في ظل الإهمال الذي تعيشه مصر في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، انتشرت جيوش الكلاب الضالة في الشوارع لتعتدي على المواطنين في كل مكان، في الوقت الذي لا توجد فيه مستشفيات مجهزة لاستقبال المصابين بعضة الكلب، ولا توجد أدوية وأمصال لعلاج مثل هذه الحالات، حيث توقفت خطوط إنتاجها في مصانع وشركات الأدوية انتظارا لرفع ثمنها .
بين هذه العوامل يكون المواطن هو الضحية الذي لا يجد ملجأ يلجأ إليه إلا الله سبحانه وتعالى، ليدعوه بإخلاص بأن يقضي على الظالمين الذين باعوا مصر وأفلسوا المصريين .
يشار إلى أن حكومة الانقلاب تزعم منذ سنوات أنها تبذل جهودا لمواجهة انتشار الكلاب الضالة، لكن كل ما قيل لم يتجاوز مجرد الكلام في الهواء، والدليل زيادة أعداد الكلاب وزيادة المصابين بـ« عضة كلب»، فلا يكاد يخلو شارع من الكلاب الضالة، التي زادت أعدادها بشكل كبير، وزادت معها حوادث مهاجمة الكلاب للأطفال وكبار السن خاصة في الليل .
ورغم أن الأرقام شبه الرسمية تقول: إن “أعداد الإصابة بعضة الكلب تراجعت من 574 ألف إصابة عام 2019 إلى 430 ألفا العام الماضي، لكن وقوع 430 ألف إصابة بعضة الكلب في عام واحد رقم مخيف، إذ إنه يعني أن هناك 1178 إصابة بعضة كلب يوميا، و49 إصابة كل ساعة، وهو ما يعني أن كل 72 ثانية يسقط مصري مصابا بعضة كلب”.
الأطفال
حول هذه الظاهرة قال محمد إسماعيل، طبيب بيطري بمنطقة شبرا الخيمة: إن “الكلاب الضالة تهاجم الأطفال في الشوارع خلال فترات الليل المتأخرة تحديدا، بسبب ارتفاع نسبة هرمون الإدرينالين داخل أجساد أغلب الناس عندما يشاهدون كلبا ليلا، وعندما تشم الكلاب رائحة الإدرينالين تبدأ الهجوم على صاحبه، وتحدث به إصابات خطيرة”.
وأضاف«إسماعيل» في تصريحات صحفية، إن أكثر المعرضين لمهاجمة الكلاب الضالة هم الأطفال وكبار السن ومتسولو الشوارع والنبيشة .
وأكد أن ضبط النفس هو أهم طرق مواجهة الكلاب الضالة المعتادة على مهاجمة المواطنين، مطالبا المواطنين بعدم الجري أو التوتر إذا شاهدوا أحد الكلاب الضالة للمحافظة على توازن الإدرينالين بالجسم .
وأشار «إسماعيل» إلى أن التطعيم أو التعقيم أفضل الحلول التي تمنع مهاجمة الكلاب الضالة للمواطنين.
إهمال شديد
وقال خبير التنمية المحلية، حمدي عرفة: إن “ملف الكلاب الضالة، يعاني الإهمال الشديد، ومديريات الطب البيطري في الـ27 محافظة تتحمل المسئولية بالتعاون مع محافظي الانقلاب طبقا لقانون الإدارة المحلية رقم 43 لعام 1979”.
واقترح «عرفة» في تصريحات صحفية تكليف شركة خاصة للتعامل مع الكلاب التي انتشرت مثل النار في الهشيم في شوارع مصر، نظرا لعدم وجود خطة قومية متبعة بجدول زمني من قبل محافظي الانقلاب، وتتكون اللجنة في كل مديرية من الصحة والطب البيطري وإدارات النظافة في دواوين عموم المحافظات والزراعة ورؤساء الأحياء والمراكز والمدن والوحدات المحلية القروية بالتنسيق مع جمعيات الرفق بالحيوان المنتشرة في كل محافظة.
وأعرب عن أسفه لأن المنظومة المحلية تتجاهل التعامل مع ملف الكلاب الضالة المنتشرة في الشوارع، رغم أن أعلى نسبة من الكلب العقور موجودة وسط الكلاب الضالة، وهي التي تهاجم الأطفال تحديدا، ولا يستجيب مسئول إلا بعد هجوم الكلاب على المواطنين في الشوارع .
