حمل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الإحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن اغتيال الشيخ صالح العاروري نائب رئيس الحركة و6 من قادة حماس والقسام في لبنان، متوعدا الاحتلال أنه “سيتألم بحجم ألم أطفالنا ونسائنا بل وأكثر”، بحسب تصريحه الذي تناقلته المحطات والفضائيات.
ونعى رئيس المكتب السياسي للحركة نائبه في لبنان “القائد المجاهد والقامة الوطنية الشهيد الشيخ صالح العاروري” بحسب وصفه.
https://twitter.com/i/status/1742274620965708007
واعتبر إسماعيل هنية أن اغتيال العاروري عمل إرهابي متكامل الأركان وانتهاك لسيادة لبنان، مشددا على أن “حركة تقدم قادتها ومؤسسيها من أجل كرامة شعبها لن تهزم وهذه الاغتيالات ستزيدها صلابة”.
وفي إطار نعيه “العاروري” ذكر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أسماء القادة والشهداء ومنهم:
القائد القسامي سمير فندي
القائد القسامي عزام الأقرع
الشهيد المجاهد أحمد حمّود
الشهيد المجاهد محمود شاهين
الشهيد المجاهد محمد بشاشه
الشهيد المجاهد محمد الريّس
وأوضح “هنية” أن فشل جيش الاحتلال في تحقيق أهدافه في غزة فلجأ إلى بيروت مستهدفا الشيخ القائد صالح العاروري، لافتا إلى أن اغتيال الاحتلال للعاروري وإخوانه عمل إرهابي وانتهاك لسيادة لبنان.
وتعهد رئيس المكتب السياسي لحماس أن الاحتلال النازي لن يفلح في كسر إرادة الصمود والمقاومة لدى شعبنا وأن دماء العاروري وإخوانه امتزجت مع دماء شعبنا في معركة القدس والأقـصى.
وأعتبر هنية أن اغتيال العاروري يثبت مجددًا دموية العدو في غزة والضفة الغربية وكل مكان، وأنه (الاحتلال) يتحمل مسؤولية تداعياته بعدما وسع دائرة عدوانه.
وشدد إسماعيل هنية وهو ينعى القائد صالح العاروري وإخوانه الذين ارتقوا إلى ربهم شهداء، مساء الثلاثاء، في العاصمة اللبنانية بيروت، إثر عملية اغتيال جبانة، نفذها العدو الصهيوني، في عدوان همجي وجريمة نكراء تثبت مجدّداً دمويته التي يمارسها على شعبنا في غزة والضفة والخارج وفي كل مكان.
المقاومة بخير
وتعتبر كلمة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس هي الثانية خلال الثلاثاء 2 يناير وأكدت كلمته الأولى مساء الثلاثاء أيضا أن: “مقاومتنا بخير والعدو إلى اندحار، ورجال المقاومة جعلوا دبابات الاحتلال وناقلاته توابيت متفحمة، ولن يُطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة فهي سيدة المكان والزمان”.
صمود شعبي
وأضاف “أبو العبد” أن المقاومة الباسلة هي سيدة الزمان والمكان في فلسطين، لافتُا إلى أنّه “في اليوم 88 للعدوان الصهيوني على قطاعنا الحبيب لا يزال شعبنا الفلسطيني يضرب أروع الأمثلة في الثبات والصمود والتحدي، وهو يقدم نماذج أعجزت العالم وجعلته يقف احتراما واجلالا أمام هذا العطاء”.
وأردف، “شعبنا العظيم يستحق أسمى آيات التحية والتقدير والاحترام، فقد أثبت رغم الوجع الكبير الذي يعيشه من ألم النزوح والتدمير والمجازر التي تعرض لها رغم ما يواجهه من أهوال وجرائم يندى لها جبين الإنسانية يقوم بها هذا العدو الذي استباح كل شيء بمنتهى الهمجية والوحشية”.
pic.twitter.com/XXUKaVJXQs
وتابع: وشدد على أنّ الشعب راسخ العقيدة متشبع بالإيمان متمرس على المقاومة والصمود تربى على الثقة بالله والتوكل عليه واليقين بحتمية الانتصار والإعداد والمرابطة والمصابرة والاحتساب، شعب يليق به شرف الانتماء لهذه الأرض المباركة والحفاظ عليها وحماية مقدساتها.
وقال هنية: شعبنا في القدس والضفة رغم التنكيل والقمع والارهاب والاقتحامات والإعدامات والاعتقالات التعسفية وعربدة المستوطنين وتقطيع الأوصال إلاّ أن الضفة ستبقى عصية شامخة ومتجددة في مقاومتها وأجيالها محتفظة بحقها في المواجهة الموحدة والشاملة مع إخوانهم في غزة وفي كل مكان.
وشدد بالقول: “نؤمن بأن إرادة الله غالبة وجبروت الاحتلال زائل، وفلسطين وغزة شاهدة على الغزاة الذين تعاقبوا على هذه الأرض فذهبوا واندثروا، وبقيت غزة شامخة، وبقي أهلها ثابتون في أرضهم لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلا ما أصابهم من لأواء”.
