هل أعلنت أسترازينيكا” سحب لقحاها من الأسواق بسبب “جدرى القرود “؟

- ‎فيتقارير

 

جاء إعلان شركة “أسترازينيكا” البريطانية المصنّعة للأدوية ، أنها سحبت لقاحها المضاد لكوفيد المسمى “فاكسيفريا”، الذي كان من أوائل اللقاحات التي تم إنتاجها خلال تفشي جائحة كورونا في 2019، ليؤكد الربط بين التطعيم بالعقار و متلازمة نقص الصفيحات بما لا يقل عن 81 حالة وفاة في المملكة المتحدة بالإضافة إلى مئات الإصابات الخطيرة.

يأتى ذلك رغم أصرار شركة أسترازينيكا على أن قرار سحب اللقاح لا يرتبط بالدعوى القضائية أو اعترافها بأنه يمكن أن يسبب متلازمة نقص الصفيحات، معتبرة أن التوقيت كان “محض صدفة”.

 

بل وزعمت “أسترازينيكا” أن إجراء السحب جاء لـ”أسباب تجارية” وفائض في الجرعات المحدّثة، بحسب وكالة رويترز.

 فيما أكدت مصادر إعلان الشركة جاء بعد أيام من  إعلان السلطات الصحية في بريطانيا، ، عن أول إصابة بشرية على أرضها بفيروس

نادر مصدره الحيوانات، ازدادت التساؤلات حول مدى خطورة المرض المسمى بـ”جدري القرود” وفقا لموقع الحرة  وعلاقته بتناول العقار .

 

وكان مسؤولو الصحة في المملكة المتحدة قد أعلنوا أن المصاب لديه تاريخ سفر حديث من نيجيريا، حيث يعتقد أنه أصيب بالعدوى هناك، قبل أن يسافر إلى بريطانيا.

 

ووفقا لوكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا) فإن الخبراء في وكالة الأمن الصحي البريطانية يراقبون الحالة ويعملون عن كثب مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية للاتصال بالأشخاص الذين ربما كانوا على اتصال وثيق بالمريض.

 

و”جدري القرود” هو من الأمراض المعدية وهو ناتج عن فيروس قردة النسناس.

 

وتشمل أعراض المرض الشعور بالحمى وألم في الرأس يتبعه ألم عضلي ومن ثم تورم العقد اللمفاوية مما يؤدي إلى الشعور بالتعب، وظهور طفح جلدي على شكل بثور مكسوة بقشرة خارجية.

 

وأوضحت الوكالة البريطانية أن جدري القرود هي عدوى فيروسية نادرة لا تنتشر بسهولة بين البشر، وعادة ما تكون الأعراض خفيفة تشفى من تلقاء نفسها ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، لكن قد تتسبب أحيانا في مرض شديد لدى بعض المصابين.

 

وبحسب الموقع الإلكتروني لمراكز السيطرة الأميركية على الأمراض المعدية والوقاية منها، فإنه قد جرى اكتشاف جدري القرود لأول مرة في العام 1958 عندما حدثت إصابتان لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة المحفوظة للبحث، ومن هنا جاء اسم “جدري القرود”.

 

وجرى تسجيل أول حالة بشرية من جدري القرود في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

وخلال فترة الجهود المكثفة للقضاء على الجدري. منذ ذلك الحين، جرى الإبلاغ عن جدري القرود في العديد من بلدان وسط وغرب إفريقيا الأخرى: الكاميرون، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وكوت ديفوار، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والغابون، وليبيريا، ونيجيريا، وجمهورية الكونغو، وسيراليون، علما أن غالبية الإصابات حدثت في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

وحدثت حالات إصابة بفيروس جدري القرود لدى أشخاص خارج إفريقيا مرتبطة بالسفر الدولي أو الحيوانات المستوردة، بما في ذلك حالات في الولايات المتحدة، وإسرائيل وسنغافورة.

 

ولا يزال المستودع الطبيعي لجدري القرود غير معروف، ومع ذلك، فإن القوارض الأفريقية والرئيسيات غير البشرية (مثل القرود) قد تؤوي الفيروس وتصيب البشر.

 

الشركة تدافع عن عقارها

وقال ناطق باسم الشركة إنه “نظرا إلى أنه تم تطوير العديد من لقاحات كوفيد-19 للمتحورات مذاك، فإن هناك فائضا في اللقاحات المحدّثة المتاحة، وأدى ذلك إلى تراجع في الطلب على فاكسيفريا الذي لم يعد يُصنّع وتوقفت إمداداته”.

ويأتي توقيت سحب اللقاحات بعد أشهر من اعتراف شركة الأدوية العملاقة لأول مرة في وثائق المحكمة بأنه يمكن أن يسبب آثارا جانبية نادرة وخطيرة، بحسب ما ذكرت صحيفة اليليغراف.

 

وخضع عقار “فاكسيفريا” لتدقيق مكثف في الأشهر الأخيرة بسبب تأثير جانبي نادر للغاية، يسبب جلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية، واعترفت الشركة المصنعة في وثائق المحكمة المقدمة إلى المحكمة العليا في شباط/ فبراير الماضي بأن اللقاح “يمكن في حالات نادرة جدا، أن يسبب التخثر الناجم عن اللقاح مع متلازمة نقص الصفيحات (TTS) وهو رد فعل مناعي شديد يحدث بعد التطعيم ضد كوفيد-19”.

 

وتم ربط متلازمة نقص الصفيحات بما لا يقل عن 81 حالة وفاة في المملكة المتحدة بالإضافة إلى مئات الإصابات الخطيرة، بينما تواجه الشركة دعوى قضائية من قبل أكثر من 50 من الضحايا المزعومين وأقاربهم في قضية أمام المحكمة العليا.

 

وأصرت شركة أسترازينيكا على أن قرار سحب اللقاح لا يرتبط بالدعوى القضائية أو اعترافها بأنه يمكن أن يسبب متلازمة نقص الصفيحات، معتبرة أن التوقيت كان “محض صدفة”.

 

وقالت الشركة في بيان: “نحن فخورون للغاية بالدور الذي لعبه اللقاح في إنهاء الوباء العالمي. ووفقا لتقديرات مستقلة، فإنه تم إنقاذ حياة أكثر من 6.5 مليون شخص في السنة الأولى من الاستخدام فقط وتم توفير أكثر من ثلاثة مليارات جرعة على مستوى العالم”.

 

وأضافت: “لقد تم الاعتراف بجهودنا من قبل الحكومات في جميع أنحاء العالم ويُنظر إليها على نطاق واسع على أنها عنصر حاسم في إنهاء الوباء العالمي”.

مع إعلان السلطات الصحية في بريطانيا، يوم السبت، عن أول إصابة بشرية على أرضها بفيروس نادر مصدره الحيوانات، ازدادت التساؤلات حول مدى خطورة المرض المسمى بـ”جدري القرود”.