بعد أن تلقى “البلشي” وعدا بالإفراج عنه.. إطلاق سراح الصحفي كريم أسعد بعد يومين من الاحتجاز بسبب “متصدقش”

- ‎فيحريات

أفرجت سلطات الانقلاب عن الصحفي كريم أسعد، بعد يومين من الاحتجاز. وجاء الإطلاق سراح الصحفي الشاب بعد ساعات من إعلان خالد البلشي نقيب الصحفيين بأنه تلقى وعدا من "الجهات المعنية" بالإفراج عن الصحفي كريم أسعد المحرر بمنصة "متصدقش" الذي تم القبض عليه من منزله بمدينة الشروق بعد الاعتداء عليه وعلى زوجته.

وأشار البلشي في التدوينة التي نشرها منذ قليل إلى أنه تلقى تأكيدات من الجهات المعنية بالإفراج عن "أسعد" خلال ساعات.

وكانت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين أصدرت بيانا اليوم طالبت فيه بإطلاق سراح كريم أسعد والتحقيق في الاعتداء عليه وعلى زوجته، وذلك بالتزامن مع مطالبات بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين وكل المحبوسين على ذمة قضايا رأي، مشددة على أن عودة القبض على الصحفيين تثير التساؤلات حول الجهود المبذولة لإغلاق ملف الحبس الاحتياطي في قضايا الرأي، وهي الجهود التي لازالت النقابة تطالب بأن تمتد لتشمل جميع الزملاء المحبوسين، بدلا من إضافة أسماء جديدة إلى قوائم الحبس.

واعتقلت قوات أمن الانقلاب الصحفي الشاب كريم أسعد الذي يعمل في منصة "متصدقش"، من منزله في مدينة الشروق ضمن حملة استهداف العاملين بالمنصة عقب كشفها جانبا من تفاصيل فضيحة الطائرة المحتجزة في زامبيا.

وتعرض كريم للاعتقال بعد أن اقتحمت قوات الأمن مكاتب المنصة، وحذفت المنشورات المتعلقة بأسماء المتهمين المحتجزين في زامبيا.

وقالت زوجة أسعد لموقع مدى مصر: إن "الأجهزة الأمنية صادرت كافة أجهزة الكمبيوتر والهواتف الشخصية الموجودة بالمنزل، ومبلغ ثمانية آلاف جنيه ومصوغات".

وأكد أحد أعضاء فريق تحرير متصدقش لـ«مدى مصر» تعرض باقي الفريق الموجود في مصر حاليا إلى ضغوطات ومطاردات أمنية، منذ أمس الأول الجمعة، بسبب التغطية الخاصة بالطائرة التي ضبطت في زامبيا قادمة من مصر وعلى متنها نحو 5.7 مليون دولار نقدا، و127 كيلو جرام من سبائك معدنية مطلية بالذهب، مطالبا أجهزة الأمن بالكشف عن مكان احتجاز أسعد وتمكين محاميه من التواصل معه ومعرفة التهم الموجهة له.

وحملت منصة «متصدقش» السلطات الأمنية بداخلية حكومة الانقلاب مسؤولية سلامة فريقها، في بيان نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي صباح السبت، أشارت خلاله إلى تعرض فريقها من الصحفيين إلى هجوم أمني، فضلا عن اختراق أمني لصفحاتها، بعد تغطيتها لحادث الطائرة، وتحققها من ورود أسماء ضباط جيش وشرطة سابقين في القضية.

وكانت «متصدقش» نشرت بعد إعلان السلطات الزامبية ضبط ستة مصريين، وأربعة آخرين من زامبيا ولاتفيا وهولندا وإسبانيا، كانوا على متن الطائرة، معلومات عن هوية خمسة من المصريين المقبوض عليهم، ولكن حذفت المنصة لاحقا المعلومات المتعلقة بأحد الخمسة، فيما أبقت على معلومات متعلقة بأربعة.

 وقالت زوجة أسعد: إن "قوة أمنية حضرت إلى منزلهم بين الساعة الواحدة والنصف والثانية صباحا، تضم ما يزيد عن عشرة من رجال الأمن المسلحين بينهم ثلاثة فقط يرتدون الزي المدني، فيما يرتدى الباقون زيا رسميا زيتي اللون وأقنعة، موضحة أنهم طرقوا بقوة على باب الشقة مرتين، فيما كانت نائمة بجوار طفلها البالغ عامين ونصف وزوجها يعمل في غرفة مكتبه، وأضافت جريت أنا وكريم على الباب افتكرنا البيت بيقع.

وأوضحت أن القوة الأمنية طالبت زوجها بفتح الباب مهددين بكسره، مضيفة أن زوجها طلب منها أن ترتدي إسدال الصلاة وبعدها فتح الباب مباشرة.

وبمجرد دخول رجال أمن الانقلاب للمنزل وجهوا لها ولأسعد سباب وشتائم، بسبب التأخر في فتح الباب، بحسب زوجة أسعد، التي ذكرت أن أفراد القوة طلبوا منهما أن يحضرا الدولارات الموجودة بالمنزل، مؤكدين لأسعد أنه مش عارف خطورة ما نشروه، بشأن تورط ضباط في واقعة طائرة زامبيا.

وأشارت زوجة أسعد إلى أن طفلها استيقظ من نومه مفزوعا، وعندما توجهت له في غرفة النوم تبعها ثلاثة من رجال الأمن، مضيفة «زقوني داخل الغرفة وأغلقوا الباب بالمفتاح واعتدوا عليّ بالصفع والسب أمام طفلي وهددوني إني مش هشوف ابني تاني لو مقولتش جوزي بيشتغل مع مين وطلعت الحاجات اللي مخبينها».

 وشددت أنها أكدت لهم أن زوجها يعمل صحفيا وليس بحوزتهم أي دولارات، لافتة إلى أنهم فتشوا الشقة ولم يجدوا سوى مبلغ مالي أقل من ثمانية آلاف جنيه، وحلق وسلسلة، فصادروهم إلى جانب الهواتف الشخصية وأجهزة اللاب توب وجهاز كمبيوتر PC.

وأكدت زوجة أسعد أنه بالتزامن مع استجواب رجال الأمن لها اعتدى مجموعة من رجال الأمن على زوجها وأدخلوه إلى غرفة المكتب، وأجبروه على فتح الأجهزة كنت سامعة صوت زعيق مع كريم عشان يفتح الأجهزة وهددوه بنا، واستمروا في التحقيق معه لمدة تقترب من نصف ساعة وبعدها قبضوا عليه وغادروا الشقة.

وبحسب مصدر مقرب من أسعد، تزامن استجواب رجال الأمن له في منزله ودخول رجال الأمن إلى حساب "متصدقش" على فيسبوك من الجهاز الخاص بأسعد وحذفهم المنشور الثالث الذي يخص ضابط شرطة، والرابع المتعلق بعقيد في القوات المسلحة، ضمن سلسلة الكشف عن هوية المصريين المتهمين في قضية الطائرة التي ضبطت في زامبيا قادمة من مصر، وبدأت المنصة النشر عنها منذ الأربعاء الماضي.

وكريم أسعد هو صحفي مصري، تخرج في كلية الإعلام جامعة الأزهر عام 2016، بدأ مشواره الصحفي بالتدريب في موقع جريدة الشروق عام 2014، كتب في الشئون المصرية والعربية لعدة مواقع كإضاءات ورصيف 22  والمونتيور، ويأتي القبض عليه ليرفع عدد الصحفيين المحبوسين إلى 24 زميلا بينهم 9 نقابيين.