وبعث هنية برسالة للشعب الفلسطيني ولجماهير الأمة المترقبة لنصر الله قائلا: “.. اطمئن شعبنا وأمتنا أن المجاهدين وقياداتهم بخير ويمارسون مهامهم القيادية بكل جدارة واقتدار، فخورون بشعبهم وأمتهم وبكل أحرار العالم الذين وقفوا مع الحق الفلسطيني”.
قوة المقاومة بعد 88 يوما
وفي اليوم ال88 من العدوان الصهيوني على غزة والضفة، نبه هنية إلى أن “.. المقاومة مستبسلة في الميدان تسقط أهداف العدو الموهومة واحدا تلو الآخر وخاصة في مراحل العدوان الأولى والثانية والتي أراد فيها تفكيك وتدمير المقاومة وتهجير شعبنا، واستعادة جنوده الأسرى”.
وشدد على أن “المقاومة ما زالت بفضل الله في تصاعد متواصل تذيق هذا العدو وجيشه جزاء جرائمهم، فالمقاومة بخير، والمقاومون وقياداتهم بخير، والنصر صبر ساعة، وعدونا إلى اندحار، ولن يطلق سراح أسرى العدو إلا بشروط المقاومة سيدة المكان والزمان في غزة وفلسطين”.
وأكد أنّ العمليات البطولية الاستثنائية التي نراها وشعبنا وأمتنا هي غيض من فيض مما تقوم به المقاومة كل يوم وساعة، وتؤكد أن هؤلاء الأبطال يستبسلون لدفع حياتهم ثمنا لحرية شعبهم ووطنهم.
وأوضح أن “كل يوم يمر يزيد مقاومتنا قوة وصلابة وثقة بالنصر، كيف لا والمجاهدون حينما يرمون يصدحون بقوله سبحانه (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) وشاهدت الأمة جمعاء الشهيد الرباني الذي صعدت روحه وهو ساجد مقبل غير مدبر”.
وفي رسالة للمقاومين قال رئيس المكتب السياسي ل”حماس”: “أيها الأبطال لقد جعلتم دبابات الاحتلال وناقلاته توابيت متفحمة واستطعتم أن تقهروه على أعتاب أحياء غزة وأصبحتم أمام العالم أساطير يتغنى بها وهم يشاهدون بطولاتكم الفذة بل إن قادة دول، ومسؤولين في جيوش يعيدون مشاهدة صور إبداعاتكم مذهولين وأنتم تواجهون الجيش الذي كان لا يقهر وتحيون المعاني العظيمة في هذه الأمة”.
إعلام مقاوم في الميدان
وفي رسالة لإعلام المقاومة، وجه “هنية” التحية إلى الإعلام العسكري للقسام ولفصائل المقاومة الذي أبدع في الميدان بجانب المقاتلين ينقل صورة البطولات إلى جماهير الأمة العربية والإسلامية والعالم كله، ويظهر جبن الجندي الصهيوني وهزيمته أمام الرجال.
وأبان أن “الاحتلال أراد من هذه المعركة بث روح الهزيمة والانكسار لدى عموم شعبنا فانقلب السحر على الساحر، وظهر كذب الاحتلال وانكشف وجهه القبيح”.
وقال: “بدأ الاحتلال يروج بأنه ينتقل من المرحلة الثانية إلى الثالثة للقيام بعمليات عسكرية مركزة لمنع المقاومة من النهوض، ولكنها ستسقط على يد المقاومة كما سقطت سابقاتها فأبطال فلسطين، أبطال غزة، أبطال القسام وكل فصائل المقاومة، يصنعون اليوم تاريخا وعهدا جديدا لفلسطين حرة عزيزة كريمة”.
إرادة شعبية مقاومة
وعن آخر التطورات بشأن الهدنة والأسرى، شدد إسماعيل هنية على أنه “سيتوقف هذا العدوان تحت ضربات المقاومة وصمود شعبنا، وليس أمام الاحتلال إلا الاستجابة لإرادة شعبنا”.
وأضاف أن “في ضوء المبادرات والعروض التي وصلت إلى قيادة الحركة عبر الإخوة في مصر وقطر، وبعد دراسة هذه الأفكار بإيجابية فإن الحركة قدمت لقطر ومصر موقفها ورؤيتها الذي ترتكز فيه على الوقف الشامل للعدوان على شعبنا وإغاثته والاستجابة لمطالبه المحقة والعادلة”.
(وذلك التصريح الأخير كان قبل اغتيال العاروري حيث جددت حماس موقفها وبعثت بعد العملية للوسطاء بأنه لا هدن أو وساطة بعد اغتيال قادتها.)
وأوضح “هنية” أنّ الحركة تلقت العديد من المبادرات تتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي الصادرة عن جهات وشخصيات فلسطينية وعربية حريصة على شعبنا وقضيتنا وأكدنا للجميع تمسك الحركة بوحدة الشعب والقضية وهي منفتحة على كافة المكونات الوطنية من أجل اعادة بناء المرجعية الوطنية في إطار المنظمة عبر الخيار الديمقراطي إلى جانب الاتفاق على حكومة وطنية للضفة والقطاع.
