في الوقت الذي تدعم فيه عدد من دول العالم القضية الفلسطينية، وتؤكد أن إسرائيل دولة احتلال، ولابد أن تزول وتعود الأرض إلى أصحابها الفلسطينيين، وتعلن هذه الدول موقفها في كل المؤسسات الدولية دون خوف من إسرائيل ودون أدنى اعتبار للأمريكان أو لمن يواليهم من الآوربيين، بل وتعلن تأييدها للمقاومة الفلسطينية نرى شياطين وطراطير العرب يؤيدون الاحتلال الصهيوني، بل ويشاركون في حماية أمن إسرائيل بالأسلحة التي يشترونها بأموال شعوبهم من أمريكا وأوروبا، ويكتفون ببيانات الشجب والإدانة لخداع هذه الشعوب التي ترزح تحت أنظمة أسوأ ألف مرة من الصهاينة ويرتكبون مجازر ضدها كما ترتكب إسرائيل مجازر ضد الفلسطينيين.
كولومبيا
تأتي دولة كولومبيا على رأس الدول التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني فقد اتخذت قرارا لم تجرؤ الدول العربية المطبعة مع الصهاينة على اتخاذه، ويتمثل في طردها لسفير إسرائيل لديها بمجرد الهجوم الصهيوني على قطاع غزة كما أن الرئيس الكولومبي جوستاف بيترو انتقد همجية أمريكا وآوروبا وقال للعالم، عاملوا فلسطين معاملة أوكرانيا .
واعتبر الرئيس الكولومبي أن ما تقوم به إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني يشبه ما قامت به النازية حيال اليهود،
وأعلن وزير الخارجية الكولومبي عن طرد سفير الكيان الإسرائيلي في بلاده، واعتباره شخصا غير مرغوب فيه، ردا على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث يستمر قصف المدنيين من سكان القطاع العزل.
يشار إلى أن موقف كولومبيا لم يكن الموقف الوحيد لمناصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، بل سبقها موقفً سجله رئيس كولومبيا أمام منبر الأمم المتحدة منذ أسابيع، حيث أعلن في كلمه ألقاها أن هناك نفاقا سياسيا يمارس على كل الأصعدة، ويعمل زعماء العالم على الكيل بمكيالين تجاه بعض القضايا والأحداث السياسية العالمية.
وشدد جوستاف بيترو في كلمة خلال نقاش دار حول الحرب الروسية على أوكرانيا، على ضرورة عقد مؤتمري سلام ليس من أجل أوكرانيا وحدها، بل من أجل القضية الفلسطينية أيضا، معتبرا أن ذلك، هو ما سيقود إلى تحقيق سلام عالمي وليس نفاقا عالميا.
وأشار إلى وجود اختلاف كبير في الخطاب السياسي العالمي تجاه القضيتين، مطالبا بضرورة إدانة الحرب في كل مكان في العالم لإنقاذ العالم من الدمار، كما طالب بمعاملة فلسطين معاملة أوكرانيا.
وتسائل جوستاف بيترو عن الاختلاف بين أوكرانيا وفلسطين، وحالة الازدواج الواضحة في تفسير ما يحدث، مطالبا بضرورة الإسراع في رسم مسار سياسي من أجل إنقاذ حياة المدنيين وإنقاذ الحياة على سطح الكوكب بشكل عام.
جنوب أفريقيا
جنوب أفريقيا تتبنى موقفا ثابتا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فهي تأتي دائما في الصفوف الأولى للدول الداعمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ومؤازرة له في كفاحه ضد الفصل العنصري الإسرائيلي، وضد انتزاع سيادته على أرضه، وسلب حقوق شعبه في الحياة الحرة.
ويؤكد مواطنو جنوب أفريقيا أن حريتهم لن تكتمل حتى يحصل الفلسطينيون على حريتهم، هذا رغم عدم وجود قاسم مشترك بين البلدين، لا أغلبية مسلمة في جنوب أفريقيا، كما أنها دولة غير عربية لكن يبدو أن القاسم المشترك بين الدولتين هو الألم، فقد تجرعت الدولتان من الكأس نفسها على مدار عقود طويلة.
