مع اقتراب عيد الفطر المبارك اتجه بعض المصريين فى الأيام الأخيرة من شهر رمضان إلى البحث عن ملابس العيد ، حيث اعتادت العائلات على شراء الملابس الجديدة كل عيد، لكن ارتفاع أسعار الملابس هذا العام أصاب شريحة كبيرة من المواطنين بالصدمة واكتشفوا أنهم لا يستطيعون الشراء بهذه الأسعار .
البعض اضطر إلى حذف بند الملابس من قائمة مشتريات العيد فيما اتجه آخرون إلى أسواق الملابس المستعملة مثل وكالة البلح وغيرها لشراء ملابس لأبنائهم حتى يتمكنوا من الاحتفال بعيد الفطر المبارك، ولجأ البعض إلى تفصيل الملابس، لتعود محال الخياطة إلى إضاءة أنوارها بعد سنوات من سيطرة الملابس الجاهزة على السوق.
ارتفاع الأسعار ومقاطعة الشراء جعل السوق يشهد حالة من الركود، خاصة ملابس الأطفال والأحذية المحلية والمستوردة بمناطق وسط القاهرة ومصر الجديدة والدقى والمهندسين و6 أكتوبر وغيرها من المناطق الراقية .
يشار إلى أن سعر البنطلون يتراوح بين 600 و1000 جنيه فى الأسواق الشعبية، بينما قفز إلى 1600 و2000 جنيه فى المناطق الراقية، وارتفع طقم ملابس الأطفال من 500 جنيه إلى 850 جنيهًا، أما الأحذية فقد ارتفعت بنسبة 200%.
أين التخفيضات ؟
حول هذه الظاهرة قال طارق محمد، مدرس: فى العادة أقوم بشراء ملابس العيد من منطقة وسط البلد، لكننى هذا العام صعقت بسبب ارتفاع الأسعار فى المحلات .
وأكد محمد أن سعر أى طقم لا يقل عن 850 جنيهًا، وسعر الحذاء 600 جنيه، مشيرا إلى أنه لا يوجد أى تخفيض فى الأسعار، وهذه التخفيضات نسمعها فى أحاديث مسئولي الانقلاب فى وسائل الإعلام فقط، بل أن هناك بعض المنتجات زادت أسعارها .
وتساءل :. عندى 3 أولاد فمن أين اشترى لهم ملابس العيد مؤكدا أن امكاناته المادية لم تعد تسمح له بشراء أى شئ باستثناء الحاجات الضرورية وتحديدا الوجبات اليومية .
أسعار مبالغ فيها
وقال رفعت صفوت، شاب عشرينى انه فى ظل الارتفاع الجنونى فى الأسعار اضطر إلى اللجوء إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، لشراء ملابس جديدة بأسعار معقولة .
وأشار صفوت إلى أنه يبحث عن الأفضل والأرخص بدلا من شراء الملابس من العلامات التجارية الكبرى مثلما اعتاد فى السابق، لافتًا إلى أن الأسعار مبالغ فيها جدا فى المتاجر المعروفة، لذلك بحثت عن بدائل للحصول على ملابس العيد .
وأكدت فاطمة الزهراء، أرملة أنها اضطرت إلى حذف، بند ملابس العيد من قائمة أولوياتها مشيرة إلى أن كل شيء تغير، والأسعار لا تتوقف عن الارتفاع وهذا لا يتناسب مع امكانياتى .
وكشفت فاطمة الزهراء أنها لم تستطع شراء ما يريده أطفالها خاصة ملابس العيد وحتى كعك العيد مؤكدة أن لديها التزامات أخرى أهمها الدروس التى تستنزف كل دخلها وبالتالى هى عاجزة تماما عن شراء أى شئ آخر .
تفصيل الملابس
وأكدت إسراء، طالبة جامعية، إنها لجأت مؤخرا إلى تفصيل الملابس بدلًا من شراء الملابس الجاهزة، نظرًا لارتفاع أسعارها «بشكل جنونى»، مشيرة إلى أنها تشترى كمية من القماش تكفى لصنع أربع قطع من «البلوزات» وفستان .
وقالت اسراء انها قررت مؤخرا، أن تخوض التجربة الأرخص وتذهب إلى العتبة بعدما نصحتها صديقتها بذلك موضحة أن الملابس هناك أقل جودة مقارنة بمحلات وسط البلد لكن من الممكن العثور على ملابس مناسبة وأقل سعرا .
وكالة البلح
فى المقابل لجأ الكثير من المواطنين إلى وكالة البلح لشراء ملابس العيد، حول هذه الظاهرة قال مازن على، تاجر: لدى ملابس تناسب جميع الفئات، ومع ذلك سوق الملابس المستعملة بوكالة البلح يعانى الركود أيضاً منذ تعويم الجنيه، مشيرا إلى أنه مع موسم العيد بدأت حركة البيع والشراء تزيد إلى حد ما.
وأضاف على فى تصريحات صحفية : سوق وكالة البلح كان فى السابق للفقراء وأبناء العمال والطبقات الفقيرة لأن الأسعار كانت مناسبة لهم، وممكن بـ100 جنيه يشترى المواطن طقما كاملا لابنه أو بنته، لكن بعد ارتفاع أسعار الملابس الجديدة بشكل جنونى تحول عدد كبير من أبناء الطبقات ميسورة الحال لشراء ملابسهم من الوكالة .
وأشار إلى أن المواطن يمكنه فى وكالة البلح شراء جاكيت شتوى، بـ350 جنيها أو شراء حذاء بـ150 جنيها، أو قميص بـ90 جنيها، أو بنطلون بـ100 أو 120 جنيها.
ملجأ سنوى
وأكدت رشا ناجى موظفة، أن أسعار الملابس فى وسط البلد نار، مشيرة إلى أنه لا يوجد من يستطيع أن يشترى ملابس لأولاده بهذه الأسعار ، خاصة بالنسبة لمن لديه أكثر من طفل .
وقالت رشا ناجى لهذا السبب قررت النزول للوكالة، ووجدت فيها كل المقاسات والاستايلات المختلفة، التى تناسب جميع الأعمار، وسعرها مناسب، لافتة الى أن هناك قطعة ملابس سعرها 50 جنيها، وأخرى 100، وأقصى سعر كان 250 جنيها .
وأضافت : وكالة البلح أصبحت ملجأى السنوى لشراء لبس العيد لى ولأولادى فى ظل الارتفاع الجنونى فى أسعار كل السلع والمنتجات .
وشددت هدير السيد ، موظفة، على أن أسعار هذا العام مرتفعة جدا عن السنوات الماضية، وفى هذا التوقيت كل بيت يعانى من ارتفاع الأسعار ووجود التزامات أخرى، سواء كان شراء كعك العيد، أو الملابس، فضلا عن الدراسة وما تحتاجه من موارد مالية .
وقالت هدير السيد: مقدرش مجبش لعيالى لبس العيد، بس مع الأسعار المرتفعة، قررت أشترى من محلات الاستوكات، فعلا الحاجة حلوة والأسعار فى متناول الأسر المتوسطة، بدل الأسعار الخيالية اللى بنشوفها فى المحلات الكبيرة .