وسط فرحة الصهاينة .. سحب متبادل للسفراء بين مالي والجزائر وإشارات لتورط أبوظبي

- ‎فيعربي ودولي

 

استدعت مالي السفير الجزائري لتوبيخه على تدخل نظام العسكر في شؤونها، بسبب استقبالهم معارضين، وتتهم الجزائر بالتدخل السافر والسافل في شؤونها الداخلية وضرب استقرار مالي والعمل على تقسيم مالي بين شمال وجنوب والاعتداء على التراب المالي بدعم من مليشيا فاجنر التي تتخد من المطار العسكري لتمنراست مقرا لها.


واتهمت الجزائر أبوظبي قبل أيام بتمويل حملة لشق العلاقات الجزائرية لدول الساحل الأفريقي، ومن بين ذلك مالي والنيجر التي استدعت أخيرا السفير الجزائري، وأبلغته عن شديد تنديدها بالتدخل السافر للجزائر في الشأن الداخلي.

 

وبحسب مراقبين، جاء قرار النيجر بعدما تمكنت حكومة الإمارات من تمرير مشروع الغاز الذي يمر من نيجيريا عبر النيجر و الجزائر ليصل إلى أوروبا، ضمن محاولة الإمارات، تمويل الجزء الخاص بالنيجر للتشويش على الجزائر، لصالح المغرب.


وقوبل الإجراء المالي تجاه الجزائر بفرحة لم يخفها ديفيد ليفي وزير الخارجية الصهيوني السابق لحكومة تل أبيب، وعبر حسابه على موقع (إكس) عزا الإجراء الذي اتخذته دولة مالي، بسبب ما زعم أنه سلسلة الأخطاء الدبلوماسية الجزائرية، قامت جمهورية مالي بدعوة سفير الجزائر وتوبيخه بشدة، وعلق “ليفي” أصبحت الجزائر معزولة دوليا، ويتسارع هذا التدهور بفقدان الوزن والهيبة، خاصة بعد الإشارة المشهورة لافروف التي أكدت على عدم وجود وزن أو هيبة للجزائر، زادت في تأكيد هذا التدهور الدبلوماسي.”.

 

وبعد 24 ساعة من استدعاء باماكو لسفير الجزائر بمالي استدعى وزير الخارجية الجزائري سفير مالي وأبلغه تمسك الجزائر بوحدة مالي وحضور قادة حركات الإطار الاستراتيجي الدائم في الجزائر في إطار عملية السلام التي تقودها.


كما أشارت وزارة الخارجية الجزائرية إلى أنها تترأس لجنة متابعة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة، وأنها وبقدر التزام جميع الأطراف بهذا الاتفاق، فإنها تدعوهم إلى مواصلة المسار نحو تنفيذه.

غير أن صحفيين لم يبرأوا النظام الجزائري من محاولات التدخل في مالي، وإن الجزائر انزعجت استعادة مالي لإقليم كيدال، وأن النظام الجزائري حاول الاجتماع بقادة التمرد لتقرير مصير الأقليم.

 

وقبل أيام كانت كل الأطراف داخل مالي الحكومة والفصائل ترحب بمبادرت الجزائر لميثاق المصالحة والسلم لوقف إطلاق النار، إلا أنه بقدرة قادر أصبح الميثاق تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لمالي.

 

وقالت الإذاعة الجزائرية: إن “الإمارات منحت المغرب 15 مليون يورو لإطلاق حملات إعلامية بهدف توتير علاقات الجزائر بدول الساحل الأفريقي”.

 

وهاجمت الإذاعة الجزائرية الرسمية الإمارات، واتهمتها وتل أبيب والرباط، بالسعي لخلق أجواء من التوتر بين الجزائر وبين مالي والنيجر.


المفكر الجزائري محمد العربي زيتوت @mohamedzitout قال: إن “العلاقات تتدهور بين الجنرالات في البلدين، مالي توبخ السفير لديها وتتهم الجزائر بالتدخل السافر وغير المقبول في شؤونها الداخلية، وتسحب سفيرها من الجزائر”.


واتهم أبوظبي بلعب دور مشين في المسألة، قائلا: “لعبت الإمارات دورا خطيرا في ضرب علاقات الجنرالات في البلدين، وقد كانت جيدة إلى درجة أن شنڤريحة قائد جيش الجزائر، جلب مليشيا فاغنر إلى مالي لتحتل شماله، وهي منطقة كانت خاضعة للإدارة المحلية للحركات الأزوادية(حركات استقلالية)”.


وأضاف، “إلا أن انفجار الخصومات بين حكام الجزائر والإمارات دفع بهذه الأخيرة وهي الممول الرئيسي لفاغنر إلى أن تضغط لكسر علاقات الجنرالات في مالي والجزائر”.