بعد الملء الخامس لسد النهضة.. إثيوبيا تنفرد بنهر النيل في الذكرى ال١١ لنكبة ٣٠ يونيه

- ‎فيتقارير

 

في الذكرى ال١١ لنكبة ٣٠ يونيه، و انقلاب عصابة العسكر، بقيادة الخائن عبد الفتاح السيسي على الدكتور محمد مرسي اول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، ومع اقتراب موعد بدء الملء الخامس لسد النهضة، لتحجز  أثيوبيا بذلك 23 مليار متر مكعب إضافية من مياه النيل تضاف إلى 41 مليار متر مكعب آخر تم احتجازها في المراحل الأربع السابقة، يتحقق لأثيوبيا هدفها الذي لم تكن تحلم به من قبل، وذلك في ظل معارك مفتوحة في السودان بين فرقاء السلاح، وانشغال مصر بالأزمات المعيشية الداخلية من  غلاء الأسعار وانقطاع الكهرباء.

 

ومن المقرر أن يبدأ الملء الخامس للسد، نهاية يوليو ويستمر حتى 10 سبتمبر المقبلين، سيكون الأكبر منذ انطلاق عمليات الملء، وسط توقعات بإضافة أكثر من 15 مليار متر مكعب من المياه خلال موسم الفيضان الحالي.

 

وعملت إثيوبيا ولا تزال بوتيرة متسارعة على استكمال أعمال تعلية الحائط الأوسط  للسد والذي تستهدف الوصول به إلى 625 مترا فوق سطح البحر، مما يعني قدرتها على تخزين نحو 50 مليار متر مكعب من المياه مستقبلا.

 

ويرى الخبراء أنه كلما زادت السعة التخزينية للسد، زادت القدرة على التحكم في المياه، ويقدرون أن سد النهضة يستطيع تخزين عام ونصف العام من مياه النيل الأزرق، مما يعني القدرة على تخزين نحو 50% من حصص دولتي المصب مصر والسودان لمدة 3 سنوات أو أكثر ستكون عجافا، ويزداد الأمر سوءا كلما زاد عدد سدود إثيوبيا التي تعتزم إنشاء المزيد منها.

 

عجز مصري

 

وتجري عملية الملء بمعزل عن السودان ومصر اللذين يشكل نقصان مياه النيل خطرا وجوديا عليهما، ويبدو الخطر أكثر قتامة بالنسبة لمصر المصنفة ضمن أكثر دول العالم التي تعاني فقرا مائيا، إذ سبق أن أعلن وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم أن موارد مصر المائية تقدر بنحو 59.60 مليار متر مكعب سنويا، تقابلها احتياجات مائية تُقدر بنحو 114 مليار متر مكعب سنويا.

 

ولا تنسيق في الملء مع السودان المشغول بالمعارك المفتوحة التي لا يعرف أحد متى تنتهي، ولا مع مصر التي تشكو فقرا مائيا يصل إلى درجة الشح، رغم أن النيل هو المورد المائي الوحيد لكل الكائنات الحية على أراضيها، لكنها باتت عاجزة عن التحرك.

ووسط العجز الكبير لنظام السيسي ، حتى عن مجرد الصراخ، يقف إعلام البغال غير عابئ بقضية سد النهضة، وذلك بأوامر مخابراتية، تفضل تأمين كرسي السيسي على مراعاة حقوق المصريين ومستقبلهم والتهديد الوجودي الذي ينتظرهم.

وبات نظام السيسي يكتفي بالتنديد الموسمي بالمواقف الإثيوبية المنفردة في المؤتمرات والمحافل الدولية، التي ترى فيها مناسبة لتسليط ضغوط دولية كبرى على أديس أبابا، وإقناعها بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

وبعد 11 عاما من المفاوضات، أعلن نظام السيسي في ديسمبر الماضي فشل آخر جولة للمفاوضات التي استمرت 4 أشهر، واتهمت إثيوبيا باستغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، وقالت: إنها “ستراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل السد”.

 

في المقابل أعلنت إثيوبيا مطلع أبريل الماضي انتهاء 95% من إنشاءات السد، وقبل أيام، اعتبر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن ملء السد لن يكون محل نقاش بعد الآن.

وكذا تفقد مصر مياهها وقوتها أمام أثيوبيا التي باتت لا تعبأ بمصر ولا جيشها ولا شعبها، على عكس مسارها التاريخي والحضاري مع الأمبراطورية المصرية التي قزمها السيسي وعساكره، وبذلك يتحول النيل لمجرد بحيرة أثيوبية ولا عزاء لملايين المصريين، الذين سيكفيهم حنان السيسي ووعوده الكاذبة التي تغرقهم في بحر الظلمات والمجاعة والجفاف العطش.