أحمدي البنهاوي
يوما بعد يوم، يتأكد للجميع أن مصر تحولت إلى سجن كبير أو زنزانة يقف سجانها "عبد الفتاح السيسي" على بابها، لا يتحرك أحد منها إلا بإذنه.
يعزز من هذا الوصف تزايد قائمة الممنوعين من السفر، والتي تعد من أكثر الأشياء التي يطرأ عليها جديد بشكل يومي، حيث أضيف إلى قائمة الممنوعين، اليوم، الإعلامي عمرو الليثي، والذي توقف برنامجه "واحد من الناس"، في أعقاب نشره مقطع فيديو سائق "توكتوك"، كال الاتهامات للنظام والإعلام، وعبر عن حال أغلب الشباب في الشارع.
وبمنع عمرو الليثي، تزيد قائمة الإعلاميين رقما بعد توفيق عكاشة وعبد الحليم قنديل والصحفي مجدي حسين المعتقل، ومحمود مصطفى الذي اعتقل من المطار، وآخرين.
أما الحقوقيون فبدأت قائمتهم بمنع حسام بهجت وجمال عيد وناصر أمين ومالك عدلي وأحمد راغب ومزن حسن وعزة سليمان، والعديد من المحامين والحقوقين الذين أضيف إليهم أيضا قبل يومين د. عايدة سيف الدولة.
وتتسع القائمة لتشمل بعض النشطاء السياسيين و"شباب الثورة" من عينة أسماء محفوظ وإسراء عبد الفتاح.
في حين أن إعلاميين من عينة أحمد موسى تصرح "داخلية" الانقلاب بشأنه "لا نملك منع الإعلامى أحمد موسى من السفر إلى ألمانيا"!.
الأحدث انضماما
ومنعت سلطات مطار القاهرة الدولي، اليوم الخميس، الإعلامي عمرو الليثي من السفر إلى دبى بناء قرار النائب العام، وهو ما نفاه النائب العام لاحقا.
وصرحت مصادر أمنية مسئولة بالمطار بأنه أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب رحلة مصر للطيران المتجهه إلى دبي، تقدم الإعلامي عمرو الليثي، ويرافقه زوجته وأولاده على الطائرة، وبوضع بيانات اسمه على كمبيوتر الجوازات تبين إدراجه بقوائم الممنوعين من السفر تنفيذًا لقرار النائب العام، وتم إبلاغه بالقرار وإنزال حقائبه من الطائرة، التى استأنفت رحلتها بدونه.
وأضافت المصادر أن الإعلامى أبلغ سلطات المطار بأنه زار مكتب النائب العام، أمس، وأبلغهم برغبته فى السفر إلى دبى، اليوم، وأكدوا له أنه غير مدرج على قوائم الممنوعين، لكن سلطات المطار أبلغته بأنه ممنوع بقرار النائب العام.
من جانبه، قال الإعلامى عمرو الليثي لـ"اليوم السابع": إنه لم يمنع من السفر، صباح اليوم الخميس، وإنه بالفعل كان متواجدا فى مطار القاهرة لتوديع زوجته وابنته، حيث كانتا متجهتين إلى دبى لقضاء عطلة هناك.
الرابعة في شهر
وقالت صحيفة المصري اليوم عن منع عايدة سيف الدولة، إنها الحالة الرابعة خلال شهر، مشيرة إلى أن د.عايدة ناشطة حقوقية بمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، منعتها سلطات المطار، صباح الأربعاء، من السفر إلى تونس، لحضور مؤتمر للمنظمات العاملة فى مجال تأهيل ضحايا العنف بشمال إفريقيا. وأنها واحدة من الممنوعات من قائمة الحقوقيين والممنوعين قبلها؛ مالك عدلى، وأحمد راغب، وعزة سليمان.
تعليقات النشطاء
وقال الحقوقي والإعلامي هيثم أبو خليل: "بعد منع عمرو الليثي من السفر ونفي النائب العام، تعرف عزيزي المصري على ١٣ جهة تمنعك من السفر في جمهورية الموز العسكرية!".
وأضاف الإعلامي بقناة الشرق معتز مطر "النائب العام يؤكد عدم منع #عمرو_الليثى من السفر.. ومع ان هذا اغتصاب لسلطاته من العصابة الحاكمة فلا مشكلة.. فهو يعلم أن الوطن كله مغتصب".
وكتب الصحفي سليم عزوز- عبر حسابه على تويتر- "منع عمرو الليثي من السفر.. السيسي قفل مصر.. اللي بره يره واللي جوه جوه.. صباح الخير ياللي جوه!".
أما الصحفي اليساري إيهاب الزلاقي، فكتب عبر حسابه، "بما أن النائب العام نفى إنه منع الليثى من السفر.. مش الطبيعى إنه يفتح تحقيق لكشف من يغتصب سلطاته؟".
أما د. جمال نصار فقال: "منع #عمرو_الليثي هو وأسرته من السفر إلى دبي، دليل آخر على ازدهار الحريات في عهد السيسي، ورد مباشر على كل من يخرج عن المرسوم له!".
انتقادات حقوقية
وقال محمد زارع، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: إن هناك توسعا فى استخدام المنع من السفر بالمطارات، كأداة غير قانونية وغير دستورية للتنكیل السیاسى والمعنوى بالحقوقيين، بالإضافة إلى الأكاديميين والإعلاميين والمعارضین، عقابًا لهم على الانخراط فى العمل العام والتعبیر الحر عن الرأى والدفاع عن حقوق مواطنيهم، بحسب رأيه.
وتابع "أغلب المتهمين فى قضية (التمويل الأجنبى) صادرة لهم قرارات منع من السفر، وأنه نتيجة غياب قانون ینظم إجراءات المنع من السفر وكشوف الممنوعین، فالقرارات تصدر من جهات أمنية".
ووفقا للإعلان العالمى لحقوق الإنسان، يحق لكل فرد أن يغادر أى بلد بما فى ذلك بلده، كما يحق له العودة إليه.