لماذا أنتجت تركيا “قيامة أرطغرل”؟.. الانقلاب يسأل

- ‎فيأخبار

كتب سيد توكل:

 

أوعز اللواء "عباس كامل" مدير مكتب الجنرال "بلحة"، لأحد صبيان الانقلاب في الإعلام أن يهاجم تركيا مجدداً، فانبرى الإعلامي أحمد المسلماني يزبد ويرغي، زاعمًا أن تركيا تُعاني في هذه الفترة من صراعات، والعالم يتكاتف من أجل إسقاطها، وكان هذا سبب إنتاج تركيا مسلسل "قيامة أرطغرل"، وأرطغرل هو ابن مؤسس الدولة العثمانية، ونجح هذا المسلسل، ووجه من قبل الأتراك للعالم أنَّها ستنتصر في جميع المؤامرات التي تتحالف ضدها من قبل جميع الدول.

 

ولم يتأخر رئيس الانقلاب، في الرد على تصريحات لاذعة للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إذ استعان السيسي بأذرعه، ممثلة في وزارة الخارجية، التي زعمت تحريض تركيا على زعزعة الانقلاب بمصر، وبإعلامييه الذين طالبوا بغلق سفارة تركيا بالقاهرة.

 

بينما رأت تقارير إعلامية أن المواجهة بين الانقلاب في مصر وأردوغان، تعيد العلاقات بين الجانبين، إلى المربع الأول، قبل أكثر من ثلاث سنوات مرت على الانقلاب.

 

السيسي بيحكها!

إلا أن المراقبين رصدوا إشارات حاول فيها إعلام الانقلاب نقل رسائل تودد السيسي لتركيا، منها ما أكده المسلماني، من أن التعديلات الدستورية التي يروج لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن تغيير النظام من برلماني إلى رئاسي، صحيحة ولمصلحة بلده،  مشيرا إلى أن ذلك سيفوت المؤامرات الخارجية على أنقرة، على حد قوله. 

 

وشدد المسلماني، خلال تقديمه برنامج "الطبعة الأولى" المذاع على قناة دريم، على تأييده الشديد لقرارات أردوغان، متابعًا: "لو أنا مواطن تركي وعندي صوت انتخابي هدي صوتي للتعديلات الدستورية وهدي صوتي لأردوغان"، موضحًا، أن تركيا إذا استمرت دولة برلمانية، والبرلمان له هذه السطوة مع المشاكل الموجودة هتنهار وستصبح "سوريا جديدة"، مؤكدًا أن الحل بتحولها لدولة رئاسية.   

 

كما أعرب المسلماني، خلال تعليقه على الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة بين تركيا وهولندا، عن دهشته من التدخل الأوروبي في الشئون التركية، قائلاً: "لما نشوف أوروبا ضد النظام الرئاسي في تركيا، طب أوروبا مالها!! المدهش جدًا أن لما يكون نظام قوي يتعامل دستوريًا يلاقي أن دول أخرى ضد النظام"، مشيرًا إلى أن أوروبا تترك فتح الله جولن وحزب العمال الكردستاني يعبثان بالشأن التركي ويعلمون على هداها دون أي رد فعل.  

 

تقارب تركي روسي

وقال مراقبون أن سلطات الانقلاب تسعى إلى تعميق علاقتها بروسيا في الفترات القادمة في محاولة للدخول ضمن التحالف الروسي في المنطقة، خوفاً من نجاح سياسة أنقرة الخارجية، التي استطاع فيها أردوغان تطويق موسكو، وهو ما قد يؤثر على مكاسب جنرالات العسكر في مصر، حيث استطاعت أنقرة تخفيف حدة التوتر مع الدب الروسي، وباستطاعتها الآن التدخل لوقف تخريب السيسي.

 

وهو ما جعل "عباس كامل" يعطي الإشارة للمسلماني، الذي ضخم الأزمة بين تركيا وهولندا، وقال المسلماني، خلال تقديمه برنامج "الطبعة الأولى"، على قناة "دريم"، أن الأتراك تلفظوا بجميع الألفاظ الصعبة والبذيئة، في حق الدولة الهولندية، وبعدها طلبت هولندا الاعتذار على هذا من قبل الأتراك، وردوا عليهم يجب أن تعتذروا لإهانة وزيرين.

 

وأشار إلى أن وزير الخارجية التركي اتصل هاتفيًّا مع نائب رئيس المفاوضة الأوروبية، وقال له هذا شيء مؤسف للغاية، وبعد هذه المكالمة قالت هولندا، يجب على تركيا الاعتذار لأنَّها وصفتنا بالنازية.

 

غلق السفارة التركية

ولجأ نظام السيسي إلى شن حملة إعلامية برلمانية جديدة على تركيا، والرئيس التركي، وطالب الإعلامي الموالي لسلطات الانقلاب، مصطفى بكري، في برنامجه "حقائق وأسرار"، عبر فضائية "صدى البلد"، بأن يكون هناك رد قوي على الرئيس أردوغان، وإغلاق السفارة التركية فورًا، واصفًا أردوغان بأنه مجرم حرب قتل آلاف السوريين والأتراك.

 

وزعم بكري أن الشعب المصري لا يحب أردوغان، مدعيا أنه راعي الإرهاب في مصر والوطن العربي، ولابد من محاكمته في المحكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أنه يلوم على وزير الخارجية المصري لقاءه بنظيره التركي سابقا.

 

وقال: "ليه بتقابله يا سامح شكري، والمسألة فيها إيه؟ وعاوزين نعرف الدولة المصرية مبتقفلش ليه بشكل نهائي سفارتي تركيا وقطر، وإحنا صباعنا مش تحت ضرس حد".

 

وواصل بكري هجومه، مدعيا أن الرئيس التركي هو المتآمر الأكبر على مصر، وأنه يظن أن الثوابت الأساسية للشعب المصري ستسقط بسهولة، مردفا بأن أردوغان "مجرد أداة في يد الغرب، وحذاء لهم".

 

معقبا بأنه "لا بد من رد قوي على تطاول أردوغان والاحتجاج بشدة في الأمم المتحدة وتقديم شكوى ضد أردوغان، بأنه يدعم الإرهاب في مصر والوطن العربي، وأنه يحرض على العنف، وتجب محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية".