قال د. عبد الرزاق المقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية، والأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة والسياسي والبرلماني السابق: إن “المنحنى الذي تعيشه الأمة حاليا يتصاعد إيجابيا عبر 3 مستويات”.
حددها بالمستوى الفكري، حيث إقبال نظري على الإسلام والبحث عن بدائل للرأسمالية، ثم المستوى الدولي، حيث تراجع الهيمنة المطلقة للدول الكبرى، وثالثا المستوى الفلسطيني حيث اتضح إمكانية هزيمة الكيان الصهيوني، فهو غير قادر على إنقاذ نفسه إلا بمساعدة أمريكا.
وقدم الدكتور عبدالرزاق المقري محاضرة عبر (بودكاست الشرق) تضمنت سؤالا عن أين نحن كإسلاميين عالقين؟ مستعرضا شروط الاستنهاض وأن لذلك مراحل تحقيق النهضة الحضارية على النحو التالي:
الفكرة: فكرة، هنا تعني الفكرة الإسلامية يحملها شخص.
العصبة: تنظيم ينشر الفكرة في المجتمع.
الظاهرة الاجتماعية: الفكرة تصبح تيارا عاما.
الدولة: الفكرة تنتقل إلى الدولة.
النهضة: الدولة تحقق النهضة.
الحضارة: النهضة تؤدي إلى الحضارة.
وعن معنى نهوض الدولة، قال المقري: إن “الدولة نهضت بأن منتجها المادي من جامعات ومراكز بحثية ومصانع ومؤسسات ومنتجات استهلاكية أو ثقيلة أو تقنية أو دفاعية أوعلمية، صارت تنافس في الأسواق ومطلوبة من الأمم.
نهوض الفكرة
وعن النهوض للفكرة الإسلامية، قال: إن “الصحوة تحركت من جديد في بداية القرن الـ 19 مع حسن البنا ورشيد رضا والأفغاني عبر حركات الإصلاح المختلفة، وتحققت أهدافها في الدعوة إلى الله.
وأضاف إنها إذا حققت نتائجها في المجتمع بأن الفكرة تأصلت فيه، واستدل بذلك التغييرات الكبيرة في المجتمعات في السبعينات والثمانينات.
أزمة حالية
ويبدو أن الأزمة كانت محور تناول المقري بحسب ما لمح الصحفي الذي تابع المحاضرة عمرو سلامة القزاز، الذي رأى أن أحدا يمتلك رؤية أو حل للأزمة التي يعيشها أبناء التيار الإسلامي في كافة أقطاره، وتصاعد الاستبداد والقبضة الحديدة على كل حر له رأي في استنهاض أمته ووطنه.
ونقل عن المقري رؤيته أن الأزمة التي تعيشها الحركات الإسلامية، لها سببان رئيسيان وهما:
الأول: قوة الصد
1- الصد الداخلي المرتبط بالحكم والسلطة والأيديولوجيا المصلحة
2- الصد الخارجي المرتبط بالقوى الدولية، وخاصة الغربية معددا أسبابها التاريخية والفكرية والمصالح.
والثاني: الضعف الفكري في الوقت الحالي للإسلاميين.
ورأى أن ذلك يتمثل في عدم القدرة على الاستجابة الفكرية من طرف الإسلاميين لهذه الحالة الجديدة للدولة، والقبول بوضعها حتى أصبح التفكير في المحافظة على مكتسباتها الحزبية والتنظيمية والاجتماعية.
واستدرك أن التحدي الفكري للإسلاميين ليس عيبا وعاديا و تمكين الإسلام هو أساسي بالتقاء الصيرورة التاريخية والحتمية النصية” محددا شروطا خمسة للاستنهاض الحضاري تمثلت في:
1) الرؤية: إلى أين نحن متجهون
2) القيادة
3) الموارد: بشرية ومالية وزمنية
4) المؤسسات: ما يسمى بالمجتمع المدني.
5) التيار العام الذي يمثل الرأي العام الجمعي للأمة.
الفكر والتنظيم
ورأى المقري أن الاحتياج الآن هو إلى رجال الفكر في الأمة، وأننا في مرحلة التطوير الفكري، قبل ذلك كان رجل التنظيم هو من يقود من خلال رؤى دعوية واضحة.
معتبرا أن الفكر هو إعطاء الحلول لمشاكل الواقع وفق الخلفية الثقافية المعرفية، والاستفادة من الواقع والتجارب والعلم وتقديم الحلول وفهم الخصم، والبحث عن الفرص في المساحات المشتركة والتحالف والتوافقات أو التعامل على أساس المعادلة الصفرية، ووضع لذلك حلول.
واستعان المقري بمقولة ل”مالك بن نبي” أوضح فيها أن مشكلة الإنسان هي مشكلة حضارة، ولن يكون في مستوى الحضارة، إلا إذا كان مدركا للتحولات الدولية واحتياجات الأمة.
https://www.youtube.com/watch?v=uvmSE7ZvGnQ&t=6349s