خيري رمضان بدأ الحملة.. إعلاميو السيسي يدعون لمنع العمرة وتقليص الحج لحل أزمة الدولار!

- ‎فيتقارير

 قدّم الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية بنظام السيسي، خيري رمضان مقترحا لحل أزمة نقص العملة الأجنبية والدولار الذي تعاني منه مصر حاليا، وذلك بإيقاف العمرة لمدة عام لتوفير العملة الصعبة.

 

واقترح “رمضان” خلال برنامجه “مع خيري” عبر فضائية “المحور”، مساء السبت 20 يناير الجاري، إيقاف العمرة لمدة، معقبا “مش هتروح النار لو معملتش عمرة السنة دي”.

كما اقترح أن يكون الحج هذا العام في أضيق الحدود لمن لم يحج، وقال: “في ناس بتسافر مرة واثنين وثلاتة، وفي ناس مش لاقية تأكل، أنا كدولة أمنع العمرة هذا العام، والحج يكون في أضيق الحدود لمن لم يحج، هي دي قبضة الدولة، أن تساعد هذا الشعب على العيش”.

وزعم  رمضان “مصر من أكثر الدول التي يؤدي مواطنوها فريضة الحج، إذ يتوجه لأداء الحج نحو 60 ألف شخص كل موسم، موضحا في حج بيوصل إلى مليون جنيه، وعمرة بتوصل إلى 300 ألف جنيه”.

 

وأشار رمضان إلى أن تكلفة أداء 60 ألف شخص فريضة الحج سنويا تصل إلى 100 مليون دولار، كما يصل متوسط عدد المصريين الذين يؤدون العمرة سنويا إلى 500 ألف شخص.

 

وردا على مقترح الأجهزة الأمنية والسيادية التي تدير المشهد المصري بطرق مقززة، حيث تترك الأزمة الحقيقة والأسباب المؤدية لتفاقم الدولار، وتتعلق بأهداب الصد عن سبيل الله، حيث تعود أزمة الدولار إلى الإنفاق السفيه للسيسي على مشاريع فنكوشية لا تدر دخلا على الاقتصاد، كالعاصمة الإدارية ومشاريع أبراج العلمين والعاصمة، وشق الطرق بالصحاري والأدغال والتباهي بالقصور الرئاسية وصفقات السلاح الذي لايستخدم، إضافة للأمن القومس المصري، وطائرات الرئاسة الفخمة كملكة السماء وغيرها.

 

ولعل  تعلق المسلمين في أي مكان ببيت الله والرغبة الدائمة والتوقان للحج والعمرة، من سنن الإسلام وفطرة المسلمين السليمة، والمهتدية بهدي الإسلام، خاصة وأن الدولة لا تقدم أي دعم لتلك الفرائض والشعائر، بل تتكسب منها أشد تكسبا، حيث تفرض رسوما كبيرة على المواطنين،عبر بوابة الحج والعمرة، والتي تتسبب في ارتفاع تكلفة الحح والعمرة، وقد أثارت مؤخرا السلطات المصرية غضبا شديدا ، حينما أعلنت السلطات السعودية عن فتح باب العمرة والدخول للسعودية بفيز سياحية مباشرة، تمكن المسافر من دخول السعودية وأداء نسكه دون الحصول على تأشيرة، وهو ما قابلته السلطات المصرية بتشديد الإجراءات، وهددت بمنع أي مسافر للعمرة أو الحج دون الحصول على كود العمرة والحج عبر البوابة الإلكترونية المصرية، وهو ما يكلف المعتمر والحاج من 20 إلى 40 ألف جنيه، دون فائدة للمعتمر، وهو ما يصب في جيب الحكومة، كما تشغل رحلات الحج والعمرة طائرات ومطارات مصر، وتجنبها الخسائر الكبيرة، والتي تصل لنحو 100 مليار جنيه، وفق إحصاءات حكومية مؤخرا.

 

وفقد الجنيه المصري نحو 50% من قيمته أمام الدولار، بعد أن خفضت مصر عملتها المحلية 3 مرات، منذ مارس 2022، في ظل أزمة اقتصادية ونقص حاد في السيولة الدولارية في أعقاب الحرب في أوكرانيا.

 

يأتي هذا فيما غيرت وكالة موديز  للتصنيفات الائتمانية نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى سلبية، مشيرة إلى المخاطر المتزايدة المتمثلة في استمرار ضعف الوضع الائتماني للبلاد، وسط صعوبة إعادة التوازن للاقتصاد الكلي وسعر الصرف.

 

وكان من المتوقع أن يؤدي استمرار الحصول على الدعم المالي الرسمي من صندوق النقد الدولي إلى زيادة قدرة مصر على تحمل الديون، لكن إجراءات السياسة وأوجه الدعم الخارجي قد تكون غير كافية لمنع إعادة هيكلة الديون؛ نظرا لضعف مقاييس أعباء الدين، وفق بيان للوكالة.

وقالت موديز: إن “الزيادة الكبيرة في مدفوعات الفائدة والضغوط الخارجية المتزايدة أدت إلى تعقيد عملية تكيف الاقتصاد الكلي”.

 

يشار إلى أن السيسي أنفق نحو 58 مليار دولار، في مشاريع العاصمة الإدارية، فيما اقترضت وزارة النقل نحو 40 مليار دولار لمشاريع النقل طوال سنوات السيسي، من أجل إنشاء خطوط قطارات كهربائية في الصحراء ومشاريع عالية التكلفة لربط العلمين ومرسى مطروح على البحر المتوسط بالعين السخنة وشرم الشيخ على البحر الأحمر مرورا بالعاصمة الإدارية دون فائدة ، إذ إن مرتادي المدن السياحية كالعلمين وشرم الشيخ والعين السخنة وغيرها لا يستعملون القطار للوصول لتلك المنتجعت، بل يمتلكون سيارات غالبا فارهة لا يستطيعون الاستغناء عنها ، لارتياد وسيلة مواصلات جماعية.

وغالب مشاريع السيسي كان يمكن تأجيلها دون أن تتسبب في أي أزمات لمصر، إلا إن العقلية العسكرية تريد التباهي بإنجازات حتى لو كانت وهمية وبلا جدوى حقيقية.

 

وتثور تساؤلات عدة لخيري رمضان ولمن يقف وراء دعوته، لماذا لا يطالب الجيش بالابتعاد عن الاقتصاد وتوحيد موازنات الجيش والموازنة العامة والصناديق الخاصة من أجل الشفافية ومعالجة الأزمات الاقتصادية؟ لماذا لا يطالب السيسي بوقف مشاريع الرفاهية بالعاصمة الإدارية ومنع إهدار أموال الدولة في مشاريع الإبراج والنهر الأخضر وغيره؟ لماذا  يطالب خيري السيسي ببيع الطائرات الرئاسية، كما فعل رؤوساء دول عدة لحل أزمة الدولار؟ لماذا لا يطالب بإلغاء الإعفاءات الضريبية للمؤسسات العسكرية والأمنية في المشاريع الاقتصادية؟ لماذا لا يطالب بوقف فساد كبار رجال الأعمال المسيطرين على اقتصاد البلد؟ لماذا لا يطالب بوقف حفلات النجوم الصيفية في المنتجعات السياحية حماية للجنيه المصري؟