كتب أحمدي البنهاي:
أجمع عدد غير قليل من المحللين على أن الحرائق التي اندلعت في مناطق واسعة من الأراضي المحتلة هي دليل ضعف الكيان الصهيوني، حسبما قال المحلل السياسي الفلسطيني "ياسر الزعاترة"، بعدما قال عبر حسابه على "تويتر": إن "الحريق الذي التهم مناطق واسعة من الأراضي المحتلة، ربما يعطي فكرة عن هشاشة دولة العدو، وإمكانية استهدافها من هذا الباب".
واتفق معه الناشط حسن الشربيني، الذي قال: "الحرائق التي اندلعت في فلسطين المحتلة تدل على ضعف الكيان الصهيوني، وإحنا خايفين منهم على الفاضي". واعتبر "ماهر" أن "ضعف الكيان الصهيوني جعلهم يتهمون الفلسطينيين بإشعال الحرائق".
في حين رأى محللون آخرون، منهم أشرف عبد الله، الذي قال أيضا عبر حسابه على "تويتر": "هي ليست ضعيفة ولا هشة، لكنهم يعلمون كيف يستغلون كل شيء لصالحهم، فانتظروا حجم المساعدات التي ستحصل عليها إسرائيل".
في حين جمع يحيى المغربي بين الرؤيتين قائلا: "استنجاد إسرائيل بالعالم لمساعدتها في إخماد الحرائق أكد أنها دولة ضعيفة هشة، وقوتها تستمدها من ضعف العرب ودعم العالم لها".
البنية الداخلية
واستعان رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بطائرات لإطفاء النيران من كرواتيا واليونان وتركيا، بعدما قال: إن هناك مؤشرات على أنَّ بعض حرائق الغابات التي تمتد بمناطق في إسرائيل كانت متعمدة، ونشب حريق جديد صباح اليوم الخميس في محيط مستوطنة "أريئيل" قرب سلفيت شمالي الضفة الغربية، فيما تحاول السلطات جاهدة إخمادها دون أن تفلح إلى الآن.
واعتبر خبراء أن الطقس الجاف هو المتهم الأول، وأكدوا أنها الأقوى في تاريخ بني صهيون، في حين هاجم أعضاء بالكنيست وزارة المالية؛ لعدم بناء خطوط عازلة بين الغابات والمدن.
أما المسلمون في العالم فقد اعتبروا أنهـا عقاب رباني لمنع رفع الأذان في مساجد القدس والضفة الغربية، وتوعدوا بأن الآتي أعظم إن لم يتراجع اليهود عن منع الأذان.
رياح عاتية
وتخوفت مصادر صحفية عبرية بشكل شديد من نشوب كارثة جديدة بانتشار الحرائق فى مناطق متفرقة بالعديد من المدن الإسرائيلية مع هبوب رياح شديدة متوقعة غدا الجمعة.
وأوضحت يديعوت أحرونوت أنه من المتوقع وصول 10 طائرات عملاقة من كل من روسيا الاتحادية واليونان وتركيا وقبرص وكرواتيا وإيطاليا؛ لرش كميات هائلة من المياه والوقوف بوجه الرياح العاتية فوق المناطق المنكوبة.
ولبى كلُ من رئيسى الوزراء اليونانى والكرواتى طلب تل أبيب على الفور، ووعدا بإرسال الطائرات فى أسرع وقت؛ وذلك على خلفية الرياح الهائجة المتوقعة، غدا الجمعة، والتى قد توسع نطاق الحرائق.
مساعدات واتفاقات
ولأن الحرائق تحول الدول إلى منكوبة، فقد وصلت طائرات إطفاء حرائق من عدة دول أوروبية إلى الكيان، اليوم الخميس، للمساعدة فى إخماد موجة الحرائق الحالية.
وأوضحت الإذاعة العبرية أن ذلك جاء استجابة لطلب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو من هذه الدول، وهى روسيا واليونان وقبرص وإيطاليا وكرواتيا وتركيا.
وسترسل الولايات المتحدة الأمريكية إلى الكيان أضخم طائرة إطفاء حرائق فى العالم "سوبير تانكير"؛ للمشاركة فى إخماد الحرائق المشتعلة منذ يومين في عدة مدن محتلة منها القدس.
"أشك فيك"
وجاءت تعليقات معبرة عن وجهات نظر أصحابها، فهيثم محمدين قال عن الحرائق: "أتمنى وصول النار إلى الكنيست"، وقال الشاعر تميم البرغوثي، عبر حسابه على "تويتر": "فلسطين زهقت فقام شجرها يقاتل بنفسه".
أما الصحفي جمال الجمل، فقال في تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "لا تفرحوا بحرائق إسرائيل، ولا تتوهموا أنها انتقام من الله أو نصر عربي مجاني، حرائق تل أبيب ليست كوارث طبيعية خالصة.. إنها تشبه حرائق الغابات في كاليفورنيا.. يخطط لها ذئاب الأراضي والمستثمرون الحقراء".
وتابع "في إسرائيل يصبح الوضع مريبًا أكثر، لافتعال الحرائق بأسباب تبدو طبيعية، ثم توسيع المستوطنات في حزام الكيبوتز حول قلب الكيان الاستيطاني".
وواصل "عن نفسي لا أتعامل مع إسرائيل ببراءة أبدا.. سموها عقلية مؤامرة.. سموها مرضا نفسيا، لكن إسرائيل تبقى بالنسبة لي سرطانا إنسانيا لا يمكن أن أتعايش معه حتى فكريا".