نتنياهو هدد باحتلاله.. ما هو محور صلاح الدين الفاصل بين غزة ومصر وشهد توغلا صهيونيا؟

- ‎فيتقارير

قالت وسائل إعلام صهيونية: إن “دبابات تابعة للاحتلال بدأت عملية برية من كرم أبو سالم لمحور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر” بحسب ما نقلت قناة الجزيرة.

ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الغاشم على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، ما خلف حتى الآن أكثر من 20 ألف شهيد و53 ألف مصاب، أغلبهم من النساء والأطفال.
وقبل أيام كشفت إذاعة جيش الاحتلال، أن حكومة العدو الصهيوني تخطط لبناء جدار تحت الأرض مضاد للأنفاق على محور صلاح الدين “فيلادلفيا”، ويمتد محور فيلادليفيا أو محور صلاح الدين من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا بطول الحدود المصرية مع قطاع غزة، والتي تبلغ حوالي 14 كيلومترا.
ونصت معاهدة السلام التي وقّعتها مصر مع الاحتلال الصهيوني عام 1979 التي تُعرف إعلاميا بمعاهدة “كامب ديفيد” على منطقة عازلة بطول الحدود أو ما عُرف بمحور فيلادلفيا.

تقول الكاتبة الصحفية شيرين عرفة :”مدينتا سرت والجفرة اللتان تبعدان عن حدودنا 1000 كم، كانت خط أحمر للسيسي، تهديدهما، هو تهديد لأمن مصر، لكن حدودنا نفسها، التي يطالب العدو الإسرائيلي مصر بإخلائها، لأنه غير مسئول عن قتل جنودنا بها، وهو إعلان منه عن نيته قصف الحدود ليست خطا أحمر ولا أصفر، ولا لها أي اعتبار، لدى السيسي بواب اليهود، أين جيش مصر من هذا العار ؟”.
وتتكون القوات المصرية الموجودة بموجب الاتفاق على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، من حوالي 750 جندي حرس حدود مسلحين بسلاح خفيف، ومتخصصين في مكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود والتهريب.
وكان الجنرال السيسي، الذي دبر انقلابا عسكريا دمويا في 2013، قرر في أكتوبر 2014 إزالة المنطقة السكنية بمدينة رفح المصرية لحماية الحدود المصرية حسب قراره من خطر الأنفاق الممتدة منها حتى رفح الفلسطينية،
وتم تنفيذ الإزالة على 4 مراحل بواقع 500 متر لكل مرحلة بدأت من أكتوبر 2014 حتى نوفمبر 2017، ونفذ الجيش المصري حملة كبيرة لحفر قناة عرضية من ساحل البحر شمالا حتى معبر رفح جنوبا للتأكد من قطع الإمداد عن الأنفاق وتدميرها كليا.
يقول أستاذ العلاقات الدولية الدكتور مأمون فندي :”المنطقة د محور فلاديلفيا أو صلاح الدين، أي تحركات إسرائيلية في هذه المنطقة خرق للبروتوكول العسكري الملحق بمعاهدة كامب ديفيد ملاحق كامب ديفيد”.
وحول محاولة نفي النظام المصري الأنباء عن الاقتحام البري الصهيوني لمحور صلاح الدين، تقول الناشطة منال عبد الله :” الحقيقة يعني في المواقف الكارثية دي، ما ينفعش أبدا أن اللي ينفي يبقى مصدر مطلع مجهول الاسم والمنصب والهوية، ده دور المتحدث الرسمي للمؤسسة العسكرية”.

ويقول الناشط محمد صلاح :” مش هنشوف بيان من القوات المسلحة ولا هيطل علينا المتحدث زي أيام عمليات سيناء، ولا الكلام اللي بيدور مش مهم”.

