سعد فياض: إعلام الانقلاب يعتبر مصر “هبة العسكر”

- ‎فيأخبار

حوار: طه العيسوي

أكد الدكتور سعد فياض، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أن يوم 25 يناير سيكون تأسيسا للمشهد الجديد بعد الدستور المزور، وقال في حوار لـ"الحرية والعدالة ننتظر موجة ثورية قوية وجديدة تنقض أوهام الاستقرار التي يسوقها الانقلاب العسكري بقوة السلاح وصنعة التزوير، لافتا إلي أن دعوات الحشد المضاد من قبل الانقلاب استمرار لمخطط التزييف والقمع، ويقصد بها التغطية على القتل الممنهج للشعب، وهي دعوات غير حقيقية،

واشار فياض الى ان هذه الموجة تأتي بعد اعتذار الشباب الثوري الذين أعطوا الانقلاب غطاء ثوريا مما يسحب هذا الغطاء ويجعل الانقلاب عسكريا بلا رتوش ولا ظهير ثوري، مؤكدا ان هذا اهتزاز كبير في بنيان الانقلاب، يجعل أمريكا والدول الراعية له في حرج بالغ.

وأضاف- "- أن "تحالف دعم الشرعية" لم يعد مسيطرا على المشهد الثوري، ولكنه لا يزال الواجهة السياسية له، ورغبة الشباب في الإبداع وتطوير الحراك أمر يسعده، لأنه يعطي الحراك اللامركزية المطلوبة لنجاح الثورات الشعبية، ولكنه ينصح الشباب أن يتقيدوا بالسلمية مع تطوير دفاعاتهم ضد القتل الممنهج من الداخلية، داعيا الشباب الذي ينتقد سياسات التحالف للإبداع والمقاومة في حدود السلمية، وأن التحالف سيكون أكبر داعم لهم.

وحول اعتذار الإخوان عن الاخطاء التي وقعت فيها، قال "فياض":" هو من حسن أخلاقهم الذي تعودنا عليه منهم، فرغم أن أخطاء القوى والفصائل الاخرى في حق الوطن أولا وفي حق الحراك الثوري الحالي بما يجعلهم أسوأ نموذج للخيانة والتخلي عن المباديء والمشاركة في ضياع حق شهداء يناير، إلا أن "الإخوان" تجاوبوا مع اعتذارهم، وهذا الاعتذار يؤكد أن "الإخوان" لا يحملون نية للانتقام من أحد، وأنهم يميلون للتسامح الزائد أحيانا مع خصومهم،

ولفت الى ان هناك قيمة لهذا الإعتذار كبيرة، حيث يأتي في وقت يحاول الانقلاب فيه دفع "الإخوان" للتعايش مع المشهد الحالي لتؤكد الجماعة أنها قررت استكمال المسار الثوري، وهذا موقف كبير خاصة وهي أكثر من يدفع ضريبة هذا الأمر، ولعله شعور حقيقي بالتسبب بالأخطاء الماضية في هذا المشهد". 

كيف تري يوم 25 يناير المقبل وما توقعاتكم لهذا اليوم؟

يوم 25 يناير ننتظر فيه موجة ثورية قوية وجديدة تنقض أوهام الاستقرار التي يسوقها الانقلاب بقوة السلاح وصنعة التزوير، وسيكون هذا اليوم تأسيسا للمشهد الجديد بعد الدستور المزور.

كيف تنظر لدعوة وزير داخلية الانقلاب للشعب بالاحتشاد والاحتفال بذكري الثورة؟

دعوات الحشد المضاد استمرار لمخطط التزييف والقمع يقصد بها التغطية على القتل الممنهج للشعب المصري، فهي دعوات غير حقيقية، وهذه الموجة تأتي بعد اعتذار الشباب الثوري الذين أعطوا الانقلاب غطاء ثوريا مما يسحب هذا الغطاء ويجعل الانقلاب عسكريا بلا رتوش ولا ظهير ثوري، وهذا اهتزاز كبير في بنيان الانقلاب، يجعل أمريكا والدول الراعية له في حرج بالغ.

ما تعليقك علي تهديد وزير داخلية الانقلاب وقائد الانقلاب "السيسي" بالرد علي المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي؟

تهديدات القتل بالرصاص الحي يتم تنفيذها يوميا بشكل ممنهج، بعد أن تحولت الجامعات والميادين والشوارع إلى ثكنات عسكرية، حيث يتم قتل المواطنين فيها بلا رقيب ولا حسيب، وهذه الممارسات هي التي أوصلت الشباب إلى حافة الانفجار، فلا جديد في الوعيد بها.

بماذا يستعد التحالف لهذا اليوم علي الأرض؟

التحالف الوطني لم يعد مسيطرا على المشهد الثوري، ولكنه لا يزال الواجهة السياسية له، ورغبة الشباب في الإبداع وتطوير الحراك أمر يسعدنا، لأنه يعطي الحراك اللامركزية المطلوبة لنجاح الثورات الشعبية، ولكننا ننصح الشباب أن يتقيدوا بالسلمية مع تطوير دفاعاتهم ضد القتل الممنهج من الداخلية.

