مع تصاعد حدة القتال في السودان ومع وقوع انفجارات في محيط القيادة العامة وسلاح المدرعات في العاصمة الخرطوم، جاء الإعلان عن زيارة رئيس المجلس العسكري بالسودان عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة والسعودية والإمارات، لتثير الكثير من التكهنات والتساؤلات.
كثير من المراقبين توقعوا بأن يكون هدف الزيارات الخارجية، هو العمل على تسريع وقف الحرب وحل الأزمة المتواصلة في البلاد.
وتتركز المعارك بين طرفي القتال خاصة في مناطق المدينة الرياضية، وأرض المعسكرات جنوبي الخرطوم، بعد قصف مدفعي للجيش السوداني استهدف نقاطا لقوات الدعم السريع.
وتُشير مصادر محلية إلى أن طائرات حربية تابعة للجيش قصفت أهدافا لقوات الدعم السريع في منطقة سوبا شرقي العاصمة، ووصفت الهجوم بالأعنف من نوعه خلال الأيام الأخيرة.
من جهتها، لم تتوقف قوات الدعم السريع عن مهاجمة مواقع تمركز الجيش، إذ قصفت بالصواريخ أهدافا في منطقة بحري ووسط أم درمان.
ووسط هذه التطورات الميدانية يبرز التحرك السياسي للبرهان الذي يعتزم مغادرة السودان لإجراء محادثات في دول الجوار، بعد جولة غير مسبوقة في أم درمان، وزيارة قواعد للجيش ومقر الحكومة المؤقت في بورتسودان.
ووفق خبراء، فإن تحركات البرهان وزيارته إلى مصر والسعودية ستعقبها تطورات مرتقبة.
ومع ذذلك، يتجه المشهد السوداني إلى أن يكون أكثر تعقيدا من ذي قبل، ومن المتوقع أن البرهان سيطلب من القيادة السعودية التواصل مع الدول الداعمة لأطراف الصراع في السودان من أجل وقف تدخلها في الشأن السوداني، إضافة إلى طلب عقد مؤتمر لإحلال السلام في السودان على غرار مؤتمر أوكرانيا.
فيما يتوقع خبراء أن الرياض ستُمارس بعض الضغوط على البرهان من أجل إشراك حميدتي في مشاورات جدة مرة أخرى، من أجل الوصول إلى مسار سياسي انتقالي يحظى بقبول الجميع، عبر خارطة طريق معدّة سلفًا للمرحلة الانتقالية.
إلا أن تنفيذ طلبات البرهان يتوقف على مدى استجابة الدول الغربية الراعية لأطراف الصراع والتي لديها مصالح في خلط الأوراق في السودان.
إذ باتت السودان ضحية لتنازعات دولية وإقليمية من أجل الاستيلاء على ثرواته الطبيعية ومعادنه الثمينة.
ومن المقرر أيضا، أن يلتقي البرهان عبد الفتاح السيسي في مدينة العلمين الجديدة.
ويحاول البرهان التوصل لمخرجات سريعة لتسوية سياسية لإنقاذ السودان بعد أن فشل الجيش السوداني في تحقيق انتصارات مرجوة على مدار 145 يوما من القتال.
وستركز محادثات البرهان في مصر على إمكانية وجود جهود مصرية ثنائية مع البرهان وقوات الدعم السريع من أجل إيجاد نوع من الاختراق في الداخل السوداني يتمثل في وقف إطلاق نار بشكل عاجل، إضافة إلى الذهاب إلى طاولة حوار موسعة بناء على اقتراح مصري ينص على إجراء مباحثات سودانية شاملة وجامعة لكل الأطراف السياسية.
وبعيدا عن المعارك والحراك السياسي، يبدو المشهد الإنساني في السودان أكثر قتامة.
وأشارت تقارير للخارجية الأميركية إلى تسجيل حالات اغتصاب واغتصاب جماعي وغيره من أشكال العنف ضد النساء والفتيات في غرب دارفور، ومناطق أخرى في السودان.
وأكدت واشنطن في بيان، أن العنف الجنسي المرتبط بالصراع في السودان يُنسب إلى قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها.
وفي الوقت نفسه، حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب والجوع يهددان بتدمير السودان بالكامل.