مقطع الفيديو الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي لبعض المواطنين وهم يسرقون كمية كبيرة من البطاطس من على ظهر سيارة نقل ثقيل “تريلا” تحمل خضروات إلى سوق العبور بمحافظة القليوبية؛ وذلك بقيادة “تروسيكلات” محاذية للشاحنات التي تسير ببطء ثم يقومون بتمزيق أجولة البطاطس والتي تتندلق في صندوق “التروسيكل” ثم يفرون هاربين في وضح النهار، يثير كثير من الخوف على مستقبل البلاد واحتمال انزلاقها إلى انتفاضة جياع في ظل تزايد معدلات الفقراء والجوعي إلى أكثر من 60% من المصريين.
وتداول عدد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي، مقاطع مصورة تظهر سرقة كميات كبيرة من البطاطس المحملة على سيارة نقل تسير وسط الشارع. وتبين أن وراء الواقعة، مجموعة تخصصت في سرقة الخضار من سيارات النقل بالقليوبية، مستغلين سير السيارات بسرعة منخفضة حال اقترابها من المنطقة الصناعية بدائرة قسم شرطة العبور وقطع الأجولة وسرقة بعض حمولتها. وحسب تحريات قطاع الأمن العام بالتنسيق مع مديرية أمن القليوبية فإن عصابة مكونة من 12 شخصًا – لـ6 منهم معلومات جنائية – تخصص نشاطهم الإجرامي قاموا بسرقة الثمار المحملة على سيارات النقل، وذلك بأسلوب المغافلة عن طريق استقلالهم مركبات تروسيكل، والسير خلف تلك السيارات مستغلين سير السيارات بسرعة منخفضة حال اقترابها من المنطقة الصناعية بدائرة قسم شرطة العبور وقطع الأجولة وسرقة بعض حمولتها. وأشار وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب إلى ضبط أفراد العصابة، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وأرشدوا عن (مركبة توك توك – 5 مركبات تروسيكل بدون لوحات معدنية) وجرى اتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتأتي هذه الجريمة في ظل الارتفاعات الجنونية في أسعار السلغ الغذائية؛ حيث ارتفع سعر كيلو البطاطس من 5 جنيهات إلى نحو 20 جنيها، والبصل ارتفع من “2.25” ج إلى 30 جنيها. وهما إلى جانب الطماطم والثوم والأرز والفول والعدس من أهم السلع الغذائية على الإطلاق والتي يستخدمها الغالبية الساحقة من المصريين على الدوام وفي كل العصور.
ويعتبر البصل من أرخص الخضراوات في البلاد، خاصة أن مصر لديها اكتفاء ذاتي منه، حيث تنتج أكثر من 3 ملايين طن سنوياً وتستهلك حوالي مليونَي طن، ليصبح لديها فائض أكثر من مليون طن سنوياً، كما صدرت هذا العام 380 ألف طن، بحسب ما قاله الدكتور علي خليل، مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، في تصريحات تلفزيونية. وعزا خليل الارتفاعات الكبيرة في أسعار البصل إلى التجار الذين يعطشون السوق من أجل رفع السعر.
يُذكر أن معدل التضخم السنوي في مصر وصل، في أغسطس/آب الماضي، إلى مستوى غير مسبوق بلغ 37.4%، مقابل 36.5% في يوليو/تموز، وهو ما جاء مدفوعاً بالزيادة الكبيرة في أسعار الغذاء والتي بلغت 71.4% على أساس سنوي، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.
يعزو خبراء في علم النفس والاجتماع أسباب ارتفاع معدلات الجرائم مؤخرا إلى الفقر والبطالة والإدمان. وارتفعت معدلات الجريمة بنسبة 5% خلال عام 2015، وبنسبة 7% في عام 2016، و10% مطلع 2017، وفي عام 2018 زادت المعدلات بنسبة 5%. وبحسب مؤشر الجريمة العالمي في عام 2019، جاءت مصر في المركز الرابع على مستوى الدول العربية في معدل الجرائم السنوي، واحتلت المرتبة الـ 26 عالميا والثامنة أفريقيا. وبحسب مؤشر الجريمة العالمي “نامبيو” سنة 2018، فإن هناك نحو 92 ألف بلطجي في مصر، كما ارتفع عدد المسجلين خطر بنسبة 55% حسب إحصائية رسمية صادرة عن وزارة الداخلية سنة 2017م. بينما تذهب تقديرات أخرى إلى أن عدد البلطجية في مصر وأرباب السوابق في مصر يصل إلى نحو 500 ألف بلطجي في سنة 2018م. ومن أهم أسباب تزايد معدلات الجريمة في مصر تركيز الأجهزة الأمنية على أمن النظام السياسي على حساب الأمن الاجتماعي وحماية المجتمع من الجريمة والفساد والاحتكار.