مجدّدا، قدمت (الجماعة الإسلامية) الإخوان المسلمون في لبنان استعراضا عسكريا خلال تشييع أحد قادتها أيمن عظمة في البقاع، وهو الاستعراض اللافت للأعداء قبل الأصدقاء عن قوة المساندة التي تقدمها الجماعة للمقاومة المسلحة للعدو الصهيوني في فلسطين، كأحد النتائج الإيجابية للعلاقات التي دشنتها حركة حماس مع محور المقاومة في إيران واليمن ولبنان ممثلا في حزب الله .
https://x.com/pk0a6/status/1805256437272064294
ومنذ 7 أكتوبر استنفر الإخوان المسلمين في لبنان المعروف بـ”الجماعة الإسلامية”، و”قوات الفجر” التابعة لها، في شن هجمات صاروخية، منسقين عسكريا مع حزب الله في شمال فلسطين المحتلة التي يعربد فيها المحتل.
وقتل جيش الاحتلال حتى الآن 7 من مقاتلي الجماعة، بمن فيهم القائد البارز شرحبيل علي السيد، خلال غارة بالقرب من مجدل عنجر.
استعراض الجماعة العسكري، كان استعراض قوة أمام العدو الصهيوني، من فصيل لبناني هام (السنة) المتعطشين إلى مساندة أهل غزة، كما هم بقية الشباب العربي.
وقالت تقارير: إن “قوات الفجر تضم نحو 500 مقاتل، وقال الباحثان الصهيونيان هارون زيلين وحنين غدار في تقرير نشره “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن الأهمية الأساسية للجماعة لا تكمن في قدراتها العسكرية أو ترسانتها، بل في الأهمية الحاسمة لها ولجناحها المسلح لكل من حماس وحزب الله لأنهما يوفران غطاء لبنانيا جيدا، ويسمحان باعتماد تكتيك الإنكار المعقول بشأن بعض الهجمات، ولديهما وصول أكبر إلى المجتمع السنّي في البلد، الذي أصبح بلا زعيم ومنفصل عن السياسة منذ أن غادر رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الساحة في عام 2019، بحسب زعمهم”.
وتأسست “الجماعة الإسلامية” في عام 1964 وقامت بتشكيل “قوات الفجر” ردا على الغزو الصهيوني لبيروت في عام 1982، وعلى مدى عقود بعد ذلك، عكست مواقفها وتحالفاتها إلى حد كبير تلك التي تبنتها فروعها الإقليمية الأخرى مواقف السنة غير المختلف عليها بإطار التضامن ووحدة الصف.
وفي عام 2022 قاد محمد طقوش معسكر الجماعة الإسلامية المؤيد لـحماس إلى الفوز في انتخاباتها الداخلية، ثم سعى إلى إقامة تحالف رسمي مع محور حزب الله وحماس.
وفي العام نفسه، قالت تقارير: إن “الجماعة الإسلامية فازت بـ22,978 صوتا في الانتخابات النيابية اللبنانية، مقارنة بـ11,442 صوتا في عام 2018”.
تسلسل ما بعد الطوفان
وباستثناء الأسباب إلا أن شعبية الجماعة الإسلامية آخذة في النمو مؤخرا، بسبب الحظوة التي اكتسبتها حماس بعد هجوم 7 أكتوبر.
وجاءت أولى بوادر إعادة تفعيل “قوات الفجر” في 18 أكتوبر، عندما أعلنت هذه القوات أنها هاجمت شمال إسرائيل ردا على العدوان الصهيوني الذي طال ويطال أهلنا في الجنوب اللبناني من مدنيين وصحافيين، حيث سقط عدد منهم شهداء وجرحى، فضلا عن قصف المنازل والمساجد وتدميرها، ومنذ ذلك الحين، أعلنت عن هجمات أخرى ضد أهداف مثل كريات شمونة.
وعلى سبيل المثال، بعد مقتل القيادي البارز في حماس صالح العاروري في يناير الماضي، قال بيان التعزية الصادر عن الجماعة: “الدم اللبناني والفلسطيني امتزج ليكمل مسيرة التحرير” وقد تعزز هذا التكامل بشكل أكبر عندما أصدرت الجماعة الإسلامية مذكرة استشهاد لشرحبيل السيد في 18 مايو، مشيرة إلى أنه كان قائدا لكل من قوات الفجر وكتائب عزالدين القسام التابعة لـحماس.
وشهدت الحرب أيضا محاولة من الجماعة الإسلامية للاندماج مع حماس ومحورالمقاومة الأوسع نطاقا، فبعد حادثة المروحية الذي أودى بحياة الرئيس الإيراني ووزير خارجيته في الشهر الماضي، كانت الجماعة الإسلامية الفرع الإقليمي الوحيد للإخوان المسلمين الذي أصدر بيان تعزية.
هذا وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، أنها لن تؤبن الضحايا لأن نظام إيران برموزه عدو لشعبنا السوري وركن أساسي في الجريمة التي ارتكبت بحق سوريا.
ويضم شمال لبنان المجتمع السنّي الذي يعد علامة فيه الجماعة الإسلامية التي لا تؤثر حاليا بالقوة الكافية لدعم مسعى واسع النطاق لـحزب الله في هذه المجتمعات، ولكن الإمكانية قائمة، حيث لفتت تقارير إلى زيادة أعداد المنتسبين لقوات الفجر وكتائب المقاومة التابعة لـحزب الله زيادة في عدد المجندين السنة الشباب منذ أكتوبر.
وقبل سنوات، أبعدت الرياض نفسها عن المشهد السياسي اللبناني وخفضت دعمها المالي بشكل كبير، ويرجع ذلك جزئيا إلى تغير أولويات المملكة، ولكن أيضا بسبب استمرار القوة المحلية لـحزب الله في النمو بالتوازي مع مشاعر الجهاد، بسبب الضغوط الناجمة عن حرب غزة، والأزمة الاقتصادية، والفراغ السياسي المحلي، والتقدم الذي يحققه كل من حزب الله وحماس.