تحركات مشبوهة لمحمد دحلان بمصر لترتيب “اليوم التالي للحرب” بغزة

- ‎فيتقارير

 

 

في ظل ترتيبات صهيو أمريكية بالتعاون مع نظم عربية، يسارع القيادي الفتحاوي، محمد دحلان، جهوده للتواصل والترتيبات لمرحلة ما بعد حرب غزة،  تمهيدا لاعتلائه السلطة، بالتوافق مع العدو الصهيوني.

وتركزت جهود دحلان على الساحة المصرية، والتقى دحلان عددا من الصحفيين المصريين في القاهرة، لمناقشة مستقبل قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية الدائرة الآن على القطاع.

 

 

وكات صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، قد كشفت الخميس 25 يوليو 2024، أن هناك خطة تخضع للدراسة حاليا، تقضي بأن يشرف محمد دحلان، القيادي السابق في حركة فتح، على قوة أمنية فلسطينية قوامها 2500 رجل في غزة، تعمل بالتنسيق مع قوة دولية لحفظ الأمن مع انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

 

قوة أمنية برئاسة محمد دحلان في غزة..

وعاد الحديث مجددا عن دور محمد دحلان في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب التي تقودها إسرائيل، مدعومة من دول غربية وكذلك أمريكا، على الشعب الفلسطيني.

 

خطة أمريكية

وقالت تقارير أمريكية: إن “هناك خطة يتم دراستها تتضمن أن يشرف محمد دحلان، على قوة أمنية فلسطينية قوامها 2500 رجل في غزة، تعمل بالتنسيق مع قوة دولية لحفظ الأمن مع انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وفق ما ذكره مسؤولون عرب”.

 

وقال المسؤولون: إن “القوات الفلسطينية ستخضع للتدقيق من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، ولن يكون لها ولاءات واضحة للسلطة الفلسطينية، التي لا يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لها السيطرة على غزة”.

 

وأضاف المسؤولون أنه في حالة نجاح القوة، فمن الممكن أن تتوسع للمساعدة في إعادة إعمار غزة، بتدريب من الولايات المتحدة والدول العربية، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن إيهود يعاري، المحلل الإسرائيلي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله: إن “دحلان أجرى محادثات أولية مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، حول دور محتمل في غزة، لكن القبول الإسرائيلي غير مؤكد”.

 

وأضافت الصحيفة أن بعض المفاوضين ينجذبون بشكل متزايد إلى دحلان كحل مؤقت للمعضلة التي تواجه غزة ما بعد الحرب، تعيين شخص مسؤول عن الأمن في القطاع، وهو الأمر الذي تجده إسرائيل وحماس والقوى الأجنبية مثل الولايات المتحدة ودول الخليج العربي أمرا مستساغا.

 

بين الإمارات ومصر

 

وقالت وول ستريت جورنال: إنه “ومنذ بدء الحرب، كان دحلان يتنقل بين الإمارات ومصر، التي تجعلها حدودها مع غزة وإسرائيل جزءا لا يتجزأ من مستقبل القطاع، وقد قدم دحلان المشورة لقادة البلدين واستفاد من رعايتهما”.

 

وفي القاهرة، دعا رجال الأعمال في غزة ورؤساء الأسر الثرية، الذين فروا من الحرب، إلى إيجاد سبل لإيصال الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع. وقامت الشركات والعائلات في جنوب شرق غزة، التي كانت متحالفة تاريخياً مع دحلان، بتوفير الأمن لبعض الشحنات التجارية.

 

 

وقال مسؤولون عرب وحماس” إنه “في المحادثات الأخيرة مع حماس وفتح، قدم دحلان نفسه على أنه الشخص الذي يمكنه في نهاية المطاف الإشراف على توزيع المساعدات في الإدارة الفلسطينية الجديدة في غزة”.

وقال دحلان: إنه “يتحدث الآن مع حماس بانتظام ويعتقد أنه لا يمكن القضاء على الجماعة، واعتبرت وول ستريت جورنال أن تمكين دحلان من شأنه أن يخاطر بتهميش السلطة الفلسطينية، التي تعتبره هاربا، ومن شأنه أيضا أن يمثل صعوبة لإدارة بايدن، التي قالت إن السلطة الفلسطينية المعاد تنشيطها يجب أن تتولى السلطة في نهاية المطاف”.

