قوبلت الرواية الرسمية بأن دبابة إسرائيلية أصابت عن طريق الخطأ موقعا عسكريا مصريا على الحدود مع دولة الاحتلال في نهاية الأسبوع بشكوك في مصر، حيث تكثف سلطات الاحتلال حملة قصف قاتلة وعشوائية بلا توقف على قطاع غزة للأسبوع الثالث على التوالي.
ورأى ضابط مصري متقاعد ومهندس متخصص في الحرب الإلكترونية لصحيفة العربي الجديد، أن الهجوم بالقرب من منطقة كرم أبو سالم لم يكن عرضيا، كما زعمت وزارة الدفاع الإسرائيلية، بدلا من ذلك، جادل بأن الأمر مرتبط بمسرحية كريهة.
وقال الضابط الكبير السابق لـ”العربي الجديد”، بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام: “من الناحية الفنية، لا يمكن للدبابات التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي أن تخطئ هدفها”.
وأضاف “لطالما تفاخر الإسرائيليون بدبابات ميركافا الحديثة ودقتها العالية، مثل هذه الدبابة، التي تستوعب بشكل مثالي طاقما من قائد ومدفعي وسائق ومحمل، يمكن أن تقصف موقعا عن طريق الخطأ لأنهم يطلقون النار فقط بناء على الإحداثيات والتفاصيل المخططة والمحددة للأهداف التي يتم تغذيتها لنظامها”.
وعلاوة على ذلك، قال أفراد القبائل المحلية في المنطقة للعربي الجديد: إنه “كان هناك وجود مكثف للجيش المصري عبر الحدود مع الاحتلال وقطاع غزة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي العرضي يوم الأحد 22 أكتوبر”.
وقال زعيم قبلي، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، للعربي الجديد: “كان هناك غضب بين سكان شمال سيناء في أعقاب الحادث، بالنسبة لنا، إنه مثل إعلان حرب على مصر من قبل إسرائيل”.
وكان الجانب المصري من معبر رفح الحدودي قد تعرض للقصف أكثر من مرة، مما دفع مصر إلى إغلاقه في نهاية المطاف حتى وقت قريب، حيث لم يسمح إلا بوصول القليل من المساعدات إلى السكان الفلسطينيين اليائسين المحاصرين على الجانب الآخر.
وقال مصدر أمني آخر رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، للعربي الجديد: “أسفر الحادث عن إصابة تسعة جنود على الأقل، وأثار أيضا حالة من الغضب بين أفراد الجيش المصري ، الملزمين بالالتزام بمعاهدة سلام أبرمتها مصر مع إسرائيل منذ سبعينيات القرن العشرين”.
وتعيش مصر والاحتلال في سلام من الناحية الفنية منذ عام 1978، وتتقاسمان علاقات دبلوماسية واقتصادية وأمنية قوية، لكن الشعب المصري كان على خلاف مع أنظمته المتعاقبة حول التطبيع، حيث يعتقد الكثيرون أن دولة الاحتلال كانت مستعمرة لفلسطين منذ حرب عام 1948، ومضطهدة للشعب الفلسطيني، ومحتلة سابقة لشبه جزيرة سيناء.
وأكد المتقاعد العسكري أن “الإسرائيلين ليسوا أغبياء لشن حرب ضد مصر، أود أن أقول إنهم يستعرضون قوتهم العسكرية، كما يمكن تفسيره على أنه تحذير من أن مصر بحاجة إلى أن تكون أقل عدوانية في التعامل مع القتال المستمر بين حماس وإسرائيل”.
واختتم: “باختصار، من المحتمل جدا أن يكون حادثا متعمدا” .
https://www.newarab.com/news/israels-accidental-strike-egypt-met-doubts