بنكتب إلا دايما لصالح تحسين ودعم العلاقات مش العكس".
وتابع "ميصحش إن احنا نسيء لأشقائنا، ومش هأقول نسي بقى، ومننساش وقفة أشقائنا معانا".
وقالت بلومبرج: "مصر إشارة للسيسي كانت تتوقع أن يقوم حلفاؤها لنجدتها، لكن تلك الآمال لم تكن في محلها، مضيفة التلميحات السعودية والخليجية بعدم الاستمرار في تقديم الدعم لمصر، قد يفهم منه أنه ضغط من أجل شراء استثمارات سيادية، أو أصول في الدولة التي يحكمها السيسي منذ 10 سنوات".
وأضافت "كل ما يجري يعني أن الصفقة الكبيرة التالية، من المحتمل أن تتضمن بيع حصة مملوكة للدولة المصرية في شركة كبرى إلى الإمارات أو قطر أو السعودية".
ترفع الرئيس مرسي
وشاء الله في مارس 2021، وضمن حوار مع قناة روتانا خليجية أن يكشف السفير السابق في مصر، وزير الدولة السعودي لشؤون الدول الإفريقية، أحمد قطان، عن حادثة سابقة مع الرئيس المصري الشهيد "محمد مرسي"، قائلا إنه "تم إبلاغه بوجود دعم من السعودية لمصر بنحو 3 مليارات دولار"، لكن مرسي لم يلمسها قط، حتى استولى عليها رئيس الوزراء الأسبق "حازم الببلاوي".
وتحدث "قطان"، عن العلاقة الطيبة التي جمعته مع مرسي، إذ قال إنه "زاره أكثر من مرة، وكان يقضي ساعات معه، مضيفا أنه في إحدى المرات أخبره بدعم المملكة للقاهرة، قائلا إن هناك مساعدات من السعودية بنحو 4 مليارات دولار تبقى منها تقريبا 3 مليارات، وهي تحت تصرفك".
وتابع: "مرسي ذهب دون أن يلمس المبلغ المتبقي، إلى أن استولى عليه الببلاوي، الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس الوزراء".
pic.twitter.com/yAiWRngD2U
الكاتب الصحفي وائل قنديل أشار إلى تعجب سفير السعودية السابق بالقاهرة، وعلق "هل تتخيل أن فترة السنة التي حكم فيها مرسي انتهت ولم يقترب على الإطلاق من 2.9 مليار دولار بقايا منحة سعودية؟ نعم، سعادة السفير، نتخيّل، لم يمد يده على هذا المبلغ الضخم، لأنه، ببساطة، كان يحترم نفسه ويحترم شعبه الذي انتخبه، ولم يرهن قرار مصر السياسي لمن يدفع ومن يمنح ومن يمنع".
وأضاف "قنديل"، "مرسي والسعودية لم يعرف الانحناء أمام الأرز".
pic.twitter.com/rZPrFApQ5D
معارض سعودي: قتلوا مرسي
المعارض السعودي المقيم في كندا، "عمر بن عبدالعزيز"، قال بأعقاب استشهاد الرئيس د. محمد مرسي أنه تعرض للقتل لأنه كان يريد لمصر أن تنتج غذاءها ودواءها وسلاحها، موضحا أن المملكة العربية السعودية استبدلت "مرسي" برجل خذلهم في كل موقف ضد إيران، وذلك في إشارة ل"عبدالفتاح السيسي".
وقال "عبدالعزيز": "حكومة السعودية شريكة بأموال وثروات الشعب السعودي في وأد حلم المصريين عبر دعم الانقلاب العسكري الذي قاده "السيسي" في 2013 ضد "مرسي" وأفضى به إلى حكم البلاد".
pic.twitter.com/gmE5CyuRGj
وتم دفن "مرسي" بمقبرة المرشدين السابقين لجماعة "الإخوان المسلمون" بمدينة نصر، واقتصرت مراسم الدفن على حضور نجله "أسامة" -المحبوس حاليا- وزوجته وأولاده وشقيقين له ومحاميه.
وفي وقت سابق ، أعلن التليفزيون المصري الرسمي، وفاة الرئيس محمد مرسي أثناء جلسة محاكمته، موضحا أن "مرسي" تعرض لنوبة إغماء أثناء المحاكمة، توفي على أثرها.
وقالت جماعة "الإخوان المسلمون" في بيان إن وفاة مرسي تمثل جريمة قتل مكتملة الأركان، داعية إلى تنظيم وقفات أمام السفارات المصرية في الخارج، بينما طالب قياديون في الجماعة بإجراء تحقيق دولي في ملابسات الوفاة.
من جهتها، تجاهلت السلطات دعوات من هيئات عديدة في الخارج ومنظمات حقوقية، بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف الوفاة التي وصفت بالغامضة والمشبوهة.
وبعد عام انتقالي تولى "السيسي" الرئاسة وظل بها حتى الآن، بينما تم سجن "مرسي" ووجهت له اتهامات في العديد من القضايا، وتعرض لانتهاكات وتجاوزات جسيمة في محبسه أدت لتدهور حالته الصحية حيث قال سابقا إنه يتعرض للقتل البطيء.