في بالغ الإحراج للكيان الصهيوني؛ رفضت محكمة العدل الدولية طلب “إسرائيل” بعدما أراد محاموا الدفاع “الإسرائيلي” عرض مقطع فيديو مدته ساعة واحدة خلال جلسة الاستماع التي استمرت ثلاث ساعات فكان الفيديو عباره عن لقطات دعائية تم قصها واقتصاصها وإضافة تأثيرات وتحريرها من عملية طوفان الاقصى فانتبهت المحكمة” الدولية التابعة للأمم المتحدة في جلستها الثانية التي عقدت الجمعة 12 يناير وقالت: “هذه القضية لم ترفع ضد حماس، بل ضد إسرائيل، وأنت في موقف دفاع”. ” تم رفض الطلب”..
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة حكماً بشأن إجراءات عاجلة محتملة هذا الشهر، لكنها لن تصدر حكماً في ذلك الوقت متعلق باتهامات الإبادة الجماعية إذ يمكن لتلك المسألة أن تستغرق سنوات.
وقرارات محكمة العدل الدولية نهائية لا تقبل الاستئناف، لكنها لا تملك وسائل لإنفاذ أحكامها.
إدعاءات محامي الصهاينة
وادعى المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية في افتتاح اليوم الثاني من جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية الجمعة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة هي عمل من أعمال الدفاع عن النفس ضد حماس و”المنظمات الإرهابية الأخرى”.
وزعم المستشار تال بيكر إن جنوب أفريقيا قدمت أمس الخميس “قصة مشوهة بشكل صارخ” عندما اتهمت “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية في غزة في اليوم الأول من جلسات الاستماع في القضية التي رفعتها أمام محكمة العدل التابعة للأمم المتحدة.
واعتبر أن مطالبة جنوب أفريقيا بوقف فوري للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة سيترك إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها، مضيفا “يجب رفض الطلب والالتماس لما ينطويان عليه من تشهير”.
وأضاف بيكر “إذا كانت هناك أعمال إبادة جماعية، فقد ارتكبت ضد إسرائيل”.
وتابع “مقدمة الطلب تسعى إلى تقويض حق إسرائيل الأصيل في الدفاع عن نفسها… وجعل إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها… كامل حججها يستند إلى وصف يتعمد إخراج الأمور من سياقها والتلاعب بحقيقة الأعمال القتالية الحالية”.
وشدد على أن إسرائيل “لا تسعى لتدمير” الشعب الفلسطيني.
وزعم بيكر “ما تسعى إليه إسرائيل من خلال عملياتها في غزة ليس تدمير الشعب بل حماية شعب، شعبها الذي يواجه هجمات على جبهات عدة”.
مساندة صديق السيسي
صديق السيسي وزير الطاقة الصهيوني الأسبق يسرائيل كاتس، وهو وزير خارجية تل أبيب الحالي، أعرب الجمعة، عن أمله بأن ترفض محكمة العدل الدولية الدعوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا ضد حكومته بارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة.
وقال كاتس في تصريح مكتوب: “عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، يبدو أن المعايير المزدوجة لبعض دول العالم تصرخ إلى السماء”.
وأضاف: “لا يوجد أي أساس لادعاءات جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل”.. على العكس تماما.. ولم يتم تقديم أي دليل على ذلك، بل دليل فقط على حرب دفاعية أخلاقية لا مثيل لها”.
وزعم “كاتس” أن جنوب أفريقيا نفسها تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال دعم منظمة حماس التي تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل”.
وزاد بمزاعم أنه اتصل بالمستشار القانوني لوزارة الخارجية (تال بيكر) لشكره وأعضاء الفريق القانوني “الإسرائيلي” على ظهورهم المبهر الذي قوض كل الحجج المنافقة لجنوب أفريقيا، وكشف عن وجهها الحقيقي كممثل مخلص لمنظمة “إرهابية” تذبح الأطفال والنساء والكبار بشكل غير إنساني” وفق تعبيراته.
نفي جنوب إفريقيا
ومن جانبها؛ رفضت جنوب إفريقيا، الجمعة، اتهام إسرائيل لها بأنها تمثل حركة “حماس” الفلسطينية في محكمة العدل الدولية.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي أمام مقر المحكمة الدولية بمدينة لاهاي الهولندية، عقب انتهاء جلسة الاستماع الخاصة بدفاع “إسرائيل” عن مزاعم جنوب إفريقيا ارتكاب تل أبيب “إبادة جماعية” في غزة.
وقال الفريق القانوني لجنوب إفريقيا: “نحن لا نمثل حماس كما تدعي إسرائيل، بل يمثل هذا الفريق شعب جنوب إفريقيا”.
وأضاف: “ادعاء إسرائيل بأننا أشدنا بحماس بعد هجوم 7 أكتوبر، لا أساس له من الصحة ونرفضه وندينه”.
وأكد فريق جنوب إفريقيا القانوني أن “إسرائيل فشلت اليوم في الرد على ما قدمناه الخميس في محكمة العدل الدولية”.
ووجهت جنوب إفريقيا اتهامات لإسرائيل أمام المحكمة التابعة للأمم المتحدة، مفادها أن العملية العسكرية التي تنفذها في قطاع غزة هي حملة إبادة جماعية تهدف للقضاء على السكان الفلسطينيين.
وطلبت جنوب إفريقيا، التي رفعت الدعوى في ديسمبر كانون الأول، من قضاة المحكمة، أمس الخميس، فرض إجراءات عاجلة تأمر إسرائيل بالوقف الفوري لهجومها.
وقالت إن الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي، الذي دمر مساحات واسعة من القطاع الساحلي الضيق، وقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني، وفقاً للسلطات الصحية في غزة، يهدف إلى “القضاء على السكان” في قطاع غزة.
ورفضت إسرائيل اتهامات ارتكاب إبادة جماعية، ووصفتها بأنها لا أساس لها، وقالت إن جنوب أفريقيا تعمل كبوق لحركة “حماس”، التي تعتبرها منظمة إرهابية تسعى لمحو الدولة العبرية. وقالت إسرائيل إن جيشها يستهدف مسلحي “حماس” وليس المدنيين الفلسطينيين.
وتعرّف اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة النازية، الإبادة الجماعية بأنها “أفعال مرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية”.
ومنذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية اضطر كل سكان القطاع تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إلى النزوح عن منازلهم مرة واحدة على الأقل ما تسبب في كارثة إنسانية.
ولطالما دافعت جنوب إفريقيا بعد حقبة الفصل العنصري عن القضية الفلسطينية، وهي العلاقة التي تشكلت عندما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بنضال المؤتمر الوطني الأفريقي ضد حكم الأقلية البيضاء.
وثائق تركية
وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، أن بلاده قدمت وثائق لقضية رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وفي حديثه للصحافيين في إسطنبول، قال أردوغان إن تركيا ستواصل تقديم الوثائق، ومعظمها صور، حول الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وتابع “أعتقد أن إسرائيل ستتم إدانتها هناك. نحن نؤمن بعدالة محكمة العدل الدولية”.
ووصف وزير الخارجية الصهيوني يسرائيل كاتس الرئيس التركي بأنه “رئيس دولة ارتكبت إبادة جماعية ضد الأرمن في الماضي”. وأنه يستهدف إسرائيل “بادعاءات لا أساس لها”.
ولطالما نفت تركيا التي تحولت لجمهورية في عام 1923 بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية قيامها بحملة ممنهجة لإبادة الأرمن.