لا تكف دولة الإمارات من أن تلعب محور الشر في المنطقة العربية والشرق الأوسط، حيث تمتد أذرعها لزعزعة استقرار الدول المحيطة، وتشكيل فرق ضغط لمد نفوذها إلى كبار حلفائها في الغرب من أجل السيطرة على الرأي العام العالمي.
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن مسؤولين أمريكيين و”إسرائيليين” وإمارتيين يعملون على تعيين العميل الصهيوني محمد دحلان قائدا لقطاع غزة.
ودائما يرتبط اسم دحلان بالمؤامرات القذرة، واستغلال المواقف من أجل خدمة مصالح الاحتلال الصهيوني، ومساعدة سلطات الاحتلال في استهداف بني جلدته ورموز المقاومة الفلسطينية، بل يعتقد البعض أن له دوراً لا يقل أهمية عن الدور الأمريكي في اتفاقية التطبيع بين الإمارات والكيان المحتل.
ويعد الفلسطيني محمد دحلان أحد قادة حركة فتح السابقين، أبرز وأشهر أذرع وأدوات الشيطان “الإمارات” التي تستغل فيهم جشعهم وتلذذهم بالخيانة من أجل تحقيق أهدافها، لذلك ربط تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” تفكير الكيان الصهيوني في جعل دحلان بديلا لحماس من أجل إنهاء الحرب.
“وول ستريت جورنال” دحلان بديل حماس الأول لإسرائيل في غزة
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعدته سمر سعيد وفاطمة عبد الكريم وستيفن كالين قالوا فيه إن مسألة من سيحكم غزة أعاقت الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب التي يخوضها الكيان الصهيوني “إسرائيل” منذ تسعة أشهر لتدمير حماس. وقالوا إن بعض المسؤولين الأمريكيين والصهاينة والعرب يسعون لمنح دور إلى المسؤول الأمني الفلسطيني السابق محمد دحلان، الذي حاول ذات مرة سحق الجماعة المسلحة، ثم تم نفيه في وقت لاحق من الضفة الغربية ويعيش الآن في رفاهية في أبوظبي.
وتقول الصحيفة إن بعض المفاوضين باتوا ينجذبون وبشكل متزايد إلى دحلان كحل مؤقت للمعضلة التي تواجه غزة ما بعد الحرب: تعيين شخص مسؤول عن الأمن في القطاع، وهو الأمر الذي تجده إسرائيل وحماس والقوى الأجنبية مثل الولايات المتحدة ودول الخليج العربي أمرا مستساغا. وتشير إلى أن المناقشات تتسارع مع محاولة وسطاء وقف إطلاق النار وإحياء المحادثات المتوقفة. وكان المفاوضون يخططون للاجتماع في الدوحة، قطر، هذا الأسبوع ولكن من المرجح الآن أن يجتمعوا الأسبوع المقبل.
وقال محللون سياسيون “إسرائيليون” إن دحلان هو زعيم فلسطيني “نادر” ومستقل عن حماس والسلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، مما يجعله شخصا يمكن للحكومة “الإسرائيلية” أن تعمل معه.
وتعلق الصحيفة أن دحلان، رجل الأعمال الثري الذي نشأ فقيرا في غزة، ظل على هامش السياسة الفلسطينية لأكثر من عقد من الزمن، وقال مؤخرا إنه لا يريد أن يقود غزة بنفسه. لكنه لديه حزب سياسي نشط هناك وله صلات بمجموعات على الأرض يمكن أن تساعد في تشكيل قوة أمنية للمرور من نهاية القتال إلى ما سيأتي بعد ذلك. فمنذ بدء الحرب، كان يتنقل بين الإمارات – الدولة الثرية التي يمكن أن تساعد في تمويل إعادة إعمار غزة وتوفير قوات لقوة استقرار دولية – ومصر، التي تجعل حدودها مع غزة و”إسرائيل” جزءا لا يتجزأ من مستقبل القطاع. وقد قدم دحلان المشورة لقادة البلدين واستفاد من رعايتهما.
