رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية..حكومة الانقلاب تتجاهل متحور «أكس» وانفلونزا الطيور

- ‎فيتقارير

 

 

في الوقت الذي تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من ظهور متحور «أكس» وهو أحد الفيروسات المتحورة عن فيروس كوفيد 19 (كورونا) وتأكيد المنظمة أن المتحور الجديد سيكون أكثر فتكا بمقدار 20 مرة من فيروس كورونا، تتجاهل حكومة الانقلاب هذا المتحور ليس على مستوى استعدادات المستشفيات لاستقبال أي إصابات، بل حتى على مستوى حملات التوعية .

أما وزارة صحة الانقلاب فتمارس ألاعيبها المعتادة ولا تقوم بأي دور لمواجهة المتحور الجديد، بينما تعاني المستشفيات والمراكز الصحية من نقص المستلزمات الطبية والكثير من الأدوية.

 

من ناحية آخرى أثار اكتشاف متحور جديد لفيروس أنفلونزا الطيور مخاوف العالم حول حدوث جائحة جديدة قد تكون أشد فتكا من (كوفيد ـ 19)، وأكد العلماء تحور فيروس H5N1 من النوع (A)، والذي تفشى بين البقر وبعض الثدييات في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، وانتقل منها إلى البشر، وسجلت المكسيك خلال الأيام الأخيرة أول حالة وفاة لرجل مسن يسكن إلى جوار مزرعة دواجن جراء العدوى.

وقالت منظمة الصحة العالمية: إن “فيروس أنفلونزا الطيور (H5N1) حقق طفرة مثيرة للقلق عبر إنتاج طفرات جديدة، مشيرة إلى أن هذه التحورات أصابت أنواعا حية جديدة، مثل: الأبقار والقطط خلال الأشهر الماضية، وهو تطور مفاجئ لأنه لم يكن من المتوقع أن هذه الحيوانات عرضة للإصابة بهذا النوع من الأنفلونزا”.

وحذرت من احتمالية أن يصبح «المتحور» أكثر قابلية للانتشار بين البشر، وقد يُحدث ارتفاعا في معدلات الوفيات، ويكون أكثر فتكا من (كوفيد ـ 19).

 

 «متحور أكس»

 

من جانبها قالت الدكتورة سماح لطفي، أستاذ الفيروسات والمناعة بمعهد الأورام: إن “تحور الفيروسات أمر طبيعي ويحدث بشكل دائم، ولذلك نجد كل فترة تخوفا من فيروس جديد أيًّا كان اسمه مثل «أكس» أو أي اسم آخر، خاصة أن أنواع فيروسات كورونا كثيرة، وينتمي إلى فصيلة «R.N» وهي فصيلة الفيروسات الخاصة بمتحور كورونا”.  

وأضافت  د. سماح لطفي في تصريحات صحفية : بعد جائحة كورونا ظهرت مخاوف من تحورات أخرى للفيروس وبالفعل ظهر أوميكرون، وربما يظهر متحور جديد اسمه «أكس» أو أي اسم آخر، ولكن في هذه الحالة لا يوجد تخوف من المتحورات الجديدة، لأنه أصبح هناك تتبع لتسلسل التحور.

وأشارت إلى أن الفيروس أصبح تأثيره مثل الإصابة بالإنفلونزا، لكن لا بد من الحذر لأنه أحيانا يكون المتحور أشد فتكا من سابقه، ولكن هذه المتحورات الخطيرة ليست كثيرة، مثل الأمراض التي تصيب الحيوانات من الممكن أن تتحور مستقبلا لتصيب البشر. 

وطالبت د. سماح لطفي بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية ضد المتحور الجديد من الفيروسات مثل المتحور «أكس» وعلى رأس هذه الإجراءات الوقاية والابتعاد عن أماكن المرض والتباعد الاجتماعي والالتزام بالبروتوكول العلاجي وتلقي اللقاحات في حالة اشتداد الأعراض المرضية كونها أخطر من دور أنفلونزا.  

 وشددت على أن أصحاب الأمراض المزمنة هم أهم فئة يجب مراعاتها  مثل مرضى السكري وانخفاض وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الأطفال يجب مراعاتهم أيضا، مطالبة بضرورة التكاتف لمواجهة أي متحور جديد في حالة حدوث ذلك. 