الرئيس الجنوب الأفريقي، سيريل رامافوزا، من جانبه طالب بإيجاد حل سريع لما يحدث في فلسطين، وأشار رامافوزا إلى أن مشهد الرجال والنساء والأطفال الذين طردوا من منازل عائلاتهم التي يملكونها منذ أجيال طويلة، ومشاهد الإزالة القسرية للمنازل، وعمليات سلب الأراضي، كل ذلك يُعيد للأذهان ذكريات مؤلمة لغالبية سكان جنوب أفريقيا.
يشار إلى أن سكان جنوب أفريقيا يدعمون القضية الفلسطينية منذ لحظة ولادة حركة تحرير جنوب أفريقيا، وكان للحركة علاقة وثيقة بمنظمة التحرير الفلسطينية.
ويزداد الضغط كلما زادت إسرائيل في هجومها على غزة، والمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل مطلب شعبي منذ ولادة الديمقراطية في جنوب أفريقيا عام 1994 ولا تستجيب الحكومة لهذا المطلب بشكل كامل، لكنها تكتفي بعدم التطبيع مع إسرائيل.
ويناصر مواطنو جنوب أفريقيا قضية فلسطين لأنهم عايشوا الفصل العنصري والاحتلال كما أنهم بحاجة للاقتناع بأن القانون الدولي قادر على حمايتهم إذا لجأوا إليه، وضعفه أمام إسرائيل يخيفهم بأنه قانون عاجز ويخشون أن يكونوا هم الضحية التالية التي يعجز القانون الدولي عن حمايتها.
في هذا السياق قال جون دوجارد، بروفيسور جنوب أفريقي والمقرر السابق لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إنه زار فلسطين المحتلة أكثر من مرة، وحين دخلها لأول مرة صُعق من التشابه بين نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وممارسات الاحتلال الصهيوني.
وأشار إلى حواجز التفتيش والحصار، والجدار العازل، والمستعمرات، والطرق الخاصة بالإسرائيليين فقط. وبطاقات تعريف الهوية، والتصاريح ذات التصنيفات المختلفة، بالإضافة إلى قوانين امتلاك الأراضي، وقانون الخدمة العسكرية، وقانون الدخول لإسرائيل، مؤكدا أن الاحتلال الإسرائيلي أقام نظاما للفصل العنصري وخلق نظاما قضائيا يعمل وفق تلك التفرقة العنصرية.
وأكد دوجارد أن قانون الجنسية الذي أصدرته إسرائيل يتعامل مع الفلسطينين كمواطنين من الدرجة الثانية، كما كان وضع السود في جنوب أفريقيا، لافتا إلى أن إسرائيل تنظر للعرب كخطر داهم تريد إلقاءه خارج فلسطين بأسرع وقت وبأي صورة، كذلك كان الاستعمار الهولندي والبريطاني ينظر للسود في جنوب أفريقيا، وحتى حينما منحوا حق التصويت في البرلمان الثلاثي في جنوب أفريقيا، كان حقا صوريا لا سيادة حقيقية فيه.
البرازيل
وتعبر البرازيل من أكثر الدول الداعمة للحقوق الفلسطينية وفى هذا السياق اكد الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، أن بلاده ستقف وبقوة مع نصرة الحق الفلسطيني، وستعمل من أجل استعادة فلسطين حريتها واستقلالها ضمن دولة ذات سيادة على حدود عام ٦٧.
وجدد الرئيس سيلفا التأكيد على التزامه المبدأي في دعم القضية الفلسطينية، والتزام البرازيل لكي تكون سندا لجهود دولة فلسطين في المحافل الدولية كافة.
وأشار إلى التزام البرازيل الراسخ بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن البرازيل ستبقى مناصرة لفلسطين.
كما أكد رئيس بوليفيا، لويس أرسي، على وقوف بلاده وبقوة مع الحق الفلسطيني، مشيرا إلى عمق العلاقات بين البلدين .
وأعرب عن استعداد بوليفيا الدائم للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ونصرته في كل المحافل وفي جهوده للحصول على حريته واستقلاله.