دحلان رجل “إسرائيل” القادم في غزة برعاية القاهرة
وبحسب الصحيفة فأنه في القاهرة، دعا رجال الأعمال في غزة ورؤساء الأسر الثرية، الذين فروا من الصراع، إلى إيجاد سبل لإيصال الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع. وقامت الشركات والعائلات في جنوب شرق غزة، التي كانت متحالفة تاريخيا مع دحلان، بتوفير الأمن لبعض الشحنات التجارية.
وقال مسؤولون عرب وحماس إنه في المحادثات الأخيرة مع حماس وفتح، قدم دحلان نفسه على أنه الشخص الذي يمكنه في نهاية المطاف الإشراف على توزيع المساعدات في الإدارة الفلسطينية الجديدة في غزة.
بينما قال آرون ديفيد ميلر، مفاوض السلام الأمريكي المخضرم في الشرق الأوسط، إن دحلان يتمتع بالكاريزما والمصداقية في الشارع والعلاقات مع مختلف الأطياف السياسية لتحقيق النجاح، “وهو فعال بشكل لا يصدق ويمكنه أن يحقق نتائج في ظل ظروف تسمح له بذلك”، بما في ذلك وجود حكومة “إسرائيلية” داعمة ودعم من الولايات المتحدة والدول العربية الرئيسية.
“وول ستريت جورنال” حماس منفتحة على تقبل دحلان
وذكر تقرير وول ستريت أن الأهم من رعاية القاهرة، أن حماس قد خففت من معارضتها لدحلان، وأشارت للوسطاء في الأسابيع الأخيرة إلى أنها يمكن أن تقبله كجزء من حل مؤقت للمساعدة في إنهاء الحرب.
وقال باسم نعيم، المسؤول الكبير في حماس، إن الحركة تعطي الأولوية لرؤية شاملة لغزة ما بعد الحرب “تقوم على المصلحة الوطنية والإجماع الوطني” على المعارضة أو دعم أفراد محددين. وقال للصحيفة: “من غير المقبول أن يفرض أي طرف من الأعلى”.
ووفقا للتقرير فأن دحلان يتحدث الآن مع حماس بانتظام ويعتقد أنه لا يمكن القضاء عليها.
وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن “إسرائيل” تواصلت مع دحلان في السابق للمساعدة في تعيين
الفلسطينيين المناهضين لحماس مسؤولين عن المساعدات لغزة، وهي خطة تحركت حماس بسرعة للقضاء عليها.
دحلان سيتزعم 250 من القوى الأمنية الفلسطينية للسيطرة على غزة
وأفاد التقرير بأن مسؤولون عرب يدرسون حاليا، إشراف دحلان على قوة أمنية فلسطينية قوامها 2500 رجل تعمل بالتنسيق مع قوة دولية، تكون جاهزة مع انسحاب القوات “الإسرائيلية”.
وقال المسؤولون إن القوات الفلسطينية ستخضع للتدقيق من قبل الولايات المتحدة و”إسرائيل” ومصر ولن يكون لها ولاءات واضحة للسلطة الفلسطينية، التي لا يريد لها رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو السيطرة على غزة.
وأضاف المسؤولون أنه في حالة نجاح القوة، فمن الممكن أن تتوسع للمساعدة في إعادة إعمار غزة، بتدريب من الولايات المتحدة والدول العربية. وقال المسؤولون إن شركات الأمن الغربية الخاصة يمكن أن تلعب أيضا دورا.
ويجري النظر أيضا في شخصيات أخرى لإدارة قوة الأمن في غزة، بما في ذلك ماجد فرج، مدير جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
أفكار محمد دحلان تعكس أفكار الدول العربية
ونقلت الصحيفة قول إيهود يعاري، المحلل “الإسرائيلي” في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن دحلان أجرى محادثات أولية مع مسؤولين أمنيين “إسرائيليين” حول دور محتمل في غزة، لكن القبول “الإسرائيلي” غير مؤكد. وأضاف: “يمكن لدحلان أن يلعب دورا، لكنه لا يستطيع أن يكون الحل. يمكنه مشاركة العبء”.
وأضافت أنه من فيلته في أبوظبي، وضع دحلان (62 عاما) رؤية موسعة للأراضي الفلسطينية الفقيرة والتي دمرت الآن إلى حد كبير حيث ولد ونشأ في خان يونس. ولا يزال لديه عائلة تعيش في غزة.
