وصلت صواريخ المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، عصر اليوم الاثنين، إلى الضفة الغربية، بما فيها القدس، في إطار حرب “طوفان الأقصى”، مستهدفة المستوطنات المقامة على أراضيها، وقد عمّت الفرحة الفلسطينيين الذين شهدوا سقوط تلك الصواريخ.
وسُمعت في رام الله، وسط الضفة الغربية، أصوات انفجارات بالتوازي مع تفعيل المستوطنات المحيطة صفّارات الإنذار. وأكّد مواطنون لـ”العربي الجديد” سماعهم دويّاً قوياً، في الوقت الذي أعلنت فيه “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، قصف القدس المحتلة، وسط الضفة الغربية، برشقة صاروخية رداً على قصف البيوت المدنية في غزة.
وقد شاهد الفلسطينيون تلك الصواريخ وسمعوا دوّيها من المدن والبلدات المحيطة بالقدس، مثل ما حدث مع الصواريخ التي سقطت في مستوطنة “بيتار” المقامة بين القدس وبيت لحم. وقد أكّد شهود عيان سقوط شظاياها في بعض قرى وبلدات قريبة من بيت لحم، مثل حوسان ووادي فوكين ونحالين.
وقال الصحفي أُسَيد عمارنة، من بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، لـ”العربي الجديد”، إنّ “صاروخاً سقط في أراضي بلدة بتير في بيت لحم، وآخر في مستوطنة بيتار المقامة على أراضي البلدة وبلدات أخرى في محيط القدس، بالإضافة إلى شظايا صاروخ في أراضي بلدة نحالين في بيت لحم”.
بدورهم، أفاد فلسطينيون من بلدة العبيدية، شمال شرق بيت لحم، “العربي الجديد” بسقوط صاروخ فلسطيني في أراضٍ مفتوحة قبالة البلدة، تحديداً في جبل يتبع لبلدة السواحرة شرق القدس المحتلة.
كذلك، سُمعت أصوات الصواريخ من مستوطنة “موديعين” المقامة على أراضٍ شمال غرب القدس وجنوب غرب رام الله، وكذلك مستوطنة “جفعات زئيف” المقامة شمال غرب القدس.
تُضاف إلى ذلك صواريخ استهدفت مستوطنة “كريات يعاريم” القريبة من بلدة بيت صفافا غرب القدس ومستوطنة “تسور هداسا”، بالإضافة إلى بلدة بيت صفافا، حيث سقطت شظايا أحد الصواريخ في محيط مسجد البلدة، الأمر الذي تسبّب في بعض الأضرار.
ورداً على سؤال حول ما الذي يمثّله وصول صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى مستوطنات الضفة الغربية انطلاقاً من غزة، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية عادل شديد، لـ”العربي الجديد”، إنّ ذلك يعني أنّ “المقاومة الفلسطينية تملك خطة عمل عسكرية، وما تأتي به ليس ردود فعل، وإنّ الأمور تسير بطريقة متدرّجة وعلى مراحل مخطّط لها، فيزداد مدى الصواريخ وقوتها التفجيرية”.
وأضاف شديد أنّ الأمر يعني كذلك “إدخال مناطق جديدة من المستوطنات والمجتمع الإسرائيلي إلى ساحة الحرب، فتكون بالتالي كلّ الجبهة الداخلية في إسرائيل والمستوطنات في حالة حرب”، شارحاً أنّ “من شأن ذلك أن يزيد الضغط على المجتمع الإسرائيلي بأكمله، فلا يجد بالتالي أيّ (فرد) إسرائيلي مكاناً يمكنه الهرب إليه”.
وتابع أنّ ثمّة ما هو بالغ الأهمية، مشيراً إلى أنّ “وصول هذه الصواريخ يُفقد المستوطنات وظيفتها الأمنية بصفتها مناطق محميّة وتحمي الأمن الإسرائيلي، وهذا تطوّر مهم جداً. والأهمّ من ذلك هو استتنزاف الجبهة الداخلية الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي الذي سوف يضطر إلى التوزّع على مناطق واسعة جداً”.
يُذكر أنّ حركة “حماس” دعت، في بيان لها، الفلسطينيين في مناطق غرب رام الله إلى استهداف المستوطنات، مشدّدة على أنّ “كلّ المستوطنات والشوارع الاستيطانية في منطقتكم أهداف مشروعة”، وحدّدت “بيت أرييه” و”عوفاريم” و”حلميش” و”دولف” و”نيلي” و”شيلو”.