فيما يبدو أنه يوجد اتجاهان داخل كتلة الجيش السوداني برئاسة عبد الفتاح البرهان وقائد الحركة الشعبية برئاسة مالك العقار (نائب البرهان حتى الآن) واصل رئيس المجلس السياسي مقاطعته الدبلوماسية لقمة الإيجاد التي انطلقت الاثنين في أوغندا، وضمت محمد حمدان دقلو حميدتي المدعوم من القوى المدنية السودانية بقيادة عبدالله حمدوك رئيس الحكومة السابق مع دعم معلن من إثيوبيا والإمارات وآخرين.
كشف رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، أنه أطلع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة، على ما قامت به قوات الدعم السريع المتمردة من انتهاكات وفظائع ضد الدولة ومؤسساتها والبنية التحتية وضد ممتلكات المواطنين، وذلك ردا على اتصال حميدتي بغوترتيش أمين عام الأمم المتحدة يبدو أنه أبوظبي نسقت له الاتصال.
غير أن تصريحات نائب البرهان مالك عقار للجزيرة مباشر، كانت صادمة للمراقبين من جانب ما ذكره من الجيش السوداني ارتكب انتهاكات خلال الحرب.
وأضاف “عقار” أن “البرهان مازال ملتزما بلقاء حميدتي على أن يتم اللقاء في جيبوتي وأمام الرئيس عمر قيله بصفته رئيسا “لإيغاد” مردفا أن الرئيس البرهان سيلتقي حمدوك وننفتح على كل المبادرات.
وعن غياب البرهان عن جيبوتي الاثنين وقمة الإيغاد قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني: “منظمة الإيغاد قامت بخطأ إجرائي في ترتيب لقاء البرهان وحميدتي” موضحا أن “البرهان وافق على مقابلة وفد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم دون تحديد موعد اللقاء”.
وأردف، “البرهان وافق علي دعوة تقدم للقاء حمدوك ولم يتم تحديد زمان ومكان اللقاء وسيتم الانفتاح علي جميع المبادرات ولقاء بقية الكتل السياسية”.
وتابع: “نتعاطى بإيجابية مع كافة المبادرات التي تهدف للتفاوض”.
غير أن حكومة السودان استنكرت دعوة هيئة إيغاد مليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي لحضور قمتها الطارئة ف أوغندا، وقالت: إن “الدعوة تعد انتهاك صارخ لقواعد التأسيس وتقاليد عمل المنظمات الدولية”.
وأضافت أن ذلك يُعَد استخفافا بالغا بضحايا الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والعنف الجنسي التي تمارسها عصابات الجنجويد.
ورفض مجلس الرئاسة في السودان بقيادة البرهان حضور مؤتمر الإيغاد الطارئ في أوغندا والذي أعلنه الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر.
رئيس حزب الأمة السوداني مبارك الفاضل قال: إن “اعتذار البرهان عن قمة الإيغاد في أوغندا موقف سليم، لأن معظم دول الإيغاد قابضة الثمن ومنحازة ضد السودان”.
غير أنه في 7 يناير، كانت وزارة الخارجية بالسودان مستعدة للقاء، وأبدت تعجبا من إلغائه قبل ساعات من مغادرة البرهان لجيبوتي للقاء دقلو ثم أخبرتهم الإيجاد بالتأجيل.
وتنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي إشاعات بحق البرهان قائد الجيش السوداني، مثل أنه قد حصل على الجواز التركي مما يثبت جنسيته التركية السودانية المزدوجة مما يلغي شرعية قيادته للقوات المسلحة السودانية، وأن مكون الإخوان المسلمين أو ما يطلقون عليه الكيزان في قواته كبير وأنه محكوم بقبضة الإسلاميين.
وفي مصر، التقى وفد من الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية برئاسة جعفر الميرغني مع مستشار رئيس جنوب السودان للشئون الأمنية، توت قلواك بالعاصمة المصرية القاهرة، وتسلمت الكتلة الديمقراطية خلال اللقاء، دعوة رسمية لزيارة جنوب السودان لبحث وقف الحرب والتشاور حول الحوار السوداني – السوداني.
تعهدات ياسر عطا
مساعد قائد الجيش السوداني ياسر عطا والذي تتهمه أبوظبي عاصمة الثورة المضادة أنه عضو في الإخوان المسلمين، بعد أن كشف تدخلها بدعم مليشيا الدعم السريع عسكريا وسياسيا تعهد الاثنين بتحقيق النصر على قوات الدعم السريع.
وقال العطا، في تسجيل مصور نشر الاثنين أمام عرض عسكري للملتحقين المتطوعين بالجيش في القضارف: إنهم “سينتصرون على الدعم السريع، وأقسم على ذلك مرتين خلال حديثه”.
وتحولت مدينة القضارف إلى ما يشبه مركزا رئيسيا للتحشيد والتعبئة العسكرية للجيش السوداني في تأهب لمعارك مقبلة ضد الدعم السريع.
وقال العطا المشرف على العمليات العسكرية بأم درمان الجزء الغربي من العاصمة: “سيكون هناك قتال أكبر خلال الأيام المقبلة، وسيهربون من السودان كله”، مشيرا إلى تلقيهم دعما من القائد العام للجيش”.
وتداول ناشطون صورا لأرتال عسكرية كبيرة من قوات الجيش السوداني والمستنفرون منهم متطوعون مجهزون بأسلحة خفيفة ومتوسطة.
وعقب سقوط ود مدني عاصمة الجزيرة بيد «الدعم السريع»، أعلنت حكومة ولاية القضارف حالة الطوارئ وحظر التجوال وتأمين المداخل والمعابر المؤدية إلى الولاية بأعداد كبيرة من القوات النظامية، والقضارف أولى مدن الإقليم الشرقي، تبدو بحسب المعطيات الهدف العسكري المقبل للدعم السريع بعد إحكام سيطرتها على كامل ولاية الجزيرة وسط البلاد التي تبعد نحو 238 كيلومترا عن القضارف.
وتشهد القضارف حالة من التوجس والتخوف وسط المواطنين من أي هجوم مرتقب للدعم السريع.
ووجه قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بفتح معسكرات تدريب للمدنيين على القتال للمشاركة ضمن ما وصفها بمعركة الكرامة، مؤكدا دعمه بقوة للمقاومة الشعبية.
ودعا البرهان لاحقا المجموعات المنضوية في المقاومة الشعبية إلى الانضمام إلى الجيش، متعهدا بتقديم السلاح لهم للدفاع عن أنفسهم ومناطقهم، ومشيرا إلى أن الجيش على استعداد لمدهم بالمزيد من الأسلحة.
هذا وتراجعت الاثنين حدة المعارك العسكرية بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم، عدا اشتباكات محدودة تجري في مناطق متفرقة من مدينة أمدرمان، وأفاد سكان بالخرطوم بأن قوات الجيش تقدمت في عدد من أحياء المدينة التي كانت تسيطر عليها الدعم السريع.