حتى الذكرى الثالثة عشر لثورة 25 يناير، عمل الانقلاب العسكري على تقليم أظافر ثورة يناير باعتقال رموز الثورة والزج بهم إلى غياهب السجون، بتهم سياسية، ومن هم خارج السجون إما مطاردون يتعرضون للتضييق الأمني أو مضطرون للسفر إلى الخارج تحت بند المهجّرين، بحثا عن الحرية والعيش الكريم، ولكن ذلك لم يرح النظام الذي يظهر مذعورا مع كل ذكرى ومطاردا من أثرها ومترهبا من كل تجمع ولو بسيط، مثل معرض الكتاب الذي تعرض للنفي القسري خارج عمق القاهرة لهذا السبب.
يرى مراقبون أن رموز ثورة 25 يناير المجيدة ما زالوا موجودين، ولم يختفوا ولكن عددا كبيرا منهم يقبع الآن داخل السجون بتهم غير مبررة.
ويشيرون إلى أن عددا كبيرا من رموز الثورة عزف عن المشاركة في الحياة السياسية بعد فشل الثورة في تحقيق أهدافها.
ومن أبرز رموز هذه الثورة د.محمد البلتاجي، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الجناح الحزبي لجماعة الإخوان المسلمين، وأحد الشخصيات السياسية البارزة التي شاركت في ثورة 2011 في ميدان التحرير، وسبق أن انتخب نائبا في برلماني 2005 و2012.
والبلتاجي طبيب ومحاضر في كلية الطب بجامعة الأزهر، وقبع في سجن انفرادي منذ عام 2013. وكانت ابنته أسماء (17 عاما) ضمن المئات الذين استشهدوا في مجزرة فض ميدان رابعة العدوية في 14 أغسطس 2013، كما اعتقل ابنه أنس في ديسمبر 2013.
وكذلك الداعية صفوت حجازي والذي كان عضو مجلس أمناء ثورة 25 يناير وهو الداعية المرموق والذي كان يقدم البرامج الدينية عبر عدة محطات تلفزيونية، وكان من أبرز وجوه ثورة يناير وقادمتها وعضو مجلس أمنائها وهو الآن معتقل بسجن بدر انتقاما لدوره في ثورة يناير ومن بعدها دوره في اعتصام رابعة العدوية المناهض للانقلاب العسكري.
ومن رموز يناير المعتقلين أيضا المحامي البارز عصام سلطان نائب رئيس “حزب الوسط”، الذي أُسس من قبل أعضاء سابقين في جماعة الإخوان المسلمين.
وانتخب سلطان نائبا في البرلمان في أول انتخابات نيابية بعد الثورة، وكان عضوا في حركة “كفاية” و”الجمعية الوطنية للتغيير”.
ويقبع سلطان –الذي عارض عزل مرسي- في زنزانة انفرادية في سجن العقرب سيئ الصيت منذ اعتقاله في يوليو 2013.
ومن أبرز رموز ميدان التحرير الذين تحولوا إلى كتيبة دفاع مشتركة عن الثورة، المعتقل محمد رفاعة الطهطاوي مدير مكتب رئيس الجمهورية الشهيد د. محمد مرسي والنائب الخلوق فريد إسماعيل والذي استشهد بالإهمال الطبي في سجون الانقلاب وعشرات على غراره كانوا بين الأخفياء في دعم ثورة يناير وهم اليوم أحياء عند ربهم يرزقون.
وضم مجلس حكماء ثورة يناير العديد من الشخصيات منها من كان بالفعل مضحيا للثورة، ومنهم من كان يبحث عن مكاسبها ومن أبرز أعضاء المجلس الدكتور صفوت حجازي، والدكتور محمد البلتاجي، والسفير عبد الله الأشعل، والمحامي صبحي صالح، والدكتور حازم فاروق، والمحامي أحمد بركة وحازم صلاح أبو اسماعيل.
وضم أيضا ممثلين عن اليساريين وحزب التجمع والوسط ومستقلين، علاوة على الإخوان المسلمين، وحظي بقبول الكثيرين في أنحاء مصر لما يتوافق مع مبدأ الثورة أولاً؛ متناسياً الخلافات والأفكار الخلافية.
كما أبان الانقلاب عن شرذمة من المخبرين والمنتفعين في ثوب أنصار ثورة يناير ومنهم من استمر في خدمة الانقلاب حتى الرمق الأخير وما زالت.
شاهد على الثورة
الدكتور صفوت حجازي أحد أبرز رموز ثورة يناير في حوار مع المذيع أحمد منصور الإعلامي بقناة الجزيرة، كشف طابور أعداء ثورة 25 يناير في مصر وكيف قوضوا مسيرتها.
وبثت الحلقة في 11 سبتمبر 2011 وذلك بعد تنحي مبارك، وأبان كيف تغيرت تركيبتها بعد دخول بعض الانتهازيين إلى الميدان لتحقيق مغانم شخصية.
وأوضح حجازي أنه هو من رتب حضور الشيخ يوسف القرضاوي إلى ميدان التحرير رغم اعتراض الإخوان المسلمين على ذلك، ثم أكد أن أكبر خطأ وقعت فيه اللجنة المنظمة هو توحيد المنصات في منصة وحداة، مما أدى ذلك إلى مشكلات عدة منها التدافع الشديد أمام المنصة وعدم وصول الصوت إلى أغلب المشاركين في هذه الجمعة.
وأضاف حجازي أن اتهام بعض القوى للمليونية أنها استحواذ من الإسلاميين على الثورة غير صحيح، مفسرا أن أعداء الثورة المصرية مقسمة منها العدو الخارجي وهم أمريكا وإسرائيل والعدو الداخلي وهم المتعاونون مع رجال النظام المصري السابق الذي يعطل إنشاء المؤسسات المنتخبة ديموقراطيا.
وأبدى صفوت حجازي خلال الحلقة التفاؤل الشديد للثورة المصرية رغم كل المؤشرات السلبية ويقينه في المستقبل بانتصار الثورة وتحقيق أهدافها ولو بعد حين.
https://www.youtube.com/watch?v=nYDtel7xCVc