تجحت حملات ضخمة لمقاطعة عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية (شركة إنتل) في وقف خطط إنشاء مصنع في تل أبيب بقيمة 25 مليار استرليني كما نجحت في شركات أخرى وجامعات استطاع طلابها فرض أهداف حملات المقاطعة..
وبدأت في ديسمبر الماضي 2023، دعوات عالمية لمقاطعة شركة إنتل للإلكترونيات بعد إعلانها الرسمي استثمار نحو 25 مليار جنيه استرليني في إنتاج الرقائق الإلكترونية في ” الكيان الصهيوني” ، في ظل عدوانها الوحشي وجرائمها ضد المدنيين في غزة.
وقال المحلل الاقتصادي مصطفى عبدالسلام إنها ” أكبر لطمة لدولة الاحتلال” حيث تراجهت (إنتل) الأمريكية عن قرار ضخ استثمارات جديدة في الكيان وجمدت خطط توسعة مصانعها.
وأكد موقع ” كالكاليست” الصهيوني خبر وقف شركة إنتل لصناعة الرقائق عملية التوسعة لمصنعها في الكيان.
وكانت (انتل) قالت في بيان لها : ” لا تزال إسرائيل أحد مواقعنا الرئيسية للصناعات التحويلية والبحث والتطوير في العالم، وسنظل ملتزمين تماما تجاه المنطقة” .
وأضافت ” إدارة المشروعات كبيرة، وخاصة في مجالنا، وغالبا ما تشمل تعديلات وفقا للجداول الزمنية المتغيرة. وتعتمد قراراتنا على ظروف العمل وحركة السوق والإدارة المسؤولة لرأس المال”.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية في ديسمبر على منح إنتل 3.2 مليار دولار لبناء مصنع رقائق بتكلفة 25 مليار دولار في جنوب الأراضي المحتلة.
وقالت الشركة من قبل إن المصنع المقترح إقامته بموقعها في كريات جات حيث يوجد لها مصنع شرائح قائم ” جزء مهم من جهود إنتل لتعزيز سلسلة توريد عالمية أكثر مرونة” بالإضافة إلى استثمارات الشركة في أوروبا والولايات المتحدة.
وتدير إنتل أربعة مواقع للتطوير والإنتاج في إسرائيل تشمل مصنعها (فاب28) للصناعات التحويلية في كريات جات. وينتج المصنع تقنية إنتل 7 أو رقائق حجمها عشرة نانومترات.
وكان المشروع الذي أُعلن عنه للمرة الأولى في مطلع 2019، يهدف إلى توسيع المصنع الموجود بالفعل في الموقع.
وقال متحدث باسم الشركة إنّ ” إدارة المشاريع الكبيرة، وفي قطاعنا بشكل خاص، تتطلب غالباً التكيف مع جداول زمنية متغيرة” ، مضيفاً ” تعتمد قراراتنا على الظروف الاقتصادية وتطور الأسواق والإدارة المسؤولة لرأسمالنا” .
وقالت وكالة ” رويترز” إن شركة إنتل أوقفت مصنع #38 للمعالجات الدقيقة الذي بدء في يونيو 2023 باستثمارات تبلغ 25 مليار دولار في مستوطنة كريات جات ، المقامة على أرض قرية عراق المنشية على بعد 20 كم من قطاع غزة، إلا أن مصانع أخرى للشركة تواصل العمل في دولة الاحتلال وتوظف 12 ألف عامل.
جامعة بريطانية
أكّدت جامعة سوانزي البريطانية في 10 يونيو الجاري عزمها سحب استثماراتها البالغة 5 مليون جنيه إسترليني من بنك باركليز في غضون الشهرين القادمين.
واستجابت الجامعة البريطانية لمطالب المعتصمين الذين بقوا في ساحات الجامعة مدة 28 يوما رفضا لاستمرار عدوان الاحتلال على غزة واستثمار جامعاتهم في شركات يعدونها داعمة للحرب الجارية على الفلسطينيين.
طلاّب الجامعة في منشور لهم على صفحة المجتمع الفلسطيني بجامعة سوانزي على منصة انستجرام ترحيبهم بما وصفوه بالانتصار المهم الذي أتى إثر المطالب التي وضعوها، ومن ضمنها سحب الاستثمارات من الشركات غير الأخلاقية.
وصاغت إحدى شركات إدارة الأصول التي تعاونت معها الجامعة سياسات استثمارات جديدة تمنع أي استثمار مستقبلي في شركات تصنيع الأسحلة وشركات الأسلحة النووية.
وأوضح الطلاب في المنشور ذاته أنهم ينتظرون تأكيدا عقب سحب الاستثمارات بصورة نهائية.
المنشور أضاف أن الجامعة لم تستجب بعد لأحد مطالب المتظاهرين الرئيسية، وهو إعلان الجامعة دعوتها إلى الوقف الفوري لإطلاق النار.
وبيّن أن تصريحات الجامعة الرسمية بعزمها التزام الحياد في القضايا السياسية تتنافى مع موقفها الواضح قبل عامين بإدانة الحرب الروسية على أوكرانيا ورفعها العلم الأوكراني في باحات الجامعة، الأمر الذي وصفه الطلبة بازدواجية المعايير، في حين كان رد الجامعة متمحورا حول ما وصفته بـ”تعلمها من أخطائها” وأنها لن تنحاز إلى أي طرف في أي صراع سياسي قادم.
ويستثمر ببنك باركليز البريطاني الذي قررت الجامعة نيتها سحب الاستثمارات أكثر من ملياري جنيه إسترليني في 9 شركات تستخدم أسلحتها ومكوناتها وتقنياتها العسكرية في الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين ويقدم إليها قروضا واكتتابا بقيمة 6.1 مليار جنيه إسترليني.
كما يستثمر باركليز أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني في شركة ” جنرال ديناميكس” التي يذكر تقرير أعدته حملة التضامن مع فلسطين ونشرته على موقعها الرسمي أنها توفر أنظمة الأسلحة للطائرات المقاتلة التي يستخدمها الاحتلال لقصف قطاع غزة.
كما تُستثمر 2.7 مليون جنيه إسترليني في أنظمة البيت التي تزود الاحتلال بطائرات مسيرة مدرعة وذخائر وأسلحة مدفعية تستخدم في الهجمات على الفلسطينيين.
سلسلة مقاهي
وفي 3 يونيو 2024، أعلنت سلسلة المقاهي البريطانية الشهيرة ” بريه آمانجيه” المتخصصة في مجال السندويشات والوجبات السريعة والقهوة والأغذية الطازجة، انسحابها من استثمارها المزمع في الكيان”. بعد تأثرها من المقاطعة من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في غزة.
ووقعت “بريه آمانجيه” العام 2022 اتفاقية امتياز مع مجموعة فوكس جروب الصهيونية لافتتاح 40 فرعًا في الكيان على مدار العقد القادم.
ويأتي هذا القرار بعد تنظيم حركة المقاطعة من قبل المتضامنين مع فلسطين خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة من الوقفات الاحتجاجية أمام فروع ” بريه آمانجيه”.
من جانبها، كشفت مجموعة ” فوكس ويزل”، والتي تمتلك 80% من أسهم المشروع المخطط، إلى جانب حصة شركة ” يارزين سيلا” البالغة 20%، أن ” بريه آمانجيه” أنهت اتفاقية الامتياز بحجة ” القوة القاهرة” بسبب تأثيرات الحرب على غزة والتوترات المرافقة لها، وفقًا لصحيفة “جلوبس” الصهيونية.