وصلت حصيلة قتلى الهجوم المباغت الذي شنته المقاومة الفلسطينية على الكيان الصهيوني إلى 650 من القتلى وأكثر من 2048 مصاب من بينهم حالات حرجة، وأكثر من 150 أسير لدى الفلسطينيين في غزة، وسط تصاعد سقوط القتلى في العمليات الدائرة حتى الآن،
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه “لا يمكن حصر” أعداد القتلى والجرحى حتى الآن؛ لصعوبة الحصر في ظل هذه الظروف. وخاطب قائد كتائب القسام محمد الضيف حكومة الاحتلال بأنه عدد أسراهم أكبر بكثير مما يتوقعون؛ الأمر الذي يشير إلى تمكن المقاومة من أسر المئات من جنود ومواطني الاحتلال.
في المقابل ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى نحو “572” شهيدا، ونحو 200 مصاب جراء القصف الإسرائيلي لقطاع غزة ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس وحركات المقاومة فجر السبت 7 أكتوبر 2023م. وتشتبك عناصر المقاومة الفلسطينية مع قوات الاحتلال في نحو 10 مستوطنات بمحيط غزة، تخللت ذلك عمليات تسلل واقتحام نفذتها المقاومة في عمق كيان الاحتلال.
وكانت وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب في مصر، قد أعلنت عن بدء اتصالات مكثفة منذ صبيحة اليوم لتخفيف حدة التصعيد والدعوة إلى الهدوء، فيما نشرت وسائل الاعلام عن رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي أنه أصدر تعليماته بتكثيف الاتصالات لوقف التصعيد.
صدمة وارتباك
وتوجّه السيسي إلى مقر إدارة الأزمات الاستراتيجي في العاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة تطورات الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، موجهاً بتكثيف الاتصالات بين “حماس” والاحتلال الإسرائيلي. وتنقل صحيفة “العربي الجديد” اللندنية عن مصدر مصري رفيع المستوى، مطلع على الوساطة التي تقودها القاهرة بين حكومة الاحتلال وفصائل المقاومة في قطاع غزة، إن خلية إدارة الأزمة المشكلة منذ صباح السبت 7 أ كتوبر2023م من المسؤولين في جهاز المخابرات العامة، والقوات المسلحة، تواصلت مع المسؤولين في حكومة الاحتلال، ومع قيادة حركة حماس في الخارج، من أجل وضع حد للتصعيد في غزة، ومستوطنات الغلاف.
وأضاف المصدر أن الاتصالات التي جرت منذ الصباح مع الجانب الإسرائيلي لم تتطرق لإجراءات عاجلة، موضحاً أن اتصالاً جرى صباح السبت بين رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، إلا أنه لم يتوصل إلى أي نتيجة تذكر، وذلك بسبب حالة التخبط والصدمة التي تعاني منها كافة الجهات الإسرائيلية، مؤكداً “لا يوجد رؤية حتى الآن من الجانب الإسرائيلي للتعامل مع الموقف، أو تحديد مطالبهم من الوسطاء”. في المقابل أوضح المصدر أن الاتصالات الجارية مع المسؤولين في قيادة حركة حماس لا تزال مستمرة، في الوقت الذي أكدت فيه الحركة تواصل العملية، مشددة على أن قرار إيقافها بيد القيادة المشتركة للفصائل، وليس “حماس” وحدها.
ومن مظاهر الفوضى والارتباك في أروقة حكومة الاحتلال؛ فقد اعترف جيش الاحتلال في وقت متآخر من مساء السبت إن خطأ في تحديد قوة إسرائيلية في عسقلان أدى إلى إشتباكات بين قوتين إسرائيليتين ومخاوف من وقوع إصابات بينهما، وفقا لما أوردته شبكة “سكاي نيوز عربية” في نبأ عاجل عبر منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقا).
الأزهر يحيي المقاومة
وتقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء وصادق المواساة في شهداء الأمة الإسلامية والعربية؛ شهداء فلسطين الأبية، الذين نالوا الشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وأمتهم وقضيتهم، قضية شرفاء العالم، القضية الفلسطينية، داعيا الله أن يلهم الشعب الفلسطيني الصمود في وجه طغيان وإرهاب الصهاينة.
وقال الأزهر في بيان له السبت: نحيي بكل فخر جهود مقاومة الشعب الفلسطيني الأبي، مطالبا العالم المتحضر والمجتمع الدولي بالنظر بعين العقل والحكمة في أطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، احتلال الصهاينة لفلسطين، وأنَّ هذا الاحتلال هو وصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين ولا يعرف سوى ازدواجية المعايير حينما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية. وشد الأزهر على قلوب وأيادي الشعب الفلسطيني الأبيِّ الذي بث فينا الروح والثقة وأعاد لنا الحياة بعد أنْ ظنَنَّا أنها لن تعود مرة أخرى، داعيا الله أنْ يرزقهم الصبر والصمود والسكينة والقوة، مؤكدًا أن كل احتلال إلى زوال إنْ آجلاً أم عاجلاً، طال الأمد أو قصر.
يشار إلى أن فصائل المقاومة الرئيسية التي تواجه الاحتلال وتقود الجهاد ضده لتحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية، هي حركة المقاومة الفلسطينية حماس وحركة الجهاد الإسلامي وكلتاهما تنتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين الفكرية، التي تشن النظم العربية عليها حربا ضارية منذ عقود طويلة.