نصح نقيب الفلاحين المصريين شرقا وغربا بخبز «البتاو»، حيث إنه يساعد على الاكتفاء الذاتي من القمح، ويقلل الأعباء على ميزانية العسكر، ويمنع استنزاف العملة الصعبة نتيحة استيراد الذرة الصفراء، وربما يعلم أو لا يعلم سيادة نقيب الفلاحين أن المشكلة لا تكمن في عيش البتاو ولا عيش الأفران، المشكلة في لصوص العسكر.
ويمثل رغيف الخبز المكون الغذائي الأساسي لنحو 80% من المصريين، والذين تحاصرهم الأزمات المعيشية من كل جانب، في وقت يرى فيه المواطن أن رغيف الخبز المدعوم لا يصلح للاستخدام الآدمي، نتيجة تردي حالته في جميع المخابز، وانخفاض وزنه إلى أقل من 80 غراما؛ بمباركة من مفتشي وزارة التموين الذين يمرون على الأفران، ليس للتفتيش على أصحابها، لكن للحصول على الرشى المالية، وفقا لمراقبين.
وحذر حسين عبد الرحمن أبو صدام، نقيب عام الفلاحين في حكومة العسكر، من اختفاء خبز “البتاو”، موضحا أن انتشاء مخابز الخبز المدعم المصنوع من دقيق القمح بأسعار زهيدة هو السبب الأساسي في اختفاء خبر البتاو الصحي، الذي يصنع من دقيق الذرة مع قليلة من دقيق القمح والحلبة.
وأوضح “أبو صدام”، أن صناعة عمود من خبز البتاو بات يكلف على الأقل ثلاثة آلاف جنيه، لاحتياجه 8 كيلو من الذرة الشامي، بنحو 1600 جنيه، والذي يتم طحنهم بنحو 200 جنيه، وشكارة دقيق قمح بـ450 جنيها، بالإضافة إلى أجرة الخبازين التي تصل إلى نحو 300 جنيه، مع ثمن الحلبة والخميرة، ومصاريف أخرى تصل إلى 500 جنيه، مما يجعل صناعة خبز البتاو مكلفة ومتعبة، بما يهدد باختفاء هذا الخبر من حياتنا في المستقبل.
وأشار إلى أن اعتماد صناعة خبز البتاو على دقيق الذرة يوفر دقيق القمح، بما يساعد على الاكتفاء الذاتي من الأقماح في حالة انتشار هذا النوع من الخبز، بما يقلل الأعباء علي ميزانية الدولة، ويمنع استنزاف العملة الصعبة، نتيحة استيرادنا نحو 50%من احتياجتنا من الأقماح، كما أن القيمة الغذائية والصحية لخبز البتاو المصنوع من الذره أفضل من أنواع الخبز الأخرى؛ لسهولة هضمه واحتوائه علي الكثير من العناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان، وقلة المواد النشوية فيه بالنسبة لأنواع الخبز الأخرى.
وأكد أن هذا الخبز يساعد علي تقليل الكوليسترول في الدم، بما يساهم في الوقاية من أمراض السكري والقلب ومشاكل المعدة، كما أنه يعد وجبة غذائية كاملة تمنح الجسم قدر كبير من الطاقة لاحتوائه على عدة حبوب منها الذرة والحلبة والقمح.
ولفت إلى أن خبر البتاو هو أحد أهم موروثات الماضي وخاصة في صعيد مصر، وهو رمز من رموز التعاون والفرح والاعتماد علي الطبيعة، حيث يصنع في أفران طينية يعتمد إشعالها علي الحطب وروث المواشي، ويتعاون في صناعته السيدات في مرحلة العجن والتخمير والفرد بشكل دائري إلى مرحلة الصناعة في الفرن .
وبعيدا عن خزعبلات “أبو صدام” الذي يحاول الوصول إلى الأستاذ مصطفى بكري، تكشف المعلومات بوضوح مواصلة السيسي نشر الأرقام المتضاربة حول مخصصات الدعم، لا سيما إثر تصريح سابق أن رغيف الخبز المدعوم على بطاقات التموين يكلف خزانة الدولة 65 قرشا، مقابل بيعه بـ5 قروش فقط، علما أنه يقل بطبيعة الحال عن الوزن الرسمي المحدد بـ90 غراما، في حين يبلغ سعر الرغيف الأكثر وزنا في المخابز غير الحكومية الهادفة للربح 50 قرشا على أقصى تقدير.
إعلان السيسي في السابق زيادة مرتقبة في ثمن رغيف الخبز، السلعة الأهم للملايين من المصريين البسطاء، جاء بعد قرار وزارة التموين في حكومة الانقلاب تخفيض وزن الرغيف المدعّم للمرة الثانية من 110 غرامات إلى 90، بعدما كان 130 غراما، ما يعني ارتفاع سعره أكثر من 30%، في عملية سرقة موصوفة لدعم الخبز؛ بدعوى أن وزن الرغيف لم يكن يتعدى 91 غراما في كثير من المحافظات، استنادا إلى محاضر مثبتة لدى الوزارة.
وفي 18 يناير 2020 ، أعلن وزير التموين والتجارة الداخلية في حكومة الانقلاب، علي المصيلحي، أن عدد المستفيدين من منظومة دعم الخبز انخفض من 81 مليون مواطن إلى 71 مليونا، بذريعة استبعاد الأسماء المُكررة وغير المستحقة للدعم، وكذلك الحال مع المستفيدين من دعم السلع التموينية انخفض العدد من 68 مليونا إلى 64، إثر تنقية بطاقات التموين من غير المستحقين للدعم، وفقا للمعايير التي أقرتها الوزارة.
ويبلغ دعم الخبز والسلع التموينية في موازنة الدولة للعام المالي 2021-2022 نحو 87.2 مليار جنيه، وهو البند الأخير في منظومة الدعم الحكومية للمواطنين، عقب تحرير أسعار بيع المنتجات البترولية والكهرباء والغاز الطبيعي ومياه الشرب؛ استجابة من حكومة الانقلاب لاشتراطات صندوق النقد الدولي، للحصول على قروض من الصندوق بلغ إجماليها 20 مليار دولار تقريبا خلال السنوات الخمس الأخيرة.