قالت محكمة العدل الدولية: إنها “ستصدر الجمعة المقبل قرارها في طلب جنوب أفريقيا اتخاذ إجرءات عاجلة ضد إسرائيل” وصباح الأربعاء قال تقرير صحفي صدر عن موقع في كيب تاون عاصمة جنوب افريقيا: إن “القرار المرتقب سيتعلق بوقف الحرب على غزة وفق إجراءات عاجلة”.
وقال القيادي في حركة حماس محمود مردواي في تصريحات تلفزيونية “الجزيرة مباشر”: “واثقون بإدانة العدو الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية”.
وأكد ممثل جنوب أفريقيا في مجلس الأمن أن سبب مساندتهم فلسطين هو أن لديهم تجربة أليمة في الفصل العنصري، وقررنا اللجوء لمحكمة العدل لضمان العدالة للفلسطينيين”.
وأمام اجتماع لمجلس الأمن ناقش قضية الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة، دعم بيان صادر المجموعة العربية في مجلس الأمن الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام العدل الدولية وأشاد بخطوتها.
وقال ممثل ليبيا في مجلس الأمن: “نثمن موقف جنوب أفريقيا وأعلنا الانضمام لها في المرافعات”، محذرا من أنهم في ليبيا “فقدنا الثقة في المجتمع الدولي بسبب ازدواجية المعايير، ويجب وقف إطلاق النار فورا في غزة”.
بينما اكتفى ممثل السيسي أمام مجلس الأمن بالقول: “نتطلع للحكم الذي ستصدره محكمة العدل الدولية بشأن الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا” غير أن وزير خارجية ماليزيا رحب بخطوة كيب تاون القانونية.
وكان وزير العدل الفلسطيني توقع الثلاثاء أسبوعين لصدور قرار من الهدل الدولية سيقضي بتدابير مؤقتة لمنع تفاقم الأوضاع بغزة، مستدركا أن إصدار حكم نهائي يحتاج لسنوات.
وأضاف، “المطلوب من العدل الدولية تحميل إسرائيل مسؤولية ارتكاب إبادة جماعية في غزة وجبر الضرر والتعويض”.
وكان السفير الفلسطيني لدى بودابست فادي الحسيني قال: إن “الحكم سيصدر في غضون أسبوع ويرفع إلى مجلس الأمن”.
وقال الحسيني ردا على سؤال حول موعد صدور الحكم: “ستعقد المحاكمة قريبا في غضون أسبوع، وتأمل فلسطين أن يكون حكمها في صالحنا”.
وأضاف: “سيتم إرسال الحكم إلى مجلس الأمن الدولي”، مضيفا أنه من المرجح أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضد تنفيذ قرار المحكمة، وفق ما أوردته “روسيا اليوم”.
ومنذ البداية توقع قانونيون أن تصدر المحكمة حكما بشأن إجراءات عاجلة محتملة هذا الشهر، لكنها لن تصدر حكما في ذلك الوقت متعلق باتهامات الإبادة الجماعية، إذ يمكن لتلك المسألة أن تستغرق سنوات.
وقرارات محكمة العدل الدولية نهائية لا تقبل الاستئناف، لكنها لا تملك وسائل لإنفاذ أحكامها.
وتتهم جنوب أفريقيا دولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقبل أيام، أعلن الادعاء السويسري تقديم شكوى جنائية ضد الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتزوج خلال مشاركته في منتدى دافوس العالمي، وأعلنت إندونيسيا تقديم دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة.
وسبق أن انضمت ناميبيا مسبقا إلى دعوى جنوب إفريقيا لمساندتها، وأعلنت المكسيك وتشيلي إحالة ملف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية، للتحقيق في جرائم إسرائيل، التي باتت محاصرة بالأفعال الحرة حول العالم.
إحراج صهيوني
وفي الجلسة الثانية للمحاكمة التي عقدت الجمعة 12 يناير رفضت محكمة العدل الدولية طلب إسرائيل عرض مقطع فيديو مدته ساعة واحدة خلال جلسة الاستماع التي استمرت ثلاث ساعات، فكان الفيديو عباره عن لقطات دعائية تم قصها واقتصاصها وإضافة تأثيرات وتحريرها من عملية طوفان الأقصى فانتبهت المحكمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، وقالت: “هذه القضية لم ترفع ضد حماس، بل ضد إسرائيل، وأنت في موقف دفاع، تم رفض الطلب”.
وادعى المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية في افتتاح اليوم الثاني من جلسات الاستماع في محكمة العدل الدولية الجمعة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة هي عمل من أعمال الدفاع عن النفس ضد حماس والمنظمات الإرهابية الأخرى.
وزعم المستشار تال بيكر أن جنوب أفريقيا قدمت أمس الخميس قصة مشوهة بشكل صارخ، عندما اتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة في اليوم الأول من جلسات الاستماع في القضية التي رفعتها أمام محكمة العدل التابعة للأمم المتحدة.