وسائل إعلام الانقلاب تتهم التحالف بالتخطيط لفوضي وحرق وتخريب واختطاف قيادات بالداخلية والجيش خلال ذكري الثورة.. ما ردكم؟

الفوضى هي ما يصنعه الإعلام، وهي خطة "السيسي" نحو الكرسي، والخطاب الإعلامي الممنهج من الشئون المعنوية قائم على اعتبار مصر هبة العسكر، وأن المؤسسة العسكرية المنوط بها حماية الحدود والبلاد هي الوصية على مصر كالأب يحمل طفله الصغير، والإعلام يحول القيادات العسكرية إلى آلهة لا يسألهم أحد عما يفعلون ويتدخلون في كل ما يشاؤون، وهذا الخطاب الإعلامي الممنهج يرفض بشدة ويدين كل رفض لتغول المؤسسة العسكرية على موارد الدولة واقتصادها وحياتها السياسية.

وحتى الخطاب الديني صار وزير الدفاع يتكلم عن تغييره وتعديله، يعتبرون كل رفض لهذا التغول تهديدا للدولة وإسقاطا لمؤسساتها، وهو في الحقيقة تهديد لبؤر الفساد المتحوصلة داخل المؤسسات، والتي تستقوي بالمؤسسة العسكرية في مقابل تقديم الولاء والخدمات الأمنية بلا سند قانوني، ونحن نرى أساتذة الجامعات يقومون بإعداد تقارير عن الطلاب المعارضين للسيسي في مقابل إغضاء الطرف عن فسادهم وتعيينهم لأبناءهم بلا حق في الجامعات، وهكذا في جميع المؤسسات يتم التزواج بين الفساد وبين الوصاية العسكرية، وهذه ليست الدولة بل هذه هي مشكلة الدولة، وعودة العسكر للقيام بدوره في حماية الحدود هو الذي يحافظ على الدولة.

ماذا عن مطالب توحد القوي الوطنية والثورية تحت مظلة 25 يناير؟

نحن نرى مشهدا جديدا منذ الانقلاب، وهو توحد الصف الوطني كما كان في 2011 مع اختلاف الأيدلوجيات والمطالب على رفض العسكر وعودة نظام المخلوع "مبارك"، وصحيح أننا لم نصل للتوحد الكامل مع بقية القوى الثورية إلا أن الاتفاق بين القوى الوطنية أننا أمام مشهد تغول عسكري وعودة لرموز النظام الفاسد واستحلال للدماء ووأد للحريات يؤسس لمرحلة جديدة من النضال الشعبي تزيد فيه قوى الرفض ولا تقل، وتتقدم ولا تتراجع، وهذا أقل ما نقدمه لشعبنا ولشهدائنا ولأبنائنا الذين ينتظرون وطنا يحترم قيم الحرية والمساواة والعدالة والفضيلة.

ما ردكم علي اتهام بعض الشباب لكم بعدم التخطيط جيدا لهذا اليوم وأنه قد يتكرر سيناريو مظاهرات 6 أكتوبر؟

الشباب الذي ينتقد سياسات التحالف ندعوه إلى الإبداع والمقاومة في حدود السلمية، وسنكون أكبر داعم له بإذن الله.

كيف ترون بيان "الإخوان" الأخير الذي اعترفوا فيه بالخطأ واعتذارهم عن هذه الاخطاء؟

اعتذار الإخوان هو من حسن أخلاقهم الذي تعودنا عليه منهم، فرغم أن أخطاء القوى والفصائل الاخرى في حق الوطن أولا وفي حق الحراك الثوري الحالي بما يجعلهم أسوأ نموذج للخيانة والتخلي عن المباديء والمشاركة في ضياع حق شهداء يناير، إلا أن "الإخوان" تجاوبوا مع اعتذارهم، وهذا الاعتذار يؤكد أن "الإخوان" لا يحملون نية للانتقام من أحد، وأنهم يميلون للتسامح الزائد أحيانا مع خصومهم، وهناك قيمة لهذا الإعتذار كبيرة، حيث يأتي في وقت يحاول الانقلاب العسكري دفع "الإخوان" للتعايش مع المشهد الحالي لتؤكد الجماعة أنها قررت استكمال المسار الثوري، وهذا موقف كبير خاصة وهي أكثر من يدفع ضريبة هذا الأمر، ولعله شعور حقيقي بالتسبب بالأخطاء الماضية في هذا المشهد.

هل انتهت فرص الوصول لحل سياسي للأزمة الراهنة؟

 الحلول السياسية للأزمة تبدو بعيدة من جانب الانقلاب حاليا، فنحن نرى حبس وزير لتهديده بالاستقالة، وحبس صبيان العسكر مثل أحمد دومة، لأنه رفض قانون التظاهر، فهذا الانقلاب لا يقبل من الشعب إلا الرقص والتأييد المطلق أو القتل والاعتقال والقمع، وهذا يرسم مستقبل مظلم لمصر إذا استقرت الأوضاع على هذه السياسات.