 

 

الإمارات تدعم دحلان

صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تناولت من جانبها، الملف المتعلق بدور دحلان داخل غزة وقالت يوم الخميس 25 يوليو 2024: إنه “من وجهة نظر الإمارات العربية المتحدة، فإن دحلان سيكون خيارا منطقيا أيضا، فهو يتمتع بعلاقات في غزة، وقد غاب عن غزة لمدة 17 عاما، ومن المرجح أن يؤدي غيابه إلى جعل بعض أفراد الجيل الأكبر سنا ينظرون بحنين إلى حقبة ما قبل عام 2007، عندما كانت البلاد تتمتع بقدر أكبر من السلام ولم تدمر حماس غزة في حروب عديدة، وربما يرحب هؤلاء بعودة دحلان”.

 

 

 

ما بعد الطوفان

 

وبالعودة إلى ما بعد طوفان الأقصى مباشرة، أجرى محمد دحلان، حوارا مع مجلة الإيكونومست في 31 أكتوبر 2023 قال فيه إنه يتصور مستقبلاً حيث يحكم القطاع والضفة الغربية برلمان فلسطيني منتخب، مما يلغي رئاسة السلطة الفلسطينية.

ويقول إنه بعد انتهاء حرب إسرائيل على حماس، ينبغي أن يحكم القطاع حكومة تكنوقراطية لمدة عامين قبل أن تفسح المجال لإجراء انتخابات.

 

ويقول إن التصويت يجب أن يشمل حركة حماس المنافسة، متجاهلاً الاقتراح بأن إسرائيل ستتمكن من القضاء على الحركة بالكامل. وكانت الحركة قد خرجت منتصرة في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية الأخيرة التي عقدت في عام 2006. ونُقل عنه قوله في المقابلة النادرة: “حماس لن تختفي”.

 

إعادة إعمار غزة

كذلك وفي حوار مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في فبراير 2024، قال محمد دحلان إن زعيما فلسطينيا مستقلا تدعمه قوات حفظ السلام العربية قد يشرف على إعادة إعمار غزة بعد الحرب بين إسرائيل وحماس.

 

وقال محمد دحلان، لصحيفة نيويورك تايمز إنه وفقا لرؤيته فإن “قادة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة منفتحون على دعم العمليات التي تشكل جزءا من الجهود المؤدية إلى إقامة دولة فلسطينية”.

 

وقال دحلان، الذي يعتقد كثيرون أنه يتطلع إلى هذه الوظيفة لنفسه، إن الزعيم الفلسطيني الجديد المحتمل سوف يدفع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس جانباً إلى دور شرفيّ، وقد يدعو دولاً مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لإرسال قوات ودفع تكاليف إعادة إعمار القطاع.

 

وأضاف أن إسرائيل لابد أن توافق على قيام دولة فلسطينية. وأضاف أن “الدول العربية الرئيسية حريصة حقا على تسوية هذا الصراع. وليس الحرب، بل الصراع بأكمله”.

وكما كان الحال منذ عقود، كان دحلان ينتقد حماس علناً: “الاعتماد على معاناة الناس ليس قيادة. الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش”. وقال دحلان لصحيفة نيويورك تايمز إنه يحاول إقناع حماس بالتنحي للسماح للقيادة الفلسطينية الجديدة بتولي المسؤولية.

تواصل دحلان وحركة حماس

ورغم حديث دحلان عن أنه يريد إزاحة حماس من حكم غزة، لكن محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، قال في تصريحات تليفزيونية في فبراير 2024 إن حركة حماس تتواصل مع كافة الأطراف الفلسطينية لوقف الحرب على قطاع غزة، وقال إن الحركة تطرق أبواب الجميع سواء الأبواب الفلسطينية أو العربية.

 

 

في حين كشف ميدل إيست آي البريطاني في تقرير له يوم الخميس 25 يوليو 2024، إن ملفات رسمية تم الإفراج عنها مؤخرا أظهرت أن إسرائيل “عرضت مفاتيح غزة” على محمد دحلان في ذروة الانتفاضة الثانية، لكن رئيس جهاز الأمن التابع للسلطة الفلسطينية في غزة رفض ذلك، مشيرا إلى ولائه للزعيم ياسر عرفات.

 

وبعد مرور ما يزيد قليلا على عقدين من الزمن، تبعا لبعض التقارير، ورد أن دحلان أصبح على رأس قائمة بعض المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والعرب الذين يريدون منه أن يتولى السيطرة المؤقتة على غزة بعد الحرب.

