ارتفاع ضحايا الطاقم الصحي بغزة لـ 500 و75 ألف نزحوا خلال الأيام الماضية

- ‎فيعربي ودولي

قالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن “مشاهد الرعب اليومي الذي تعيشه طواقم الإسعاف في غزة جراء استهدافهم من قبل الاحتلال في ظل الحرب المستمرة، أفقدنا نحو 500 من كادرنا الصحي، بينما أصيب المئات منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023”.

 

وأوضحت الوزارة في بيان لها: إن “قوات جيش الاحتلال اعتقل أكثر من 310 عاملا في قطاع الصحة، فيما دمرت 130 مركبة إسعاف في قطاع غزة، مشيرة إلى تعرض 340 اعتداء على المرافق الصحية والعاملين فيها في الضفة الغربية المحتلة”.

 

وأكدت أن استهداف الاحتلال المتعمد للبنية التحتية الطبية، أدت إلى حرمان المواطنين من إمكانية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، مبينة أن ظروف المياه والصرف الصحي السيئة، إلى جانب الاكتظاظ، أدت إلى زيادة في الأمراض التي يمكن الوقاية منها، والوفاة المبكرة.

 

ولفتت إلى أن قطاع غزة يواجه كارثة صحية عامة، بسبب موارد المياه غير الآمنة ونقص احتياجات النظافة الأساسية لأكثر من 1.7 مليون نازح قسرا.

 

وأضافت الوزارة أن النقص الحاد في العاملين والإمدادات الطبية، بما في ذلك التخدير والمضادات الحيوية، يجعل العاملين في الرعاية الصحية يكافحون من أجل إنقاذ الأرواح، كما دعت إلى دخول الإمدادات الإنسانية بلا شروط لمعالجة النقص الحاد، والمساعدة في إجلاء الجرحى لتلقي الرعاية الطبية المنقذة للحياة في الخارج.

 

 نزوح وإخلاء قسري

 

قال مفوض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، الأحد: إن “الأيام القليلة الماضية شهدت نزوح أكثر من 75 ألف فلسطيني في جنوب غربي قطاع غزة”.

 

وأوضح مفوض الأونروا على منصة “إكس” أن “النزوح الجماعي للشعب الفلسطيني لا يزال مستمرا بلا نهاية”، مضيفا “على مدى عقود من الزمان، شهد المدنيون الفلسطينيون حروبا وصراعات لمرات عديدة جدا”.

 

وأفاد لازاريني بأنه “في الأيام القليلة الماضية فقط، نزح أكثر من 75 ألف شخص في جنوب غرب غزة، وأصدرت السلطات الإسرائيلية، الليلة الماضية، أوامر إضافية لإجبار المزيد من الناس على النزوح مرات أخرى”.

 

وأوضح مفوض الأونروا أن بعض النازحين قادرون فقط على حمل أطفالهم معهم، وبعضهم يحملون حياتهم كلها في حقيبة صغيرة واحدة”.

 

وفجر الأحد، طالب الجيش الإسرائيلي السكان والنازحين في حي “الجلاء” بمدينة “حمد” شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع بإخلائها على الفور، تمهيدا لعملية عسكرية في المنطقة.

 

وجدد الجيش مطالبة سكان أحياء جديدة في مركز مدينة خان يونس بإخلائها قسرا؛ تمهيدًا لشن هجوم جديد عليها بادعاء إطلاق حركة حماس صواريخ منها.

 

وقال مفوض الأونروا: إن “النازحين الجدد ذاهبون إلى ملاجئ مكتظة بالعائلات، دون تحديد مكان معين، وإن النازحين في غزة فقدوا كل شيء ويحتاجون إلى كل شيء”.

 

وأضاف: “على عكس الحروب الأخرى، فإن سكان غزة محاصرون وليس لديهم مكان يذهبون إليه”.

 

وهذه المرة الثالثة خلال نحو أسبوع التي يوسع فيها الجيش الإسرائيلي من أوامر الإخلاء في مدينة خان يونس التي أعلن، الجمعة، بدء عملية عسكرية هجومية فيها.

 

وسبق أن نفذ الجيش الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023، عدة هجمات مدمرة على مدينة خان يونس، منها مناطق زعم سابقا أنها “آمنة” بالمدينة، ما خلف مئات القتلى والجرحى ودمارا واسعا.

 

إسرائيل قتلت 1.8 بالمئة من سكان غزة

 

وفي ذات السياق قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، الأحد، في بيان له: إن “إسرائيل قتلت في حربها على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، نحو 1.8 بالمئة من سكان القطاع، 24 بالمئة منهم من فئة الشباب”.

 

وأوضح البيان: “منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، استشهد أكثر من 39 ألف فلسطيني، ما يشكل ما نسبته 1.8 بالمئة من إجمالي سكان القطاع، منهم حوالي 24 بالمئة من الشباب”، مشيرا إلى أن “عدد الشهداء نتيجة المجاعة بلغ 34 شهيداً، وهناك حوالي 3 آلاف و500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء”.

 

وقال: إن “عدد الجرحى تجاوز 95 ألفا، 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود”.

 

ونوه الإحصاء إلى أنه “عشية عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، كان يقيم في دولة فلسطين نحو 5.6 ملايين فلسطيني، منهم 1.2 مليون شاب وشابة (بين 18 و29 عاما)، يشكلون ما نسبته 22 بالمئة من إجمالي السكان”.

 

وسلط الجهاز الضوء على “نزوح نحو مليوني فلسطيني من بيوتهم من أصل نحو مليونين و200 ألف فلسطيني كانوا يقيمون في القطاع عشية الحرب”.

 

أما عن عدد الشهداء في الضفة الغربية فقد وصل إلى 620 قتيلا، معظمهم من الشباب والأطفال، حيث بلغت نسبة الشهداء دون سن 30 سنة نحو 75 بالمئة، وفق جهاز الإحصاء.

 

وبناء على تلك المعطيات، رجح الجهاز انخفاض معدل النمو المقدر في قطاع غزة “من نحو 2.7 بالمئة وفق تقديرات الجهاز لعام 2023 إلى نحو 1 بالمئة فقط خلال عام 2024”.

 

وأشار إلى أن “عدد الشهداء منذ بدء العدوان من الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في

فلسطين بلغ 653 طالبا وطالبة، 619 في قطاع غزة و34 في الضفة الغربية كما ارتقى 105 من العاملين والعاملات في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة”.

 

وشدد على حرمان “88 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من حقهم بالتعليم الجامعي، مبينا أنه من بين كل 100 شاب/شابة من الفئة العمرية، التي تتراوح بين 18 و29 عاما، هناك 18 حاصلون على درجة البكالوريوس فأعلى”، وفق بيانات 2023.

 

وتحدث الجهاز عن معدلات بطالة تصل إلى 56 بالمئة في الضفة خلال 2023، و75 بالمئة في قطاع غزة خلال الربع الرابع من نفس العام، مشيرا إلى أن “معدلات البطالة بين الشباب الحاصلين على مؤهل علمي دبلوم متوسط فأعلى بلغت حوالي 91 بالمئة” في قطاع غزة.

 

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

 

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.