في جريمة جديدة تضاف إلى السجلات الإجرامية لقوات الاحتلال الصهيونية، ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة في قطاع غزة، لتزيد عدد المذابح التي ينفذها في حق الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث قصف المصليين أثناء صلاة الفجر السبت، بمدرسة تؤوي نازحين تسمى بـ “التابعين”.
ارتفع عدد ضحايا مدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج في غزة فجر اليوم السبت إلى أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين والمفقودين، في واحدة من كبرى المجازر التي شهدها قطاع غزة الأسابيع الأخيرة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن “جيش الاحتلال يرتكب مذبحة داخل مدرسة التابعين بمدينة غزة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات”.
وأضاف المكتب، في بيان، أن “هذا القصف يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد شعبنا الفلسطيني بشكل واضح”.
وذكر أن “جيش الاحتلال قصف النازحين بشكل مباشر خلال تأديتهم صلاة الفجر، وهذا ما رفع أعداد الشهداء بشكل متسارع”.
وتابع: “من هول المذبحة وعدد الشهداء الكبير لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني وفرق الإغاثة والطوارئ من انتشال جثامين جميع الشهداء حتى الآن”.
وأعرب الإعلامي الحكومي عن إدانته بأشد العبارات لهذه “المذبحة المروعة التي ارتكبها الاحتلال”، داعياً العالم لإدانتها، كما حمل إسرائيل والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المذبحة.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على إسرائيل لـ”وقف جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين والنازحين في قطاع غزة، ووقف شلال الدم المتدفق في القطاع”.
ومن جهته، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن الاحتلال الإسرائيلي قصف مدرسة التابعين في حي الدرج بـ3 صواريخ في مجزرة بحق نازحين كانوا يؤدون صلاة الفجر في المدرسة.
وأضاف أن القصف أدى إلى استشهاد قرابة 90% ممن كانوا يؤدون الصلاة، كما أن الإصابات معظمها بليغة جدا.
وقال الدفاع المدني في القطاع إن الاحتلال استهدف في المدرسة طابقين، الأول كان يؤوي النساء والأرضي كان مصلى للنازحين.
وأشار إلى أن الاحتلال استهدف 13 مركزا لإيواء النازحين منذ بداية الشهر الحالي، وطالب العالم بالتدخل الفوري لوقف المجازر ضد المدنيين العزل في مراكز الإيواء.
وقال شهود عيان إن المدرسة كانت تؤوي أكثر من ألفي نازح من مختلف مناطق القطاع. وهو خامس مركز للإيواء تقصفه قوات الاحتلال خلال أسبوعين تقريبا.
وذكر الشهود أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني لا تزال تنقل الشهداء والمصابين إلى المستشفى المعمداني والمراكز الصحية القريبة.
جثث محترقة ومتناثرة
وقال شهود عيان إن جثامين الشهداء أحرقت وتناثرت إلى أشلاء متفحمة تتكدس في منطقة المصلى، وتناثر بعضها في فناء المدرسة، بسبب قوة القصف الذي استهدفهم في أثناء أدائهم صلاة الفجر.
وأضافواالحصيلة المذكورة في البيانات الرسمية هي حصيلة أولية، وإن العدد الحقيقي للشهداء سيكون أكثر مما هو معلن حتى الآن.
وذكروا أن الأوضاع كارثية في المستشفى الأهلي العربي، الذي نقل إليه الجرحى والمصابون، حيث لا توجد أسرة للمرضى، وتعجز الطواقم الطبيعة عن تقديم المساعدة الطبية اللازمة لكثير منهم، بسبب نقص المعدات والتجهيزات والأدوية والعلاجات، جراء الاستهداف والحصار والتدمير المستمر الذي يتعرض له القطاع الصحي وغيره في قطاع غزة منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر الماضي.
كما أشاروا أن هناك حالة من الصدمة والأهوال يقاسيها الأهالي وهم يشاهدون أشلاء ذويهم الممزقة وهي تملأ المكان، في حين لم يتم تكفين عشرات الشهداء حتى الآن، بسبب نفاد الأكفان التي تحولت بفعل أعداد الموتى الذي لا يتوقف في غزة إلى أحد المستلزمات الضرورية التي يحتاجها الغزيون بقوة.
