كتب محمد مصباح:
كشفت مصادر دبلوماسية اليوم أن عدداً من مساعدي وزير خارجية الانقلاب، سامح شكري، أعدوا مذكرة، بناء على تعليماته، بتفاصيل عملية النزوح الجماعي للمسيحيين من العريش إلى الإسماعيلية وأماكن أخرى، بسبب إقدام تنظيم "ولاية سيناء" على تنفيذ عمليات تصفية لمسيحيين، بغرض توظيف الاعتداءات في حملة القاهرة لحشد أوسع دعم غربي، اقتصادي وعسكري، للنظام المصري.
المذكرة جاءت في صورة ملف توثيقي لجرائم تنظيم ولاية سيناء المسلح، الذي أعلن مبايعته لتنظيم داعش، ضد الأقباط، سواء في سيناء أو القاهرة، بالإضافة إلى بعض الأدبيات التكفيرية التي تبر استهداف الأقباط، وأن المذكرة أرسلت بشكل شخصي إلى شكري لدى وجوده في فيينا.
كما أرسلت نسخة منها إلى الرئاسة المصرية (المغتصبة) لتسليمها إلى المستشارة الألمانية، إنجيلا ميركل خلال لقائها مع السيسي.
وحسب المصادر التي أكدت في تصريحات صحفية أن الهدف الرئيس من إعداد هذا الملف إظهار مصر في صورة الدولة التي تعاني من خطر إرهابي مقيم، يوازي ما تواجهه دول أخرى في المنطقة، إلاّ أنها، في الوقت ذاته، تتكفل بمحاربة هذا الإرهاب منذ شهور طويلة من دون مساعدة عسكرية دولية، وهو ما يصب في تسويق الخطاب الذي انتهجه السيسي منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، ومفاده أن مصر تحملت الإرهاب بمفردها لأكثر من 40 شهراً، من دون مساعدة غربية صريحة.
وتوضح المصادر أن الملف يستهدف أيضاً إقناع المستشارة الألمانية أن مصر ليست مستعدة لمناقشة أي خطة يترتب عليها تحميلها بعض المسئوليات الألمانية القائمة تجاه اللاجئين السوريين، وأن الدولة المصرية تكتفي بما تؤويه فعليًا من اللاجئين، وأنها تؤدي دورها الحتمي في "الحرب العالمية على الإرهاب" بمواجهة تنظيم "ولاية سيناء"، وأنها تستحق بذلك دعمًا أوروبيًا وألمانيًا، ماليًا واستثماريًا، غير مشروط، بتحملها مسئوليات جديدة بشأن اللاجئين.
وكانت وثيقة مسربة من محادثات ألمانية فرنسية -أكدها مسئولون ألمان خلال الشهر الماضي- اقترحت تحميل جزء من المسئوليات الأوروبية حيال اللاجئين السوريين لدول شرق أوسطية آمنة، ذات حكومات قوية، مقابل دعم مالي.
يشار إلى أن السلطات الانقلابية سمحت بمنح جميع أبناء سيناء إجازات من العمل وفتحت باب التحويل للطلاب إلى الجامعات بالقاهرة والمحافظات الأخرى، تمهيدا لتهجير أعداد كبيرة من أهالي سيناء.
دولة الفلسطينيين
وتكثف سلطات الانقلاب من موجات التهجير وسط تسليط الأضواء السياسية والإعلامية على الأزمة في سيناء لتمرير سيناريو منح أراض مصرية كوطن بديل للفلسطينيين، كما تم التناقش حوله بين السيسي ونتانياهو في أكتوبر الماضي بالعقبة.
وتبقى مصر في ظل الخائن السيسي معرضة للتفتت والتقزم، رغم أكاذيبه "هتبقى أدد الدنيا"!