وتعكس أفكاره إلى حد كبير أفكار الدول العربية المشاركة إما في محادثات وقف إطلاق النار، مثل مصر، أو في المناقشات حول تمويل إعادة إعمار غزة، مثل الإمارات. وهي تشمل حكومة انتقالية لإدارة الأمن والخدمات الأساسية إلى أن يتم اتخاذ ترتيبات أكثر استدامة، ربما من خلال الانتخابات البرلمانية.
وأبرزت الصحيفة قول ديانا بوتو، مفاوضة السلام الفلسطينية السابقة التي عملت مع دحلان: “لقد ظل دائما على الساحة ولكن ليس على الساحة، لأنه لم يزر فلسطين منذ عام 2011. ربما يكون قد غادر غزة، لكن غزة لم تتركه أبدا”.
ومن شأن الدور المستقبلي لتأمين المساعدات أن يعتمد على العمل الذي قام به دحلان في الأشهر الأخيرة لإيصال السلع التي تشتد الحاجة إليها إلى الجيب المحاصر، حيث أدى انهيار النظام المدني إلى عرقلة تسليم المساعدات الدولية.
وأفاد التقرير أن مسؤولون مصريون قالوا إن شركاء دحلان قد ينتهي بهم الأمر إلى المساعدة في إدارة معبر رفح بين غزة ومصر إلى جانب شركاء دوليين. وكانت الحكومة التي تديرها حماس تدير المعبر حتى شهر مايو، عندما استولى الجيش الإسرائيلي على جانب غزة من المنطقة الحدودية الممتدة على مسافة 9 أميال.
وتريد “إسرائيل” الحفاظ على مراقبة أمنية دائمة هناك لمنع تهريب الأسلحة، لكن مصر تقول إن ذلك سينتهك معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1979.
تمكين دحلان من شأنه أن يخاطر بتهميش السلطة الفلسطينية، التي تعتبره هاربا
وتعلق الصحيفة أن تمكين دحلان من شأنه أن يخاطر بتهميش السلطة الفلسطينية، التي تعتبره هاربا. ومن شأنه أيضا أن يمثل عائقا لإدارة بايدن، التي قالت إن السلطة الفلسطينية المعاد تنشيطها يجب أن تتولى السلطة في نهاية المطاف. علاوة على ذلك، يعارض المسؤولون الإسرائيليون قيام دولة فلسطينية، والتي تقول الولايات المتحدة والدول العربية التي يمكنها تمويل إعادة الإعمار إنها ضرورية للأمن الإقليمي.
واختتمت الصحيفة أنه تتباين وجهات النظر حول دحلان بين الفلسطينيين. وفي انتخابات القيادة، سيحصل على حوالي 8%، معظمها تقريبا من غزة، وفقا لاستطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية ومقره الضفة الغربية في يونيو. وهذا يضعه على قدم المساواة مع القائد العسكري لحماس يحيى السنوار، لكنه يتخلف كثيرا عن زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية والمسؤول القديم في فتح مروان البرغوثي، الذي يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد في سجن إسرائيلي بتهم القتل والعضوية في منظمة إرهابية.
دحلان تاريخ من الجرائم ضد أبناء وطنه ودينه
بدأ دحلان حياته السياسية في ثمانينيات القرن الماضي، بعد اجتماعه بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في تونس، وبعد اتفاقية أوسلو عام 1993 عينه عرفات رئيساً لجهاز الأمن الوقائي، حيث بدأت بوادر الإجرام في الظهور عليه.
كان دور هذا الجهاز هو قمع الحركات التي يمكن أن تفسد أي اتفاق مع الصهاينة، فسخر أدواته للتنكيل بالفلسطينيين وتعريضهم للتعذيب الوحشي، حتى أُطلق عليه وكيل الاحتلال في السلطة الفلسطينية.
لم يكتف دحلان بهذا بل قام بتأسيس “فرقة الموت” وهي فرقة مسلحة تضم عناصر إجرامية، هدفها تنفيذ عمليات سرية لاغتيال العناصر الفلسطينية لصالح الصهاينة “إسرائيل”.