حماس والجهاد يتوعدان
تعليق حماس والجهاد على مجرزة حى الدرج
علقت حركة حماس، على جريمة الاحتلال الإسرائيلية في حي الدرج بقطاع غزة، قائلة: إن “مجزرة التابعين في حي الدرج استمرار للإبادة النازية الصهيونية ضد شعبنا، والإدارة الأمريكية متواطئة في الجرائم”
وقالت في بيان اليوم السبت، إن “مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج وسط مدينة غزة جريمة مروّعة تشكّل تصعيداً خطيراً في مسلسل الجرائم والمجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب، والتي تُرتَكَب في قطاع غزة على يد النازيين الجدد”.
وأكدت الحركة ” أن هذه المجزرة البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال النازي والتي استهدفت مدرسة مكتظة بالنازحين أثناء صلاة الفجر ضد المدنيين الآمنين العزل، ليسقط أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى من المدنيين الأبرياء العزل لتتناثر جثثهم أشلاء متفحمة؛ هي تأكيدٌ واضحٌ من الحكومة الصهيونية، على مضيها في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني، عبر الاستهداف المتكرر والممنهج للمدنيين العزل، في مراكز النزوح والأحياء السكنية، وارتكاب أبشع الجرائم بحقّهم”.
وأوضحت حركة حماس أن “جيش العدو يختلق الذرائع لاستهداف المدنيين، والمدارس
والمستشفيات وخيام النازحين، وكلها ذرائع واهية وأكاذيب مفضوحة لتبرير جرائمه.”
وأكدت حركة حماس أن “تصاعد الإجرام الصهيوني، والانتهاكات الواسعة ضد المدنيين العزل في كل مناطق قطاع غزة، لم يكن ليتواصَل، لولا الدعم الأمريكي بشكل مباشر لحكومة المتطرفين الصهاينة وجيشها الإرهابي، عبر تغطية جرائمها، ومدها بكل سبل الإسناد السياسي والعسكري، وهو ما يجعلها شريكةً بشكلٍ كامل فيها”.
مطالبة “الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياتهم والتحرك العاجل لوقف هذه المجازر، ووقف العدوان الصهيونى المتصاعد ضد شعبنا وأهلنا العزل”.
من جانبها، قالت حركة الجهاد، إن “استهداف العدو المجرم لمصلين في مصلى مدرسة التابعين بحي الدرج بغزة جريمة حرب مكتملة الأركان”.
وقالت في بيان اليوم السبت، إن “ذرائع جيش العدو لتدمير المدارس هي ذاتها التي استخدمها لتدمير المستشفيات من قبل، وثبت كذبها”.
وأكدت أن “تقاعس المؤسسات والمحاكم الدولية في إعلان قادة الكيان مجرمي حرب ساهم في تماديهم.”
وباستهداف مدرسة التابعين يرتفع عدد المدارس التي تؤوي نازحين وقصفها الجيش الصهيوني في مدينة غزة فقط خلال أسبوع واحد فقط إلى 6 مدارس، مما خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى.
والخميس، استشهد 15 فلسطينيا وأُصيب عشرات، بينهم أطفال، إثر استهداف طائرات حربية إسرائيلية مدرستي الزهراء وعبد الفتاح حمود، اللتين تؤويان نازحين بحي التفاح، شرق مدينة غزة، وفق جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة.
وفي الرابع من أغسطس الجاري، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع، في بيان، استشهاد 30 فلسطينيا وإصابة العشرات 80% منهم أطفال في قصف إسرائيلي استهدف مدرستي النصر وحسن سلامة في حي النصر (غرب مدينة غزة).
وفي الثالث من أغسطس، استشهد 16 فلسطينيا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة حمامة التي تؤوي نازحين في حي الشيخ رضوان شمالي مدينة، وفق الدفاع المدني بغزة.
وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.