«من يفك اللغز».. السيسي يُسلم أشلاء 60 عسكريا مصريا في أكياس إلى عائلاتهم!

- ‎فيتقارير

أثارت حالة التكتم الشديد التي يفرضها نظام الانقلاب في مصر على قتل مجندين وضباط مصريين أو حوادث أودت بحياة عدد منهم التساؤلات حول أسباب ذلك التوجه خاصة مع تكرار أنباء وحوادث القتل خلال العام الجاري.
أحداث قتل جديدة يبدو أنها وقعت لجنود مصريين، حيث تداول نشطاء مصريين مقاطع مصورة من محافظات مصرية لثلاثة جنازات شعبية لمجندين، دون أن يعلن المتحدث العسكري أية أنباء عن وقوع قتلى في صفوف الجيش المصري، أو وقوع حوادث طالت بعض القوات.
وعبر صفحته بموقع “إكس”، نشر المعارض المصري تامر جمال، المعروف باسم “الجوكر المصري”، 3 مقاطع فيديو من الشارع المصري لثلاث جنازات لمجندين مصريين جرى دفنهم قبل أيام.
ونقلا عن بعض الأهالي، وعن مصدر بمستشفى عسكري، أعلن جمال عن “مصرع أكثر من 60 مجند مصري، ووصول الجثامين إلى مستشفى كوبري القبة العسكري، في تكتم شديد، مع التأكيد على الأهالي بعدم رؤية الجثة وسرعة الدفن”.
وتساءل اليوتيوبر المصري المعارض، عن أسباب عدم إعلان المتحدث العسكري المصري عن وفاة ما قال إنه “عدد كبير من العساكر”، قبل أيام، ولا مكان ذلك وفي أي اشتباك، مواصلا تساؤلاته عن “أسباب تهديد الأهالي حال نشر الخبر ودفن أغلبهم فجرا”.

 

وأكد أنه “لازالت بعض الجثث بمستشفى كوبري القبة العسكري خاتما بقوله إن أغلب الجنود “أشلاء في أكياس”.
بل إن بعض المعارضين المصريين، وبينهم ضابط أمن الدولة السابق هشام صبري، أكد مقتل الرائد طيار أنطونيوس عبدالله حبيب، في صعيد مصر، مضيفا أنه قيل لأسرته إنه “مات في طلعة تدريبية”، متسائلا: ما السبب الذي يمنع المتحدث العسكري بأن يعلن عن وفاة طيار مات أثناء التدريب؟”.
كما أن مطرانية الأقباط الأرثوذوكس في مدينة مغاغة بمحافظة المنيا (صعيد مصر)، قد نعت الرائد طيار أنطونيوس عبدالله حبيب، فيما نشر نشطاء مسيحيون صورا من العزاء، ومشاركة قائد القوات الجوية الفريق محمود فؤاد عبدالجواد، بالجنازة، وعزاء عائلة الطيار المصري.
وبمراجعة صفحة المتحدث العسكري عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقيت صفحته خالية من أية أنباء عن قتل جنود وضباط مصريين حتى وقت كتابة هذا التقرير.
وإزاء حالة التكتم الرسمية حول مقتل هذا العدد من المجندين المصريين، تباينت الروايات حول حقيقة ما جرى ومكانه وأسبابه.
وعلى الفور وجه نشطاء مصريون أصابع الاتهام إلى الجانب الإسرائيلي، الذي يخوض عمليات إبادة جماعية عبر حرب دموية على حدود مصر الشرقية ضد أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، منذ 7 أكتوبر الماضي، أودت بحياة أكثر من 10 آلاف من المدنيين.

 

ومنذ ذلك التاريخ استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي الجانب المصري من منفذ رفح بجانب منشآت عسكرية ومباني مدنية وعسكريين ومدنيين مصريين في رفع، مع وقوع انفجارين في نويبع وطابا بشبه الجزيرة المصرية، ما تسبب في سقوط جرحى، وفق الرواية المصرية، لكن روايات أخرى تشير لوقوع قتلى مصريين.
وكشفت صحيفة “وول ستريت جورنل”، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن قائد الفصيل الذي يسيطر على شرق ليبيا، خليفة حفتر، أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع، كما أرسلت مصر في الوقت نفسه طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني، وفقا للصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن إرسال كل من حفتر، الذي وصفته بـ”زعيم الميليشيا الليبي القوي”، والجيش المصري دعماً عسكرياً للجنرالين المتنافسين اللذان يتحاربان من أجل السيطرة على السودان، كما يقول أشخاص مطلعون على الأمر للصحيفة، يعتبر مثالا يوضح كيف يهدد هذا القتال باستقطاب قوى إقليمية.
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، السفير ديفيد ساترفيلد، قد دعا الدول التي تمتلك نفوذا على قادة السودان المتصارعين إلى التدخل لإيقاف النزاع وتجنيب السودان المعاناة والتحول إلى ما وصفها بالدولة الفاشلة.
وقال: ” إن “دور الأطراف الخارجية مثل مصر والسعودية والإمارات يسمح للطرفين بالاستمرار بالعنف”، مضيفا أن “الدور الهام الآن هو الدعم الممنوح للبرهان أو حميدتي من قبل أطراف خارجية”، وطالب تلك الأطراف بفهم أن “مؤسسة القوات المسلحة في حالة البرهان مهددة مباشرة من خلال الاستمرار في هذا القتال”.
وبينما تتجه الأنظار للمجازر التيب يرتكبها الصهاينة في غزة، يتواصل القتال بين الجيش السوداني بقيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، الزعيم الفعلي للبلاد، وقوات الدعم السريع، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، الشهير بحميدتي، بحسب ما تناقلت وكالات الأنباء.
وأدت الضربات الجوية، إلى جانب معارك الشوارع المكثفة بين الفصيلين المتناحرين، إلى إدخال الخرطوم عاصمة السودان في حالة من الفوضى.

ولا يزال الملايين محاصرين في منازلهم بسبب تناقص إمدادات المياه والغذاء، كما أصبحت المستشفيات غير قادرة على علاج الجرحى، وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه لطالما كان موقع السودان الاستراتيجي على البحر الأحمر ونهر النيل، فضلا عن احتياطياته الهائلة من الذهب، مطمعاً لقوى خارجية منذ فترة طويلة.
وأوضحت “وول ستريت جورنل” أنه منذ الإطاحة بالرئيس السوداني، عمر البشير، في عام 2019، استخدم الجنرالان المتحاربان هذه الأصول لبناء تحالفات مع القوى الإقليمية والعالمية من أجل التفوق العسكري والسياسي.