كوّن دحلان ثروة تقدر ب 120 مليون دولار من خلال فرضه الجبايات على الفلسطينيين واستغلاله التهريب من خلال المعبر، كما اتهمه الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس أبو مازن باغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.
بعد طرده من حركة فتح التي كان أبرز قياداتها وصل للإمارات التي دعمته وأصبح مبعوثها الأول في التخريب بالمنطقة من خلال التخطيط بالانقلاب على الرئيس الراحل محمد مرسي ودعم خليفة حفتر في ليبيا.
عام 2018، اتُهم دحلان بالتعاون مع أبراهام جولان، وهو من قدامى المُحاربين المجريين والصهاينة في الفيلق الأجنبي الفرنسي، لتوظيف مرتزقة أمريكيين سابقين من القوات الخاصة لاغتيال سياسيين يمنيين من حزب التجمع اليمني للإصلاح كجزء من دور الإمارات العربية المُتحدة في الحرب الأهلية اليمنية.
وقبل ذلك اتهمته الحكومة التركية بالمشاركة في الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016 ووضعه على قائمة الإرهابيين المطلوبين.
اختفى دحلان عن الأنظار لفترة قيل إنه بسبب إصابته بمرض السرطان، لكنه عاد للواجهة مرة أخرى مع تنصيب بن زايد رئيساً للإمارات، في وقت تتزايد فيه وتيرة التطبيع العربي مع الاحتلال الصهيونيي.
عودة دحلان لم تكن طبيعية، بل مثله يلفها الكثير من الغموض، حيث اجتمع مؤخراً مع مؤسسة “فيلوس بروجكت- Philos Project” وهي مؤسسة مسيحية صهيونية مقرها نيو يورك، وبحسب التقارير، فإن الاجتماع كان من أجل التآمر على قطر، وبحث سبل تعزيز اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال والعالم العربي.
حماس ترفض الشروط الجديدة التي أضافتها “إسرائيل”
أفادت وكالة أنباء “رويترز، الجمعة، أن حماس رفضت الشروط الجديدة التي أضافتها “إسرائيل” إلى الخطوط العريضة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح “الرهائن”.
وبحسب التقرير، تطالب “إسرائيل” بفحص جميع السكان الذين يعودون إلى شمال قطاع غزة من خلال آلية انعكاسية تقوم بفحصهم.
وقدم الشروط الجديدة التي وضعتها “إسرائيل” لرويترز أربعة مسؤولين كبار شاركوا في المفاوضات وهم مسؤول أوروبي ومسؤول فلسطيني ومسؤولان مصريان.
وبحسب التقرير، تريد “إسرائيل” أيضا حق النقض على عودة بعض التجمعات السكانية إلى شمال قطاع غزة، خوفا من تشكيل منظمة دعم لوحدات حماس في المستقبل.
إضافة إلى ذلك، ترغب “إسرائيل” في إبقاء قوات الجيش “الإسرائيلي” على محور فيلادلفيا، لكن مصر هي التي رفضت الشرط، بدعوى أنه ليس أمرا مدرجا في الإطار العام الذي تم الاتفاق عليه بالفعل.
الليلة الماضية طالبت “إسرائيل” باستلام قائمة من حماس بأسماء “المختطفين” الذين ما زالوا على قيد الحياة، حتى قبل إبرام الصفقة.
وسلمت “إسرائيل” خلال الأيام الماضية قائمة بأسماء “المختطفين”، الذين تعتبرهم “إسرائيل” ضمن الفئة الإنسانية، إلى وسطاء في قطر ومصر.
وقال مسؤول “إسرائيلي” كبير للقناة 13 العبرية إن ما لا يقل عن 30 من الأسماء المقدمة لا تزال على قيد الحياة.
في هذه الأثناء، يتحدث الوسطاء والإدارة الأميركية عن الخطوط العريضة التي تسمح لحماس بتسليم “المختطفين” رسمياً خلال الأسبوع الأول الذي سيتم فيه تنفيذ الصفقة، وليس قبل الموعد المحدد، وهو ما تعارضه “إسرائيل” التي تتعمد تأخير المفاوضات والتوصل إلى اتفاق.