شاهد “زهقنا”.. ثلاثية شعرية للرائع “صلاح عبدالله” تفضح هشاشة السيسي

- ‎فيأخبار

كتب – هيثم العابد

الأمر لا يتعلق مطلقا برؤية حجم الفشل والانهيار الذي ضرب الوطن منذ انقلاب العسكر على مكتسبات الثورة فالبصر في تلك الحالة لا يشفع لصاحبه لاختيار جانب الحق، لأن الحقائق دائما لا تعمي الأبصار ولكنها تكشف عمي البصيرة واستمراء العبودية واستثمار الجنرال في ضحالة فكر المنبطحين على عتبات البيادة.

الشاعر الساخر صلاح عبدالله جسد تلك الحالة من استبصار الواقع على خلفية تاريخ مرير من الحكم العسكري الذى لا يمكن الوثوق فيه رغم محاولاته المستميتة لخداع البسطاء عبر الخطب العنترية والشعارات الجوفاء والمشروعات الوهمية، فى مشاهد متكررة ومسلسل مستنسخ من دولة الخمسينيات التى لم تبرح المربع صفر فى ساحة الابتكار والتجديد وإنما عزفت على ذات اللحن النشاذ من "يا حبيب الكل" مرورا بـ"عاش اللى قال" و"اخترناك" وصولا إلى محطة "تسلم الأيادي".

وأكد عبدالله –فى حواره الممتع مع الإعلامي معتز مطر على فضائية "الشرق"- مساء الجمعة، أنه وجد نفسه أمام أحد ثلاث حلول لتجاوز تلك المرحلة المفصلية التى تمر بها مصر رغم أنها لم تكن ضبابية كما زعم المتأرجحون على سلم الثورية، أولها التطبيل لـ السيسي والانتشار على فضائيات العار أو يلتزم الصمت ليموت بحسرته وهى التى جاءت بوادرها بضعف عضلة القلب عقب 3 يوليو وتركيب دعامتين، أو الانضمام إلى فصائل الثوار ليدافع عن الوطن المسلوب، وهو ما استقر عليه واطمئن له.

واعترف الشاعر الساخر أنه خُدع فى أكاذيب العسكر فى أعقاب 30 يونيو وظن أن السيسي يمكن أن يتخلي عن السلطة يدعو لانتخابات رئاسية تسفر عن حكم مدني، ليرصد بعد تلك الصدمة تحولات المشهد منذ الانقلاب العسكري عبر ثلاثية شعرية.

وأشار عبدالله إلى أنه مع إعلان قائد الانقلاب ترشحه للرئاسة، كتب قصيدة "تعالى نعك يا عايدة"، ويقول فيها: "تعالى نعك يا عايدة .. تعالي خلاص مفيش فايدة.. تعالى وطظ فى الأشعار.. وأم الثورة والثوار .. يعيش أهل الحديد والنار.. تعيش أوهامهم السايدة".

وسخر الشاعر المبدع من انتخاب أول رئيس فى العالم على خلفية "جنسية" –بحسب تعبيره-، ليرصد الزحف النسائي الماجن للمشاركة فى مسرحية انتخابات العسكر والرقص أمام اللجان عبر قصيدة "ممحونة"، ويقول فيها: "أه يا أطعم م الطعامة.. ياختى أنعم م النعامة.. جبتله بأيدي الزعامة.. بكره هطلب له النبوة".

ومع تنامي القمع وتنفشي الوحشية فى تعاملات دولة العسكر مع عموم الشعب دون تمييز، كتب الشاعر المبدع قصيدة "زهقنا"، يقول فيها: "تعالو نقول زهقنا خلاص.. كفاية عشق للحرية والثورة.. كفاية ميدان كفاية غاز كفاية رصاص كفاية ثورة ورجولة.. تعالو نعيش حياتنا نصاص.. تعالو نمشي نتلفت عشان خايفين من البصاص.. تعالو كل ما نحلم نوري الحلم للحراس".