فى زمن الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي تحولت الخضراوات والفواكه إلى مستنقع للأمراض الفتاكة التى انتشرت بين المصريين وأصابت الكثيرين منهم وذلك بسبب استخدام المبيدات وبعض أنواع الأسمدة المحظورة فى الزراعة وغياب دور الجمعيات الزراعية التى أصبحت تتاجر فى الفلاحين ولا تقدم لهم شيئا يساهم فى رقى وتطور الزراعة المصرية .
ورغم أن المبيدات والأسمدة ضرورية لزيادة إنتاجية المحاصيل إلا أن فوضى الاستخدام أضرت بالأراضي الزراعية وبالبيئة المصرية وبالصادرات الزراعية كما أن الإرشاد الزراعى لم يعد له دور فى زمن حكومة الانقلاب التى لا تعرف إلا سرقة ونهب واستنزاف المواطنين .
خبراء الزراعة حملوا حكومة الانقلاب مسئولية هذه التجاوزات فى قطاع الزراعة مؤكدين أن الفلاح المصرى أصبح ضحية لسياسات الانقلاب الكارثية .
وقال الخبراء ان الإرشاد الزراعى والجمعيات الزراعية لم يعد لها دور وأن الفلاح يضطر إلى اللجوء إلى السوق السوداء لشراء الأسمدة والمبيدات بأضعاف أسعارها .
وحذروا من أن المبيدات المجهولة والمحظورة تهدد باصابة المصريين بأمراض فتاكة مثل الفشل الكلوى والسرطانات والالتهاب الكبدى الوبائى وغيرها .
الفراولة والخُضر
من جانبه كشف المهندس هشام السيد الكحال، استشاري زراعة الفراولة والخُضر، أن هناك ظواهر طرأت على المحاصيل الزراعية بعد الحصاد في الآونة الأخيرة، خاصة محاصيل الخضر الدرنية مثل البطاطس والبصل والثوم، موضحا أن المظهر الخارجي للثمار يكون جيدا، أما من الداخل فنجد الدرنة تالفة بها عفن وغير صالحة للاستهلاك .
وأرجع «الكحال» فى تصريحات صحفية أسباب هذه الظاهرة؛ إلى الإسراف في التسميد الأزوتي، والذي يجعل الثمار ذات أنسجة طرية معرضة للإصابة بالأمراض الفطرية، كما أن هناك وقتًا معينًا يحتاج فيه النبات إلى التسميد بعناصر معينة مثل البوتاسيوم والفسفور والكالسيوم، وفى حال عدم التزام المزارع بالتسميد في هذا الوقت تتلف الدرنات.
وأضاف : هناك معاملات كيماوية خاصة بالاستخدام الأمثل للمبيدات للوقاية، لكن للأسف المزارع العادي يعتمد على نظرية «عند ظهور المرض أبدأ بالمكافحة»، وبالطبع تعد تلك النظرية خاطئة تمامًا؛ وذلك لعدم درايته بنظام المكافحة المتكاملة، وهو ما يعكس قصور دور الإرشاد الزراعي، مؤكدا أن هناك أمراض فطرية وحشرية تُصيب المحاصيل قبل وبعد الحصاد، وهناك طرق مكافحة وبرامج ستعود بالربح على المُزارع في حال التزامه بها.
وعن دور وزارة زراعة الانقلاب أشار «الكحال» إلى أنه من المفترض أن تقوم الوزارة بعمل ندوات زراعية قبل موعد زراعة كل محصول من خلال الجمعيات الزراعية، علاوةً على عمل حقول إرشادية تابعة لكل جمعية؛ ليتعرف المزارع على طرق ونظم الزراعة الحديثة.
الفطريات
وأكد الخبير الزراعي نهاد محمد أديب، أن تلف الخضراوات والفاكهة من الداخل يرجع إلى عدة أسباب؛ منها زيادة الهرمون الخاص بالنبات سواء كان بالري أو الرش، فمن الممكن أن تكون النبتة مصابة بفطريات قبل أو بعد زراعتها، وكذلك زيادة أو نقص الري، فلا بد من تعويد النبتة على وقت وكمية معينة من الماء، على سبيل المثال مرة أو مرتين فقط بالأسبوع بالصيف ومرة كل أسبوع بالشتاء، وكذلك أيضًا العوامل المناخية قد تكون سببًا في التلف نتيجة الحر أو البرد الشديد، بالإضافة إلى كثرة السماد والمواد الكيماوية والمبيدات الحشرية المستخدمة لرش النبات
وشدد «أديب» فى تصريحات صحفية على ضرورة استخدام كمية مناسبة عند التسميد أو الرش، موضحًا أن هذه الظاهرة طبيعية تصيب المزروعات وهي ليست خطيرة ولكن يجب علاجها، ونصح بضرورة الرجوع إلى خبير لتحديد كمية المبيدات والأسمدة التي يتم تسميد الأرض بها والتي تناسب كل محصول.
واشار إلى ضرورة متابعة وإعطاء دورات ومحاضرات مجانيّة للمزارعين والعمال، مؤكدًا أن الفلاح بعيد كل البُعد عن الأساليب الحديثة والمتطورة في الزراعة وطرق تحسين جودة المحاصيل؛ لأن تكنولوجيا الزراعة صعبة على بعض العمال غير المثقفين، موضحا أن الشخص منهم يكون حافظًا لما يفعله دون فهم، ولكن الزراعة بحر كبير يجب معرفته جيدًا قبل الغوص فيه، ولا يمكن غض الطرف عن طرق تحسين جودة المحاصيل، والتي تتمثل في المعرفة التامة بالزراعة، وأن يكون العمال مؤهلين ومختصين، وتوفر المعدات والأدوات الزراعية، وتأسيس وتنظيف وتعقيم مكان زراعة الشتلة مثل البيوت المحمية، وأيضًا جودة الشتلة ومصدرها، فلا بد من أن تكون سليمة صحيًا.
الفلاح ضحية
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، إن فساد الخضراوات أو الفاكهة من الداخل غالبًا ما يكون نتيجة سوء التخزين؛ لأنها محاصيل سريعة التلف، ولكل فاكهة نمط تخزين معين مثل التبريد والتجميد، أو التخزين تحت أشعة الشمس، والتجفيف، كما أنها يمكن أن تفسد نتيجة معاملة زراعية معينة؛ سواء الإفراط في الري أو في التسميد أو رش مبيدات غير مطابقه للمواصفات.
وحول التكنولوجيا الزراعية، أوضح «أبوصدام» فى تصريحات صحفية أنها تحتاج إلى مبالغ طائلة، ولابد من دعم مادي من دولة العسكر، أو إمداد بالآلات؛ نظرا لارتفاع أسعارها، معربًا عن أمله في أن تنتشر التكنولوجيا في مصر، بداية من المراحل الأولى للزراعة وحتى الحصاد.
وأكد أن الفلاح المصري ضحية للظروف الاقتصادية، لأن هناك إمكانات كبيرة جدًا في هذا المجال، لكنه لا يستطيع الحصول عليها بنفسه خاصة التكنولوجيا الحديثة، مشددا على ضرورة إرسال الفلاحين في بعثات للخارج، وأن يكون هناك إرشاد زراعي حقيقي على الأرض، وأن تتوافر آلات زراعية حديثة ومتطورة بالتقسيط، بالإضافة إلى عمل دورات لتدريبهم على استخدامها.
وطالبً «أبوصدام» بتغيير المناهج الزراعية، لكي يُصبح خرّيجو كليات الزراعة والحاصلون على دبلوم زراعي مُلمِّين بالواقع الموجود فعليًا.