واستدرك هنية بالقول: والعمل على أساس برنامج المقاومة والثوابت وفي مقدمتها الدولة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير.
ولفت إلى أنّه لن يكون هناك فوضى أو فراغ في القطاع فالأجهزة الشرطية والأمنية تعمل حاليا والمؤسسات الحكومية تقوم بجهدها بالإمكانات المتاحة في ظل الحرب والعدوان.
وقال هنية: ندرك أن الأيام الحالية مؤلمة وثقيلة ولكنها سوف تمضي ويمضي معها الطغيان وسيعود شعبنا بإذن الله إلى بيوته التي نزح منها وسنعمل يدا بيد لإعادة بناء ما دمره الاحتلال والعدوان.
وأضاف بالقول: نعمل على مدار الساعة مع الجميع من أجل أن يحصل شعبنا على احتياجاته وينعم بالحرية والاستقلال، وفي الوقت ذاته إذ نحمّل الاحتلال المسئولية الكاملة عن هذه المعاناة.
وشدد على أنّ الدول التي شاركت وساندت هذا العدوان وخاصة الإدارة الأمريكية تتحمل المسئولية الكاملة من حيث دعمها العسكري والأمني والسياسي لدولة الاحتلال، والوقوف في وجه إرادة المجتمع الدولي الذي ينادي بوقف العدوان إنصاف شعبنا
مستقبل المنطقة
وقال هنية: لقد وضعت هذه الحرب شعبنا وقضيتنا في محطة جديدة مختلفة يدرك فيها العالم أجمع أن لا أمن ولا استقرار ولا مستقبل في المنطقة إلا بحصول شعبنا على حريته وحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه وإقامة دولته المستقبلة وعاصمتها القدس وإنجاز حق العودة، وأن لا مستقبل للاحتلال على أرضنا بل لا شرعية للاحتلال على شبر من أرض فلسطين.
وتابع حديثه بالقول: كما أكدت هذه الحرب أن شعبنا ليس وحيدا، بل معه أمتنا العربية والإسلامية والكثير من الأحرار في العالم شرقا وغربا، ونوجه التحية لكل المشاركين في إسناد هذه المعركة العظيمة على امتداد الوطن العربي والإسلامي والتحية والاعتزاز للشهداء الذين قضوا في اسناد المعركة في لبنان واليمن والعراق.
وأضاف هنية، أنّ الملايين في مدن وعواصم شرق الأرض وغربها تخرج لترفع صوتها عاليا ضد العدوان الغاشم ونصرة لشعبنا، وإدانة الكيان الصهيوني وجرائمه البشعة ضد الإنسانية، وهذا يؤكد أن العالم يدرك أن الاحتلال يمثل كل الشرور.
وأشار إلى أنه آن الأوان للحكومات الاستجابة إلى الحق والضمير والمعاني الإنسانية التي نصت عليها القوانين والقرارات الدولية وأن تتخلى عن صمتها على الانحياز الأمريكي الغربي للاحتلال وتعاملها بإزدواجية معايير فيما يتعلق بفلسطين وقضيتها وحقوق شعبها.
المواقف الداعمة
وقال هنية: أُحيي كل المواقف الداعمة والمساندة وأخص هنا دولة جنوب أفريقيا التي توجهت بشكوى إلى محكمة العدل الدولية ضد دولة الاحتلال بسبب جرائمها ضد الإنسانية والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وشدد على أنّ القضية الفلسطينية وغزة هي قضية إنسانية سياسية عادلة ونتطلع كشعب عانى ويعاني من احتلال عنصري لأكثر من 75 عاماً أن يصدر قرار يحقق العدل لشعبنا وقضيته ويوقف جرائم الحرب التي تجري اليوم في غزة.
وأضاف، “كلي يقين أن هذا العام سيكون عاما ملؤه العزة والكرامة وسيفتح أجندة النصر والتحرير وكذلك سيفتح مسيرة الانهيار والزوال للاحتلال الفاشي الغاصب بإذن الله”.
وهمٌ وسراب
وختم هنية حديثه بالتأكيد على جملة من المواقف الراسخة في عقيدة الحركة، مؤكدًا على أنّ هذا العام سيكون عام تحرير أسرانا بحول الله وقوته وهو عام تجسيد وحدة شعبنا في الداخل والخارج، مشددًا في الوقت ذاته على أن “أي ترتيبات في القضية الفلسطينية دون حماس وفصائل المقاومة وهمٌ وسراب”.
وأضاف: قلنا ونكرر “لا أمن ولا استقرار في المنطقة إلاّ بزوال الاحتلال”.، مشددًا على أنّ مؤامرة التهجير لن تمر، ولا عودة عن المطالبة بتحرير كافة الأسرى، بحسب متابعة (المركز الفلسطيني للإعلام).