وأشار «عرفة» إلى أن هيئة الخدمات البيطرية التابعة لوزارة زراعة الانقلاب أكدت أن من تعرضوا للعقر من الكلاب الضالة العام الماضي بلغ 430 ألف حالة «عقر» ومحافظات البحيرة والقاهرة والشرقية والجيزة أكثر تسجيلا لحالات العقر، وشمال وجنوب سيناء والوادي الجديد والبحر الأحمر ومطروح الأقل.
وأرجع زيادة انتشار الأوبئة بين المواطنين لزيادة نسبة الكلاب الضالة في الشوارع، ما يهدد حياة المواطنين، موضحا أن الكلاب الضالة نوعان، الكلب الذي قضى حياته كلها في الشوارع منذ ولادته، والكلب الذي هرب من صاحبه أو من يملكه وعندما تجد أيا من الكلاب الضالة في الشارع يمكن معرفته إذا وجدت الكلب هائجاً وكثير النباح والحركة وإذا وجدته يرفض شرب الماء في الوقت الذي يسيل لعابه بكثرة ويبدو الكلب ضعيفا وهزيلا وغير قادر على الحركة في نفس الوقت الذي يسيل فيه لعابه، إذا لاحظت أيا من تلك الإشارات فلا تتقدم من الكلب أو تقترب منه بسبب الخطورة الجسدية التي من الممكن أن تحدث.
5 خطوات
وقال الدكتور أحمد أبو شنب عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين السابق، : إن “ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في الشوارع مشكلة تؤرق الكثير منا؛ مؤكدا أننا نستطيع القضاء على ظاهرة الكلاب الضالة بشكل إنساني وفعال، ونُسهم في خلق مجتمع أكثر أمانا للجميع وذلك من خلال خطوات مُتضافرة، نستطيع تحويل شوارعنا إلى بيئة آمنة خالية من مخاطر الكلاب الضالة.
وأضاف أبو شنب في تصريحات صحفية، أن هناك 5 خطوات يجب اتباعها للقضاء على هذه الظاهرة دون الإخلال بالتوازن البيئي وتتمثل في:
أولاً: التعقيم الحل الأمثل
تعقيم الكلاب الضالة الحل الأمثل للتحكم في أعدادها ومنع تكاثرها بشكل عشوائي، وتقوم العديد من الجمعيات والمؤسسات بتنظيم حملات دورية لتعقيم الكلاب الضالة، مع الحرص على تقديم الرعاية البيطرية اللازمة لها.
ثانيًا: التوعية مسئولية الجميع
يقع على عاتق أفراد المجتمع مسئولية التوعية بمخاطر ظاهرة الكلاب الضالة، وأهمية التعامل معها بِحذرٍ ومسئولية، كما يجب نشر ثقافة تربية الحيوانات الأليفة بشكل صحيح، مع التأكيد على ضرورة اصطحاب الحيوانات عند الخروج من المنزل، ومنع تركها تتجول في الشوارع.
ثالثاً: دور الجهات الحكومية
من المفترض أن تلعب الجهات الحكومية دورا مهما في مكافحة ظاهرة الكلاب الضالة من خلال تخصيص ميزانية كافية لدعم برامج التعقيم والتطعيم، توفير ملاجئ مناسبة لإيواء الكلاب الضالة بعد تعقيمها، سنّ قوانين صارمة تُحاسب مُلاك الكلاب الذين يُهملون حيواناتهم.
رابعًا: دور الجمعيات والمؤسسات
تُقدم العديد من الجمعيات والمؤسسات جهودا مُميزة في مجال رعاية الحيوانات، وتنظيم حملات التوعية والتعقيم، كما يمكن للمواطنين دعم هذه الجهود من خلال التبرع أو التطوع للمشاركة في أنشطتها.
خامسًا: مسؤولية مشتركة
القضاء على ظاهرة الكلاب الضالة مسؤولية مُشتركة تقع على عاتق الجميع، من أفراد المجتمع والجهات الحكومية والجمعيات والمؤسسات، وبالتعاون والتكاتف، نستطيع خلق بيئة آمنة خالية من مخاطر هذه الظاهرة.
وأوصى أبو شنب، ببعض النصائح للتعامل مع الكلاب الضالة تتمثل في : تجنب الاقتراب من الكلاب الضالة أو مُحاولة لمسها، احمل معك عصا أو مظلة للدفاع عن نفسك في حال تعرضك لهجوم من كلب ضال، لا تركض أمام كلب ضال، فهذا قد يُحفزه على المطاردة، علّم أطفالك كيفية التعامل مع الكلاب الضالة بحذر ومسؤولية، موضحا أننا باتباع تلك النصائح معا، نستطيع تحقيق شوارع آمنة خالية من الكلاب الضالة.