اعتبر مراقبون أن مشهد جنازة شهيد الأمة القائد إسماعيل هنية، يثبت مدى الحب الذي وجده الرجل في قلوب أبناء الأمة، حيث شهدت مراسم الجنازة حضورا رسميا بدأ بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد الذي كان باديا عليه التأثر برحيل أبو العبد، فضلا عن قيادات إسلامية بين الدعاة والعلماء والسياسيين، كان منهم الدكتور محمود حسين القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون والمهندس مدحت الحداد القيادي بجماعة الإخوان المسلمون.
وقال الأكاديمي محمد المختار الشنقيطي المقيم بقطر عبر @mshinqiti: “اجتمع كرام الناس في تشييع جنازة #شهيد_الأمة الراحل #إسماعيل_هنية، وفي مقدمتهم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، لقد ظهرت معادن الناس اليوم دون بهرجة أو تزويق.”.
https://x.com/mshinqiti/status/1819422287759601739
وأضاف “أحمد أبو الجود” على فيسبوك “قل عن قطر ما شئت، لكن لن تجد مثل هذا المشهد، أن يحضر رأس الدولة للصلاة على رأس المقاومة الفلسطينية بدون عقال، فهذه تعني الكثير تعني أنه صاحب العزاء، هذا ما نراه ظاهرا، والبواطن يعلمها الله، المشهد الثاني جنازة_تليق_به، كانت جنازة تليق بمثله”.
وتابع نقلا عن الشيخ خالد حمدي “تأخرت في الخروج إليها إلى ما قبل الجمعة بساعة، فقدر الله أن تغلَق الطُّرق على السيارات، وتفتح للمشاة، وعلى مسافة كيلومترين تقريبا مشيناها إلى المسجد، لا تلتفت يمنة، ولا يسرة إلا وتجد الناس يملؤون الشوارع المؤدية إلى المسجد من عرب وعجم، رجال ونساء وأطفال، كلهم يريدون الصلاة على الرجل..”.
وأكمل “ورغم أننا في شهر أغسطس، وما أدراك ما أغسطس في الخليج، إلا أن الرطوبة خلت من الجو، والنسائم الباردة كانت تداعب وجوهنا كل حين، لم أقف حائرا أمام ما رأيت من جموع ودموع، فالقبول هبة الله، يلقيه في قلوب الخلق، وإن لم يفهموا لغة هذا المحبوب، أو يلتقوا به ولو مرة، والفقيد كان آية في القبول، يقدره الخصم حتى وإن لم يحبه، ويشعر نحوه بالطمأنينة التي تنساحُ من بشاشة وجهه”.
وأردف “يا لمربحه وخسارتنا، ويا لروعة نهايته، وتخبط طُرقنا إن لم يرحمنا ربنا، خسارتنا فيه خسارتان، خسارة القيادة، وخسارة الأبوة، فقد كنت تشعر أنه أبوك قبل أن يكون قائدك”.
وأشار إلى ما يقول من عايشوه: “كان عجيبا ذلك الرجل، يملك قلبا يسع الدنيا بأسرها حبا وعطفا وحنانا، فلا تكاد تخلو من تواجده العزاءات والتفقدات والمشافي والمناسبات، بينما هو ذات القلب الممتلئ قوة وأنفة وعزة وإيمانا بالقضية”.
ولفت إلى أنه “ما إن دخلت بيتي حتى شعرت بوجيعة من عاد من دفن أبيه، حتى إنني تذكرت مقولة ضرار الصدائي لمعاوية رضي الله عنه، حين سأله: كيف حزنك على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: “حزني عليه حزن من ذُبح واحدُها (ابنها الوحيد) في حجرها، وحزننا عليك يا أبا العبد كذلك، فقد كنت للأمة شيئا عظيما، توجعت لأجله قلوب لم تتوجع مثله على أقرب الناس لها، اليوم كذلك حضرني قول الإمام أحمد رحمه الله: “بيننا وبينهم الجنائز”.
وأكد “حمدي” أن اليوم الجنائز أثبتت أن الذي فقدناه لم يكن إلا محبوبا من الخلق، وأحسبه محبوبا كذلك من الخالق، فالناس شهداء الله في الأرض، رحمة الله عليك وبركاته عليك يا أبا العبد، وعلى رفيقك وسيم، وعلى إسماعيل الغول، ورامي الريفي، وعلى كل من نعلم ومن لا نعلم من الشهداء، يكفي أن الله يعلمهم”.
الكاتب والأديب عصام عبد الحميد كتب “لقد كان أصدق استفتاء شعبي حدث أمام العالم اليوم، شكرا للشعوب الحرة”.