واعتبر أن مطالبة جنوب أفريقيا بوقف فوري للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة سيترك إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها، مضيفا يجب رفض الطلب والالتماس لما ينطويان عليه من تشهير.
وأضاف بيكر، إذا كانت هناك أعمال إبادة جماعية، فقد ارتكبت ضد إسرائيل.
وزعم أن إسرائيل لا تسعى لتدميرالشعب الفلسطيني، وأن ما تسعى إليه إسرائيل من خلال عملياتها في غزة ليس تدمير الشعب بل حماية شعب، شعبها الذي يواجه هجمات على جبهات عدة.
وقال وزير الطاقة الصهيوني يسرائيل كاتس: إن “جنوب أفريقيا نفسها تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال دعم منظمة حماس التي تدعو إلى القضاء على دولة إسرائيل”.
شعب جنوب أفريقيا
ومن جانبها؛ رفضت جنوب إفريقيا، الجمعة، اتهام إسرائيل لها بأنها تمثل حركة حماس الفلسطينية في محكمة العدل الدولية.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي أمام مقر المحكمة الدولية بمدينة لاهاي الهولندية، عقب انتهاء جلسة الاستماع الخاصة بدفاع إسرائيل عن مزاعم جنوب إفريقيا ارتكاب تل أبيب إبادة جماعية في غزة، وقال الفريق القانوني لجنوب إفريقيا: “نحن لا نمثل حماس كما تدعي إسرائيل، بل يمثل هذا الفريق شعب جنوب إفريقيا”.
وأضاف: “ادعاء إسرائيل بأننا أشدنا بحماس بعد هجوم 7 أكتوبر، لا أساس له من الصحة ونرفضه وندينه”.
وأكد فريق جنوب إفريقيا القانوني أن “إسرائيل فشلت اليوم في الرد على ما قدمناه الخميس في محكمة العدل الدولية”.
ووجهت جنوب إفريقيا اتهامات لإسرائيل أمام المحكمة التابعة للأمم المتحدة، مفادها أن العملية العسكرية التي تنفذها في قطاع غزة هي حملة إبادة جماعية تهدف للقضاء على السكان الفلسطينيين.
وطلبت جنوب إفريقيا، التي رفعت الدعوى في ديسمبر كانون الأول، من قضاة المحكمة، أمس الخميس، فرض إجراءات عاجلة تأمر إسرائيل بالوقف الفوري لهجومها.
ولطالما دافعت جنوب إفريقيا بعد حقبة الفصل العنصري عن القضية الفلسطينية، وهي العلاقة التي تشكلت عندما رحبت منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات بنضال المؤتمر الوطني الأفريقي ضد حكم الأقلية البيضاء.
وقدمت تركيا وثائق لقضية رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة بتهمة ارتكاب إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وقال الرئيس التركي رجب أردوغان: إن “تركيا ستواصل تقديم الوثائق، ومعظمها صور، حول الهجمات الإسرائيلية على غزة”.
وتابع “أعتقد أن إسرائيل ستتم إدانتها هناك، نحن نؤمن بعدالة محكمة العدل الدولية”.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر 25 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ63 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن الدمار الهائل في الأبنية والبنية التحتية.
وفي 11 يناير الجاري، بدأت محكمة العدل الدولية بالاستماع إلى دولة الاحتلال وجنوب أفريقيا على مدار يومين، بشأن الدعوى التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل.
وفي اليوم الأول، قدمت جنوب أفريقيا مرافعتها في أولى جلسات القضية، حيث أكدت وجود نية الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لدى الاحتلال على المستويين السياسي والعسكري.
وفي اليوم الثاني، استمعت محكمة العدل الدولية إلى مرافعة ممثلي الاحتلال الصهيوني في هذه الدعوى.
وفي 29 ديسمبر 2023، رفعت جنوب أفريقيا دعوى قضائية ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية بشأن انتهاكات الاحتلال بالتزاماته بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
ولفتت الدعوى إلى أن أفعال كيان الاحتلال تعتبر ذات طابع إبادة جماعية، لأنها ترتكب بالقصد المحدد المطلوب، لتدمير الفلسطينيين في غزة كجزء من القومية الفلسطينية الأوسع والمجموعة العرقية والإثنية.
ويتكون ملف الدعوى الذي أعدته جنوب أفريقيا من 84 صفحة، ويتضمن تفاصيل بشأن استمرار دولة الاحتلال في قصفها قطاع غزة، الذي خلف عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، منذ السابع من أكتوبر الماضي
وتعرّف اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، التي صدرت في أعقاب القتل الجماعي لليهود في المحرقة النازية، الإبادة الجماعية بأنها أفعال مرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو عرقية أو عنصرية أو دينية.
ومنذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية اضطر كل سكان القطاع تقريبا، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، إلى النزوح عن منازلهم مرة واحدة على الأقل ما تسبب في كارثة إنسانية.