 

كذلك، وبعد فشله في توقع انتصار حماس على فتح في الانتخابات الفلسطينية عام 2006، خطط البيت الأبيض لكارثة أخرى في الشرق الأوسط، وهي كارثة سرية وفضيحة، تشبه إلى حد كبير فضيحة إيران كونترا وخليج الخنازير. وباستخدام وثائق سرية أكّدها مسؤولون أميركيون سابقون وحاليون غاضبون، يكشف المؤلف كيف دعم الرئيس بوش وكونداليزا رايس ونائب مستشار الأمن القومي إليوت أبرامز قوة مسلحة بقيادة محمد دحلان، زعيم فتح القوي، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب أهلية دامية في غزة وترك حماس أقوى من أي وقت مضى.

 

 

 

“المتحدة” تسوق دحلان

وضمن اللقاءات التي قام بها دحلان، بمصر، لقاءات بصحفيين واعلاميين مصريين، ينتمون للشركة المتحدة، التابعة للمخابرات،  وتضمنت اللقاءات حضور معظم إعلاميي ورؤساء تحرير محسوبين على الشركة المتحدة، المملوكة لجهاز المخابرات المصرية، وقد تحدث دحلان حول طوفان الأقصى وكيف قَيّم التجربة في ضوء التطورات التي حدثت بعد ذلك، مثل شن إسرائيل حربًا على القطاع.

ومن ضمن من حضروا اللقاء

 عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق، وكذلك بعض الإعلاميين مثل إيمان الحسري وآخرين..

وحاول دحلان أن يبدو  “متسامحاً” مع موقف حركة حماس، وبدا كشخص “براجماتي” يرى أن طوفان الأقصى “انتقمت” من إسرائيل، لكنه في نفس اللقاء، تحدث عن أن حماس يجب أن تتشارك مع قوى سياسية أخرى في إدارة قطاع غزة لأن الغرب والدول في الإقليم لن يسمحوا باستمرار حماس في غزة بعد انتهاء الحرب …

 

وبدأت سلسلة من التقلبات في حياة دحلان في عام 2007، عندما اضطر لمغادرة غزة إلى رام الله، بسبب سيطرة حماس على  قطاع غزة. وصفه الرئيس الأميركي آنذاك، جورج بوش الابن، بأنه “رجلنا”. كما اعتقد البعض أن دحلان كان شخصية رئيسية وراء خطة السلام التي طرحتها إدارة ترامب في عام 2019، والتي أطلق عليها “صفقة القرن”. لم يمنعه قربه من الأميركيين من الهروب من رام الله إلى الإمارات في عام 2011، بعد أن اتهمته السلطة الفلسطينية بالفساد المالي والتآمر ضد محمود عباس (أبو مازن). ولعل العلاقات الجيدة مع المسؤولين الإسرائيليين وحتى مع الشاباك ساهمت أيضًا في العملية التي أدت إلى توقيع اتفاقيات إبراهيم في عام 2020.

 

في عام 2016، جرده عباس من حصانته البرلمانية. وفي الشهر نفسه، أدانته محكمة مكافحة جرائم الفساد التابعة للسلطة الفلسطينية بتهمة اختلاس 16 مليون دولار، وحُكم عليه غيابيًا بالسجن لمدة ثلاث سنوات.

 

في نوفمبر 2019، عرضت تركيا مكافأة قدرها 700 ألف دولار مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله، متهمة إياه بأنه “مرتزق لدولة الإمارات العربية المتحدة ومتورط في محاولة انقلاب عام 2016 ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”.

 

ويحتفظ دحلان بقاعدة دعم صغيرة ومحلية في غزة، وخاصة في مسقط رأسه خان يونس، وبين الجماعات التي تلقت مساعدات مالية أو غير مالية منه أو من خلال المركز الفلسطيني للصمود الإنساني (فاتا) الذي ترأسه زوجته جليلة دحلان. ويُعتقد أنه يحظى بدعم من الجماعات المسلحة في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، بما في ذلك في بلاطة وجنين.

 

ويعتبر من المقربين لعبد الفتاح السيسي، وقاد البعثات الدبلوماسية المصرية، بما في ذلك المفاوضات بشأن مشروع سد على نهر النيل مع إثيوبيا والسودان. كما وُصف بأنه وسيط لنقل الأسلحة إلى الميليشيات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة في ليبيا.

 

وهو رجل أعمال حاليا، تُقدّر ثروته بأكثر من 120 مليون دولار. وفي عام 1997، زُعم أنه كان يحول نحو 40% من الدخل من معبر كارني بالقرب من غزة (حوالي مليون شيكل شهريًا) إلى حسابه المصرفي الشخصي. وقيل إنه اشترى منزلاً فاخراً في دبي مقابل 600 ألف دولار، وشقة في برج في المدينة مقابل مليون دولار.