 

الإجراءات الاحترازية 

 

وأكد حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا ، أن المتحورات من فيروس كورونا أمر طبيعي، ولم يصل المتحور الجديد لفيروس كورونا إلى مصر حتى الآن، موضحا أنه من خلال الرصد فإن المتحور الجديد لا يدعو للقلق. 

وقال «حسني» في تصريحات صحفية عندما يصاب أي شخص بأعراض برد حتى ولو نزلات برد طبيعية عليه أن يلزم المنزل، ولكن لا داعي للهلع، وينبغي التعامل مع المتحور الجديد بنفس الإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة مع فيروس كورونا عامة. 

وأضاف: الدراسات الأولية لهذا المتحور تشير إلى أنه ليس أشد ضراوة من غيره من المتحورات السابقة للفيروس، وأنه يستجيب لبروتوكولات العلاج المحدثة، وأن معظم إصابات هذا المتحور في الدول الأوروبية والولايات المتحدة ليست خطيرة، ولم تستدعِ دخول المصابين إلى المستشفيات أو العناية المركزة .

وتوقع «حسني» أن يعاني المصاب بالمتحور الجديد من أعراض مثل الحمى والتعب وصعوبة التنفس وضيق الصدر والتهاب الحلق والصداع وآلام المفاصل وفقدان الشم والتذوق وغيرها، لكنها قد لا تؤدي بالضرورة إلى مضاعفات شديدة تتطلب دخول المستشفى أو العناية المركزة. 

وللوقاية من المتحور الجديد وغيره من سلالات فيروس كورونا، دعا إلى الالتزام بالتدابير الوقائية الأساسية كارتداء الكمامات وغسل اليدين والتباعد الاجتماعي والتهوية الجيدة واتباع البروتوكولات العلاجية الموصى بها. 

 

أنفلونزا الطيور

حول تفشي متحور أنفلونزا الطيور ، قال الدكتور أحمد حبشي، أستاذ الفيروسات بمعهد بحوث صحة الحيوان: إن “منظمة الصحة العالمية سجلت أول حالة وفاه بشرية نتيجة الإصابة بفيروس انفونزا الطيور من النوع (H5N2)”.  

وأضاف «حبشي» في تصريحات صحفية أن فيروسات الأنفلونزا من النوع (A) تصيب الثدييات ومنها: القطط والثعالب وحيوانات المزرعة، وتُظهر أعراضا مرضية متفاوتة، لافتا إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عن اكتشاف متحور من فيروس أنفلونزا الطيور في عدد من قطعان الأبقار في 11 ولاية منذ 25 مارس 2024.  

وأوضح أن التحور الجيني هو من طبيعة الفيروسات بصفة عامة، ويتميز بعضها بسرعة حدوث التحور أو احتمال اندماج أكثر من سلالة من نفس الفيروس، ففي حالة إصابة خلية بسلالتين في نفس الوقت قد يحدث اندماج للمادة الوراثية، وتنشأ سلالة جديدة تكون أقل أو أكثر ضراوة.

وحول تفشي متحور أنفلونزا الطيور ، قال «حبشي» : “لا داعى للقلق وتضخيم الحدث، مؤكدا أن تقارير منظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للصحة الحيوانية تُشير إلى أن خطورة انتقال الفيروس بين البشر ما زالت منخفضة حتى الآن”.  

وأشار إلى أن ذروة الإصابة بفيروس أنفلونزا الطيور تكون خلال فصل الشتاء وتنخفض خلال فصل الصيف، لإن الفيروس ينشط في البيئة التي تفتقر لإجراءات الأمان الحيوي، لذلك يجب حماية الطيور المنزلية من الطيور المهاجرة والتي تعتبر من أهم مصادر العدوى، مؤكدا أن معظم الحالات البشرية المسجلة هي حالات بسيطة.

ونصح «حبشي» بتدشين حملات لتطعيم البشر بـ«لقاح الأنفلونزا البشرية الموسمية» للحد من أعراض الإصابة قبل قدوم فصل الشتاء، موضحا أن هناك طرقا للوقاية من الإصابة بمتحور فيروس أنفلونزا الطيور، منها: تجنب الاتصال المباشر بالطيور الحية، وعدم ذبح الطيور المريضة، مع الاهتمام بغسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار وقبل تناول الطعام والنظافة الشخصية، وتعقيم الأيدي عند التعامل مع الطيور ، وعدم تناول الألبان غير المغلية وغير المبسترة، مع الالتزام بتلك الإجراءات الاحترازية .