ويقول الناشط أنس حبيب :”طبعا ده خرق واضح وصريح لمعاهدة السلام، وإحنا كده بنُحتل حرفيا، طبعا أي حديث عن رد فعل من طرف مصر هو مجرد عبث، لأن اللي حاكمنا ابن عم نتنياهو أساسا وهو جاي عشان يؤدي دوره فقط ليهم”.
وتابع :”الكلام هنا بقا للي بيأيدوا السيسي، بجد أنتم إزاي بتقدروا توجدوا له المبررات وشايفين إنه منقذ وحامي مصر؟ للدرجة دي ربنا طابع على قلوبكم؟ للدرجة ديه عمى القلب والبصيرة مش مخليكم تشوفوا، إحنا محكومين بصهيوني بيعمل لصالح إسرائيل وأمريكا؟ واحد كل مهمته هو حماية أمن إسرائيل وقمع وقتل المواطن المصري وتقزيم مصر وجعلها ملهاش قومة تاني”.
يذكر أن الهجوم الذي تشنه قوات الاحتلال على المنطقة الحدودية الفاصلة بين مصر وغزة، ليس الأول من نوعه، ولكن اشتدت وتيرته مؤخرا، وجاء عقب ارتفاع وتيرة الهجمات العسكرية على جنوب القطاع، وبعد أيام من زيارة وفد استخباراتي إسرائيلي للقاهرة للمفاوضة حول زيادة الدعم الإنساني والإغاثي للقطاع،
وبعد سيطرة حركة المقاومة الفلسطينية حماس على الحكم في غزة عام 2007، أصبح المحور خاضعا لها من الجانب الفلسطيني، وهو الوضع الذي يسعى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، إلى تغييره في الحرب الحالية، ضمن خطة يسعى خلالها للسيطرة على جميع المعابرالبرية الخاصة بقطاع غزة.
وكان الفلسطينيون يلجأون إلى حفر أنفاق تهريب تحت محور صلاح الدين لإدخال وتهريب الطعام والشراب والسلع الغذائية خلال سنوات الحصار، وكذلك تهريب السلاح بمساعدة من بعض المصريين على الطرف الآخر، حيث ظلت الأنفاق لسنوات، من أهم طرق دخول السلع إلى القطاع،
وفي يناير 2008، ومع اشتداد الحصار على سكان قطاع غزة من قبل إسرائيل، قام عدد من المسلحين الفلسطينيين بتدمير أجزاء من الجدار الحدودي مع الشريط الحدودي بالقرب من مدينة رفح.

وتدفق على أثر هذا الفعل الآلاف من سكان قطاع غزة إلى الأراضي المصرية؛ للبحث عن الطعام والمؤن، ومنذ ذلك الحين يفكر جيش العدو الصهيوني في استعادة احتلال منطقة محور فيلادلفيا؛ من أجل السيطرة على كافة حدود القطاع ومنع حماس من إعادة التسلح.
وبعد انقلاب الجيش المصري على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي في عام 2013 ووصول الجنرال السيسي لسدة الحكم٬ قرر الأخير على الفور في أكتوبر 2014، إزالة المنطقة السكنية بمدينة رفح المصرية لحماية الحدود المصرية٬ وللحد من خطر الأنفاق الممتدة منها حتى رفح الفلسطينية، بحسب قراره.
وتم تنفيذ الإزالة على 4 مراحل بواقع 500 متر لكل مرحلة، بدأت من أكتوبر 2014 حتى نوفمبر 2017، ونفذ الجيش المصري حملة كبيرة لحفر قناة عرضية من ساحل البحر شمالا حتى معبر رفح جنوبا؛ للتأكد من قطع الإمداد عن الأنفاق وتدميرها كليا.
وبعد ذلك بنى السيسي جدارا فولاذيا؛ لإحكام قبضته الأمنية أكثر على تلك المنطقة٬ في تكريس لمنطقة عازلة موازية على الأراضي المصرية٬ لمنع أي محاولة مستقبلية للتسلل أو تهريب بالاتجاهين٬ ولتأكيد ذلك تم تهجير سكان منطقة رفح المصرية بالكامل وإفراغها من أي سكان مع رفض أي مطالبات بإعادتهم إلى أحيائهم السابقة.
لكن ذلك لم يكن كافيا لإسرائيل، التي لا تزال تعتقد أن حماس قادرة على تهريب السلاح وكل ما تحتاجه عبر الأراضي المصرية؛ لذلك تهدد تل أبيب منذ بداية الحرب بإعادة احتلال محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة بأكملها٬ رغم أن ذلك لم يكن احتلالا لأراض فلسطينية فحسب٬ بل سيكون تعديا أمنيا على مصر وعلى اتفاقية السلام بين القاهرة وتل أبيب، أو سيكون بتنسيق أمني مشترك بين الطرفين بنية تشديد الحصار على القطاع والمقاومة بداخله.