“ميدل إيست آي”: مذبحة رابعة كشفت أن الغرب لن يدعم الديمقراطية المصرية أبدا

- ‎فيأخبار
TOPSHOT - Egyptian President Abdel Fattah El-Sisi and his US counterpart Joe Biden hold a meeting on the sidelines of the COP27 summit, in Egypt's Red Sea resort city of Sharm el-Sheikh, on November 11, 2022. - Biden arrived at UN climate talks in Egypt today, armed with major domestic achievements against global warming but under pressure to do more for countries reeling from natural disasters (Photo by SAUL LOEB / AFP) (Photo by SAUL LOEB/AFP via Getty Images)

نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا للدكتور يحيى حامد، وزير الاستثمار في حكومة الدكتور هشام قنديل، تطرق خلاله إلى الذكرى العاشرة لمذبحة رابعة العدوية، ودلالات صمت المجتمع الدولي على المجزرة رغم مرور عقد من الزمان.

وقال حامد: "يصادف أغسطس 2023 الذكرى العاشرة لأسوأ مذبحة في تاريخ مصر، قبل عقد من الزمان، ذبح الجيش المصري حوالي 1000 مصري بدم بارد وسط احتجاجات في ميدان رابعة بالقاهرة، كان القصد من ذلك هو خلق حقبة جديدة من القمع والوحشية من شأنها أن تعزز حكم الجنرال عبد الفتاح السيسي القادم".

 

ذكرى المذبحة الأسوأ

وأضاف، أن هؤلاء المصريين كانوا قد تجمعوا في القاهرة لدعم محمد مرسي، الرئيس الأول والوحيد المنتخب ديمقراطيا في تاريخ البلاد، لقد كنت جزءا من تلك الإدارة، وأنا مرتاح للقول إنه "بينما ارتكبنا أخطاء في المنصب، لم يقترب أي منها من الإجرام والفساد والوحشية الصريحة التي كانت سمة من سمات السنوات ال 60 السابقة أو السنوات ال 10 التي تلت ذلك".

وأوضح أن الديمقراطية عمل شاق، لم تكن تجربة مصر القصيرة في الديمقراطية مثالية، أو حتى جيدة بالضرورة، ولكن الديمقراطية تتحقق من خلال التقدم المتقطع، وليس بضربة واحدة.

وأشار إلى أن مصر تستحق الدعم لتجربتها في الديمقراطية، لكن من الواضح أن هذا لم يكن الموقف الذي يتبناه الغرب بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، ويتحدث المسؤولون الغربيون كثيرا عن الديمقراطية، لكن وعدهم بتعزيز الديمقراطية لا يصمد إلا إذا كنت تعيش في مكان تكون فيه الديمقراطية وسيلة لتثبيت نظام يدعم المصالح الغربية.

وتابع: "إذا كنت في مصر أو باكستان، فإن ديمقراطيتك أقل تفضيلا بشكل واضح من المستبدين الجيدين من الطراز القديم، بالنسبة لشعوب تلك البلدان، لدى الغرب رسالة مختلفة، أنتم لا تستحقون الديمقراطية، لا يمكنك المحاولة، لا تفشل وتحاول مرة أخرى، أنتم تستحقون استبدادا وحشيا وقمعيا وفاسدا ومتقزما، وسوف يسميه الغرب الاستقرار".

وأردف: "هذا هو بالضبط ما دعمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروجوا له في مصر، رفض الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بإصرار مقابلة مرسي خلال العام الذي قضاه في منصبه، لكنه التقى السيسي بسهولة في غضون عام من قتل الأخير وسجن آلاف المصريين، ولم تكن السياسة الأمريكية في مصر في عهد الرئيس جو بايدن، الذي يدعي أنه يحاول تعزيز الديمقراطية وعقد قمة لهذا الغرض، مختلفة عن سياسة سلفه، دونالد ترامب، الذي كان على الأقل يتمتع باللياقة ليقول الأمر كما هو".

 

دعم الطغاة

وأضاف حامد أن هذا الدعم الغربي للاستبداد ليس مجرد ممارسة خطابية، إنه يأتي بمليارات الدولارات من التمويل والمساعدات العسكرية والمصداقية على المسرح العالمي.

وأوضح أن الأمريكيين شعروا بأن الديمقراطية تتعرض للهجوم في بلدهم، لكن الكفاح من أجل الديمقراطية في أماكن مثل مصر له طبيعة مختلفة تماما، إن السياسة الأمريكية في دعم الطغاة والمستبدين لها آثار كبيرة على حياة الملايين، وفي مصر، كان هذا يعني الآلاف من عمليات القتل والسجن والاختطاف لأولئك الذين يعبرون عن أي معارضة للنظام، إلى جانب مضايقة المنفيين.

وأشار إلى أن الطفلة التي كانت تبلغ من العمر 10 سنوات عندما سجن والدها قبل عقد من الزمان  لا لشيء أكثر من العمل من أجل مصر حرة وكريمة ، أصبحت الآن شابة تبلغ من العمر 20 عاما، المراهق الذي كان يبلغ من العمر 15 عاما وقت الانقلاب يبلغ الآن 25 عاما، كيف ينظرون إلى الولايات المتحدة؟

كيف تشعر امرأة كانت هدفا للاعتداء الجنسي من قبل قوات أمن السيسي تجاه داعميه الأمريكيين؟ كيف ينظر المنفيون الذين أجبروا على ترك منازلهم ثم رفضت الدول الداعمة للسيسي اللجوء إلى الولايات المتحدة؟

وعلى نطاق أوسع، كيف ينظر المصريون بشكل جماعي إلى الغرب، بالنظر إلى فشله المستمر في دعم الحقوق الأساسية؟ الجواب هو، على نحو متزايد، مع قدر من اللامبالاة، إن لم يكن العداء الصريح.

 

اختفاء النوايا الحسنة

وأكمل: " قبل عشر سنوات، كان هناك استعداد واسع لفتح صفحة جديدة لنسيان السياسات السابقة، مثل الدعم الغربي للانقلاب الإيراني في خمسينات القرن العشرين، أو الدعم المستمر للانقلابات في أمريكا الوسطى، كان هناك اعتقاد مثالي بأن المصريين يمكن أن يتوقعوا دعما للديمقراطية، لقد اختفت تلك النوايا الحسنة".

وواصل:" بعد عشر سنوات من ترحيب الغرب بالقتل الجماعي للمصريين، أصبح النظام الذي بسط السجادة الحمراء من أجله نظاما فاشلا، مصر في حالة خراب لدى الغرب فرصة لتحويل أقواله إلى أفعال، وفي حين لا يوجد مصري لديه أمل كبير في أن تؤدي الانتخابات المقبلة إلى إحداث تغيير ذي مغزى، فإن الغرب يستطيع على الأقل أن يتوقف عن نفاقه وأن يدعم إجراء انتخابات حرة ونزيهة حقا". 

واختتم:"من غير المرجح أن يحدث هذا، ولم يعد لدى المصريين أي ثقة في خطاب الغرب حول تعزيز الديمقراطية، هناك حادثة شهيرة حيث لم يتمكن رئيس أميركي سابق من تصحيح تعابيره ، لكنه تعافى بنصيحة جيدة لأي دولة نامية تسعى إلى الديمقراطية، لا يمكنك خداعي مرة أخرى".

 

https://www.middleeasteye.net/opinion/egypt-rabaa-massacre-proved-west-will-never-support-democracy