الركود وصل ” «مدينة العرائس» .. معارض الأثاث والموبيليا مهددة بالإغلاق

- ‎فيتقارير

 

 

معارض الأثاث والموبيليا مهددة بالإغلاق في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي بسبب الركود وارتفاع الأسعار نتيجة التراجع المستمر في قيمة الجنيه أمام الدولار الأمريكي .

وأضطر أكثر من 50% من أصحاب الورش والصنايعية إلى الخروج من السوق، فمنهم من ترك المهنة التي ورثها عن آبائه وأجداده، وتحول لسائق توك توك، ومنهم من أجبرتهم الظروف الاقتصادية على الإغلاق والبحث عن مهنة أخرى لسد احتياجاتهم، والبقية ما زالت متشبثة بالمهنة وتبحث عن حل لإنقاذها، بعد أن أصبح حالها “لا يسر عدوا ولا حبيبا”. 

الركود يهدد سوق المناصرة أو «مدينة العرائس» كما كان يطلق عليها قديما، والتي تقع في وسط القاهرة والتي كانت قبلة الشباب المقبل على الزواج، الباحث عن أجود أنواع الأثاث، لكنها الآن لا تجد الزبائن بعدما ضربها مرض «فقر البيع» وأصبحت  المحلات والمعارض خاوية تبحث عن زبائن. 

 

 

سعر الدولار

 

حول أوضاع أسواق الآثاث قال محمد إبراهيم صاحب معرض موبيليا : “مبعتش عفش شقة من سنة ونصف، والدنيا نايمة خالص بسبب الركود، وأن الكثيرين من التجار أغلقوا محلاتهم، بسبب قلة البيع والشراء والمحلات الصغيرة قفلت، والمستأجرون فلّسوا وتركوا المهنة”. 

وأكد إبراهيم في تصريحات صحفية أن الحالة الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار كان من ضمن أسباب الأزمة، حيث ارتفعت أسعار الأخشاب والمواد الخام، ليعزف الشباب عن الشراء، مشيرا إلى استغلال بعض صفحات الفيس بوك للشباب المقبلين على الزواج، وإتاحة عروض وهمية عبارة عن شراء فرش شقة بالكامل بثمن لا يتجاوز 40 ألف جنيه .

وحذر من أن الخشب المستخدم في هذه الأثاثات عبارة عن كرتون، مؤكدا أن الراغبين في شراء هذه العروض يتعرضون للغش، حيث إن الخشب يكون رديئا والأثاث يتلف  فور استعماله. 

 وأضاف إبراهيم: منطقة المناصرة زمان كانت مليئة بالورش والمعارض، أما الآن فأصبحت معارض فقط، والعديد من التجار يحصلون على بضاعتهم من دمياط ويبيعونها في السوق، لافتا إلى أنه من سنة العفش كله كان بـ 25 ألف جنيه عبارة عن أوضة نوم وأطفال وأنتريه وسفرة دلوقتي التكلفة 65 ألفا على الأقل” . 

وعن أسعار الموبيليا قال: إن “حجرة النوم تبدأ من 16 ألف جنيه، وتتكون من سرير و2 كومودينو ودولاب وتسريحة بوف وتصل لـ 90 ألف جنيه، وحجرة الأطفال متوسط سعرها  من 9 آلاف إلى 15 ألف جنيه، أما الأنتريه فيبدأ من سعر 6 آلاف جنيه ويصل لـ 40 ألف جنيه حسب نوعية القماش وجودة الخشب والشغل الإضافي من نقوش وأسعار الركنة تبدأ من 4 آلاف جنيه، أما السفرة والنيش فيكون متوسط سعرها  7500 جنيه. 

وأوضح إبراهيم أن تجار الموبيليا وأصحاب المعارض في المناصرة وغيرها في مناطق مدينة نصر والمهندسين على سبيل المثال يستوردون البضاعة من مكان واحد، لكن الأسعار تتباين باختلاف مكان البيع، مؤكدا أن الطقم يكون هو هو والأسعار بتختلف من مكان لمكان، هنا لو اتباع أنتريه مثلا بـ 6 آلاف جنيه يكون سعره في المعارض الكبرى 25 ألف جنيه”. 

وأكد أن الأجانب كانوا سببا في ارتفاع الأسعار، حيث تواجدوا بكثرة في المنطقة وتسببوا في غلاء الإيجارات وزيادة أسعار الموبيليا. 

 

أثاث شعبي

 

وكشف عبد الرحمن تاجر موبيليا بالمناصرة، عن تراجع كبير في حركة البيع بسبب ارتفاع الأسعار، ناصحا الشباب المقبل على الزواج بعدم شراء الأثاث الشعبي .