أما الأكاديمي المصري العامل بالدوحة رضوان جاب الله فتحت هاشتاج #أمة_واحدة كتب “الدوحة تودع أحد ضيوفيها من صناع التاريخ الحديث، من أبناء المدرسة الإسلامية الكبرى في العالم الإسلامي التي ما فتئت تقدم قادتها شهداء منذ ١٩٢٤، صناع المجد للأمة ولقضيتها الأولى، القدوة الحسنة في الرباط والفهم والأخلاق والسياسة والتضحية والفداء، الإصرار على انتزاع الحقوق واستعادة الأرض وتحرير الإرادة المسلوبة للعرب والمسلمين ولكل المظلومين في العالم. “.
وأضاف “وداعا أيها البطل.. وداعا أيها الرجل .. طبت حيا وطبت ميتا.. تزامن الوداع مع احتشاد ملايين المسلمين في العالم في آلاف المساجد في تركيا وباكستان وأندونيسا وماليزيا وكثير من البلدان التي تملك قرارها حتى، ولو نسبيا في عواصمها ومدنها وقراها، وهو دعم معنوي واضح للشعب الفلسطيني ومسيرته التحريرية.
وتجمع آلاف الأشخاص لحضور جنازة إسماعيل هنية في العاصمة القطرية يوم الجمعة، بعد يومين من مقتل المسؤول المخضرم في حماس الذي لعب دورا رئيسيا في المحادثات، من أجل وقف إطلاق النار المحتمل في غزة في هجوم إسرائيلي في طهران.
وتجمعت حشود كبيرة من المسلمين في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة لأداء صلاة الجمعة، بما في ذلك العشرات من كبار الشخصيات الأجنبية وممثلي الجماعات والفصائل الفلسطينية.
وحضر أيضا شخصية فتح البارزة محمود العالول جنازة هنية، فيما سيُنظر إليه على أنه إظهار للوحدة في ضوء الخلاف المستمر منذ أكثر من 17 عاما بين حماس وفتح.
ووقعت فتح وحماس وعدة فصائل فلسطينية أخرى الأسبوع الماضي اتفاقية وحدة في بكين لإطار ما بعد الحرب في غزة.
وسافر د.مصطفى البرغوثي، رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، إلى قطر لحضور الجنازة، وأرسلت تركيا وفدا رفيع المستوى لحضور الجنازة.
والتقى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع عضو حماس البارز خالد مشعل يوم الجمعة للتعبير عن تعازيه في مقتل هنية، وضم الوفد نائب الرئيس جودت يلماز، ورئيس البرلمان نعمان كورتولموش، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين.
وبعد الجنازة، دفن هنية في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل، شمال الدوحة.
وجاء مقتل هنية، الذي ألقت حماس وإيران وآخرون باللوم فيه على إسرائيل، بعد ساعات من قصف القوات الإسرائيلية للضاحية الجنوبية لبيروت، مما أسفر عن مقتل فؤاد شكر، القائد العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية الموالية لإيران، وأعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس: إن “مقتل هنية لم يساعد في محادثات وقف إطلاق النار وأنه قلق للغاية، بشأن تصاعد التوترات في المنطقة”.
وأقيم موكب جنازة لهنية في طهران يوم الخميس وقاد خامنئي الصلاة على نعش زعيم حماس وحارسه الشخصي، في حفل أقيم في جامعة طهران ولوح المعزون بالأعلام الفلسطينية وألقوا الزهور على النعوش، وهتف البعض “الموت لإسرائيل” و”الموت لأمريكا”.
واجتمعت إيران وحلفاؤها في المنطقة، والمعروفون باسم محور المقاومة، في طهران يوم الخميس لمناقشة الرد المحتمل على الاغتيال، بحسب رويترز التي قالت إن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني والجماعات شبه العسكرية العراقية المدعومة من إيران من المقرر أن تحضر الاجتماع.
ودعت حماس إلى “يوم غضب عارم” للاحتجاج على القتل والحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي أسفرت منذ السابع من أكتوبر عن مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص.
وفي وقت لاحق من يوم الجمعة، تجمع الآلاف في مسجد آيا صوفيا الكبير في اسطنبول لتقديم واجب العزاء في هنية، وكان من المتوقع أن يلقي الرئيس رجب طيب أردوغان كلمة في هذا الحدث، ولكن تم إلغاء زيارته في اللحظة الأخيرة.
ونكست السفارة التركية في تل أبيب علمها، مما أثار غضب المسؤولين الإسرائيليين، ورد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير على هذه الخطوة قائلا: “ندعو ممثلي السفارة التركية في إسرائيل إلى إنزال العلم بشكل كامل والعودة إلى ديارهم”.