وقال عبد الرحمن في تصريحات صحفية: “محدش يشتري حاجة شعبي، الناس تعبانة في الفلوس، العفش الشعبي بيتصنّع من مادة اسمها كونتر إكاجو وهي مادة ضعيفة جدا، وشهرين أو ثلاثة شهور والعفش بيتلف، والإنتريهات الشعبية يتم حشوها «قش أخضر» وبيسبب ريحة عفنة بمرور الوقت”. 

وعن متوسط الأسعار، أضاف أن العريس يستطيع أن يجهز شقته بسعر يبدأ من 60 ألف جنيه بنوعية خشب جيدة ومتينة تتحمل مع مرور الزمن، مشيرا إلى أنه بسبب الغلاء اتجه العرسان لفرش حجرات معينة من الشقة وترك الباقي فارغ لحين تحسن الظروف المادية واستكمال الناقص .

وتابع عبد الرحمن: “الناس بتفرش أوض معينة في الشقة وبيسيبوا الباقي لبعد الجواز، المهم أوضة النوم والأنتريه والنيش والباقي حين ميسرة” . 

وعن متوسط الأسعار داخل معرضه قال عبد الرحمن: إن “حجرة النوم تبدأ من 25 ألف جنيه وتصل إلى 50 ألف جنيه، والأطفال تبدأ من 11 ألفا وصولا إلى 19 ألف جنيه، والأنتريه ذو الخامة المتينة يبدأ سعره من 12 ألفا ويصل إلى 23 ألف جنيه، ومتوسط سعر الصالون من 23 ألف جنيه، أما الركنة فأسعارها تبدأ من 13 ألف جنيه”. 

ونصح الشباب بالابتعاد عن شراء الأثاث الرخيص لأن التاجر مبيخسرش، والخسران الوحيد هو الزبون، مؤكدا أن هناك أنواعا كثيرة من الخشب منه المتين والجيد وآخر يكون “مسوّس” وهو خشب شجر الليمون والكافور ويتم استخدامه في تصنيع الأثاث وتظهر عيوبه بعد سنتين أو 3 سنوات على الأكثر، حتى يتمكن السوس من الخشب كاملا.

وأشار عبد الرحمن إلى أن الزبون غير قادر على التمييز بين أنواع الخشب، خاصة بعد دخوله مرحلة التصنيع، وأنه كتاجر يستطيع التفريق بين الخشب الجيد والمسوس، قائلا: “النقطة دي محتاجة أمانة التاجر مع زبونه، مش كل مكسب فلوس، مكسب الزبائن أهم من الفلوس”. 

 

أسعار الأخشاب

 

وقال عبد الحليم عبد السلام، عضو غرفة صناعة الأثاث والأخشاب باتحاد الصناعات: إن “صناعة الأثاث تشهد ارتفاعا في الأسعار، بسبب ارتفاع سعر الدولار، مما أدى إلى زيادة أسعار الموبيليا”. 

وأضاف عبدالسلام في تصريحات صحفية ، أن الزيادة في أسعار الأثاث كانت بنسبة 15 % لكنها سترتفع، مشيرا إلى أن سعر لوح الأبلكاش كان 190 جنيها، ووصل إلى 215 جنيها. 

وأكد أن المُصنّعين والورش لم تعد تتحمل هذه الزيادات في أسعار الأخشاب والأثاث والمواد الخام، مشيرا إلى أن هناك نسبة كبيرة من أصحاب المحلات سيضطرون إلى الإغلاق، و50 % من الورش والمصانع الصغيرة سوف تغلق إن لم تنفرج أزمة الأخشاب. 

 

ضعف الإقبال

 

وكشف جمال خشبة، عضو شعبة الأثاث بدمياط، أن سوق الموبيليا يعاني من ضعف الإقبال، مشيرا إلى أنه لا يمكن تحديد سعر الغرف على وجه الدقة؛ لأن الأسعار تختلف حسب جودة الخشب ونوعه والدهانات المستخدمة في المنتج فضلا عن مكان العرض. 

وأوضح «خشبة» في تصريحات صحفية أن سعر غرفة النوم في المتوسط يتراوح بين 25 ألفا إلى 35 ألف جنيه، كما يتراوح سعر الأنتريه ما بين 15 ألفا إلى 23 ألف جنيه، ويختلف السعر حسب نوع الإسفنج، كما يتراوح سعر السفرة ما بين 25 ألفا إلى 35 ألف جنيه، ويتراوح سعر الصالون ما بين 20 إلى 40 ألف جنيه، ويتراوح سعر غرف الأطفال ما بين 11 ألفا إلى 22 ألف جنيه، ويختلف السعر من تاجر لآخر حسب نوع الخشب والمكان. 

وأشار إلى أن الأخشاب والأبلكاش المستخدم في صناعة الأثاث يتم استيراده من روسيا والسويد، منوها بأنه لا يمكن توقع ما سيحدث الفترة المقبلة فيما يخص الأسعار.